أخبار الخريجين: سليمان الجناحي وتجربة الانتقال الناجح من عالم الأكاديميا إلى عالم المال والأعمال

الجناحي يقدم النصح والتوجيه للطلاب المقبلين على الحياة المهنية ضمن مسؤولياته كعضو في المجلس الاستشاري للخريجين

Thursday, July 11, 2024

تتمثل إحدى المهام الرئيسة لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في تبني المبادرات الأكاديمية والبحثية الرائدة للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، وتوظيفها التوظيف الجيد الذي يكون له تأثيراتٌ إيجابيةٌ على العالم من حولنا.

الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لا يشكل عنصراً حاسماً لتحقيق نمو وازدهار الإمارات فحسب، بل وللعالم بأسره؛ غير أن السؤال المطروح، في هذا السياق، يرتبط بالكيفية المثلى التي ستمكننا من الاستفادة من البحوث الأكاديمية المتميزة التي يتم إنجازها في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وسبل تفعيلها على نطاق المنظومة الاجتماعية والاقتصادية بأكملها؟

وقد أسهم سليمان الجناحي، خريج جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بدور رائد في القيام بهذه النقلة من خلال العمل على تحويل الأبحاث العلمية إلى واقع عملي ملموس.

يذكر أن الجناحي، البحريني الجنسية، سبق له العمل لدى ’شركة المدفوعات الوطنية‘ في بلده البحرين قبل انضمامه إلى فوج طلاب الجامعة الأول عام 2021، وتخرجه عام 2022 بدرجة الماجستير في تخصص “تعلم الآلة”. وقد قرر الجناحي، بعد تخرجه، البقاء في أبوظبي والالتحاق بالعمل في عالم الشركات كعضو مؤسس ومدير مشروع مشارك في شركة ’الاتحاد للمدفوعات‘ الناشئة والتابعة لمصرف دولة الإمارات العربية المتحدة المركزي.

واستناداً إلى ما اكتسبه خلال مشواره الدراسي في الجامعة لنيل درجة الماجستير وبحثه الذي ركز فيه على تحسين تقنيات التعلم الموحد، فإن عمله الآن مع شركة ’الاتحاد للمدفوعات‘ يسهم في إعادة رسم معالم مشهد عمليات الدفع في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وذكر الجناحي، في سياق متصل، أنه يركز في عمله ضمن الشركة بالدرجة الأولى على منصة “آني Aani” للمدفوعات الفورية. كما يدخل ضمن مسؤولياته الأخرى كل ما يتعلق بالمنتجات، والتغييرات، والإصدارات الجديدة، وتكامل المنظومة بأكملها، وحوكمة النظام، والتطبيقات، وغيرها الكثير من الأمور الأخرى؛ فضلا عن إسهامه في بناء الشركة بوصفه عضواً في الفريق المؤسس.

وتسعى ’الاتحاد للمدفوعات‘، التي تمثل أرقى ما وصل إليه مجال التكنولوجيا المالية في الدولة، إلى ريادة عالمية في مجال المدفوعات، والإسهام القوي في تحقيق أهداف الحكومة المتمثلة في خلق مجتمع لا يتعامل بالنقود، وتمكين التحول الرقمي في مجال المدفوعات، وتأسيس أفضل بنية تحتية من نوعها للأسواق المالية. وأكد الجناحي، في هذا الصدد، أن سقف التوقعات – دون شك – عالٍ، لكنه أوضح أن الوقت الذي قضاه في الجامعة أعده جيدا لمواجهة البدايات الصعبة للشركات الناشئة، حيث يمكن أن تطول ساعات العمل وتتنوع المسؤوليات.

وعن مساره في الجامعة أوضح الجناحي أن الدراسة في الجامعة تتطلب الكثير من الانضباط والالتزام. كما أن تجربته فيها ساعدته على تطوير أخلاقيات عمل عالية، ومكنته من تطوير قدرة عالية على التحمل. وبالنسبة له في ’الاتحاد للمدفوعات‘ كل ما قد يبدو عملا شاقاً، فهو في متناوله لأن تجربته جعلته يعمل في ظروف عمل أكثر صعوبة. وأضاف: “تتميز المشاريع في أبوظبي، وخاصة المشاريع الحكومية بجداولها الزمنية المحدودة جداً، وتوقعات وأخلاقيات عمل عالية. إنهم يتوقعون الأفضل، ونحن نعرف كيف نُنجِز المطلوب”، مشيراً إلى أن الجامعة ساعدته على التعرف على منظومة أعمال أبوظبي – المشتملة على المبادرات الحكومية المختلفة، والمجالات التي تستثمر فيها وأهدافها الاستراتيجية، والعديد من الأشياء الأخرى. كما مكنته الجامعة من الانغماس في هذه المنظومة، وهو سعيد بما يقدمه من إسهامات فيها.

والجدير بالذكر أن سليمان الجناحي، إلى جانب مسؤولياته في شركة ’الاتحاد للمدفوعات‘، هو أيضاً عضو في المجلس الاستشاري الأول لخريجي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الذي يعمل مع مجتمع الخريجين ومع الجامعة للمساعدة في تشكيل مستقبل الجامعة والإسهام في نمو دولة الإمارات وازدهارها. كما أن الجناحي عضو في اللجنة الفرعية لـمركز حضانة وريادة الأعمال التابع للجامعة، والذي يساعد الطلاب في بناء الجسور بين الأوساط الأكاديمية والعالم.

وتعليقاً على عمله ضمن اللجنة الفرعية لهذا المركز، ذكر الجناحي أنه يحاول من خلال عمله فيه معرفة العقبات التي تحول دون تمكين الطلاب والخريجين من المضي قدماً بأفكار مشاريعهم الناشئة، والحصول على التمويل، وتنمية أعمالهم، والعمل على التفكير في الحلول المناسبة. كما – أضاف – نحاول بالفعل ربط كل بحث يعكف الطلاب على إنجازه بمشاكل العالم الحقيقية.

وعلى صعيد آخر، أشار الجناحي إلى أن شعوره بالانتماء إلى الجامعة وما تمثله بالنسبة إليه كان السبب الذي شجعه على الانضمام إلى المجلس الاستشاري لخريجيها، وقال: “أردت تقديم كل ما بوسعي من أجل نجاح الجامعة، وودِدتُ أن أُسهِمَ بدور ما في ترسيخ مكانتها في مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة”، مضيفا أن ذلك كان هو الشعور نفسه الذي يكنه لبيته الجديد، أبوظبي.

“بعد تخرجي من الجامعة، كان بإمكاني الذهاب إلى أي مكان، لكنني شعرت أن أبوظبي قد استثمرت في تأهيلي، فآثرتُ أن أرد الجميل واستثمر في نجاحها. وعندما تلقيت عرضا للانضمام إلى شركة الاتحاد للطيران، لم تَرُقْ لي الوظيفة كونها عادية خالية من التحديات – فالذي كنت أتطلع إليه هو دور عالي التأثير يساعد في وضع اسم أبوظبي على الخريطة في مجال التكنولوجيا المالية والتفوق على الدول الرائدة عالمياً في هذا المجال”.

وأعرب الجناحي عن امتنانه لإتاحة الفرصة له لكي ينقل إلى طلاب الجامعة تجربته الناجحة في تخطي الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة، ويقدم بعض النصائح لأولئك الذين يتطلعون إلى اتباع مسار مماثل بعد التخرج، مضيفاً:

“أولاً ، من المهم ملاحظة أنه رغم أن الجامعة هي في المقام الأول مؤسسة أكاديمية قائمة على الأبحاث، فلا يوجد ما يمنعنا من القيام بالأدوار المتعلقة بالمنتجات”. وتابع قائلاً:

“كونك باحثا لا يعني بالضرورة أنه يجب عليك أن تصبح مطورا أو مهندسا – بل يمكنك أن تكون مرنا وأن توسع خبرتك إلى أي مجال تهتم به. ويمكنك الاستفادة مما تعلمته في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وتطبيقه على أشياء كثيرة، وإذا لم تستخدم خبرتك الفنية على الفور في دور ما، فلا تقلق، فستفعل ذلك في النهاية. لقد بات حقل الذكاء الاصطناعي حاضرا بقوة متزايدة في كل مجال من مجالات العمل والحياة، ما يعني أن كل مؤسسة ستحتاج إلى أشخاص يتمتعون بمثل قدراتك”.

“استخدم المهارات التي تمتلكها، وكل ما تتفوق فيه، دون أن تحصر نفسك في دور معين، وستجد أن الآفاق مفتوحة أمامك بلا حدود”.

أخبار ذات صلة