نشر هذا المقال لأول مرة في مجلة “وايرد الشرق الأوسط” بتاريخ 11 نوفمبر 2021
تعتزم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي المساهمة في تطوير نظام تشغيل يسهم في تحسين نظام النقل فائق السرعة بواقع 1،080 كيلومتر بالساعة من شركة “فيرجن هايبرلوب”
في مقابلة أجراها مع مجلة “وايرد” هذا الأسبوع، قال جوش جيجل، الشريك المؤسس لشركة “فيرجن هايبرلوب” إن نظام التشغيل الخاص بنظام النقل فائق السرعة “هايبرلوب” قد يشتمل على تقنيات قائمة على الذكاء الاصطناعي من ابتكار علماء الحاسوب في أبوظبي، كاشفاً عن وجود خطط إضافية لتفعيل مشاركة منطقة الخليج في المشروع الرائد بعد صعوده على متن أول رحلة مأهولة ضمن إحدى الكبسولات فائقة السرعة.
وتعد “فيرجن هايبرلوب” التي تأسست في ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 2014 تحت اسم “هايبرلوب تكنولوجيز” من عدة شركات تبنّت المفهوم الذي أطلقه إيلون ماسك في ورقة بحثية في عام 2013. ورغم الشكوك التي يبديها العديد من الخبراء، تعتقد “فيرجن هايبرلوب” أنها قادرة على بلوغ سرعات تصل حتى 1،080 كيلومتراً في الساعة (670 ميل في الساعة)، لتكون هذه الكبسولات أسرع من طائرات الركاب بالرغم من أنها تستهلك نسبة 10% فقط من الطاقة.
وأنابيب نظام “هايبرلوب” المغلقة شبه مفرغة من الهواء، الأمر الذي يحد من مستويات قوة السحب الديناميكي الهوائي، بينما يساهم نظام الدفع الكهرومغناطيسي في تمكين الكبسولات بسعة 28 شخصاً من الطواف فوق المسار.
وبالرغم من أن مرحلة الإطلاق التجاري ما زالت بعيدة، لكن جوش جيجل، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا؛ وسارة لوشيان، مديرة تجربة الركاب؛ كانا يوم الأحد أول مسافرين على متن كبسولة “هايبرلوب”، حيث أكملت الكبسولة المسار الممتد على مسافة 500 متر بسرعة منخفضة نسبياً بلغت 107 أميال في الساعة (172 كيلومتر في الساعة).
وبحماس واضح خلال مكالمة الفيديو التي أجراها في الساعة السابعة صباحاً من موقع الاختبار التابع لشركة “فيرجن هايبرلوب” في لاس فيغاس، قال جيجل: “لقد كانت هذه التجربة أكثر هدوءً وسلاسة مما توقعت أن تكون عليه”.
وأضاف جيجل: “من ناحية الشعور بحد ذاته، يكون الإحساس بقوة التسارع أكثر حدة من تسارع الطائرة. وبمجرد دخول مرحلة الطواف المغناطيسي، تصبح التجربة أكثر سلاسة من أي شيء شعرت به من قبل. ودون أدنى شك، سيخضع النظام للعديد من التحسينات الكبرى. وبالفعل، تجاوزت هذه الرحلة الأولى كافة توقعاتي المتعلقة بمدى الراحة التي توفرها. وفي غضون ستة أعوام فقط، انتقلنا من مرحلة تعرضنا خلالها للسخرية والاستهزاء إلى الجلوس في مركبة قال الناس أننا لن نتمكن من صنعها قط”.
ولطالما أبدت بلدان منطقة الخليج حرصاً بالغاً على تبني مفهوم “هايبرلوب”؛ إذ تعتبر “موانئ دبي العالمية”، الشركة المشغلة للموانئ والمملوكة بواسطة حكومة دبي، واحدة من أكبر المستثمرين في شركة “فيرجن هايبرلوب”، بينما أبرمت منافستها “هايبرلوب ترانسبورتيشن تكنولوجيز” (هايبرلوب تي تي) اتفاقية مع شركة “الدار العقارية” في أبوظبي لإنشاء نظام “هايبرلوب” في الإمارة.
وفي شهر يونيو، أبرمت “فيرجن هايبرلوب” مذكرة تفاهم مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في العاصمة الإماراتية أبوظبي للتعاون في مجال الأبحاث.
وقال جيجل: “عند النظر إلى النظام، لن يحتاج المرء طويلاً ليدرك أننا نعمل على بناء نظام متكامل العناصر. فعند مقارنته بالطائرات، يبدو الأمر وكأننا نقوم ببناء منظومة مراقبة الحركة الجوية والطائرة والسماء في ذات الوقت. ولا بد هنا من طرح أسئلة من قبيل؛ كيف تسيرّون الأسطول؟ وكيف تحركون المركبات؟ وكيف يمكنكم تحسين العمليات على مستوى الأسطول لتلبية الطلب من قبل العملاء، وضمان استيعاب أكبر عدد ممكن من الركاب لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح للنظام وخفض التكاليف التشغيلية إلى حدودها الدنيا؟”.
وتتجسّد الإجابة على هذه الأسئلة بالبيانات، وهذا يعني كميات ضخمة منها، وسوف تتعاون الشركة مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتطوير خوارزميات متقدمة لتحسين نظام تشغيل “هايبرلوب”.
وأضاف جيجل: “فلنتخيل جميع الخطط المختلفة التي يمكننا تنفيذها في لعبة شطرنج – وهنالك عدد لا يحصى تقريباً من طرق اللعب. لذلك، وخلال يوم واحد، كيف يمكنكم تحريك هذه المركبات لتلبية الطلب من قبل العملاء؟ وتتمثل الإجابة هنا بإيجاد الطرق الكفيلة للقيام بذلك في الوقت الحقيقي – وهذا ما يعنيه مفهوم الاستكشاف بالنسبة لنا”.
وتابع جيجل: “قبل ست سنوات من الآن، شكك الكثيرون بقدرتنا على جمع الأموال اللازمة لتأسيس هذه الشركة، لكن ذلك لم يثني عزيمتنا مطلقاً. وقبل عامين من الآن، قالوا إننا لن نكون قادرين على بناء مركبة آمنة بما يكفي لنقل الركاب، لكننا قمنا بذلك أيضاً”.
ويعتقد جيجل أن منطقة الخليج والهند والولايات المتحدة من المواقع الأكثر ترجيحاً لتشييد أولى شبكات “هايبرلوب”. وعلاوة على ذلك، أقامت “فيرجن هايبرلوب” علاقات وثيقة مع وزارة النقل في المملكة العربية السعودية، حيث أجرى الطرفان مؤخراً دراسة جدوى مشتركة تناولت إنشاء شبكة “هايبرلوب” لنقل الركاب وشحن البضائع على امتداد المملكة. ويأمل الطرفان أن يتمكنا من تقليص وقت السفر بين الرياض وجدة إلى حدود 46 دقيقة فقط.
وقال جيجل، الذي رفض أن يفصح عن أي تفاصيل إضافية: “بدأ هذا الأمر يزودنا ببعض الدفعات الأولى من البيانات الحقيقية حول اثنين من المسارات المحتملة هناك”.
ومن العوامل الجذابة الأخرى التي تتمتع بها منطقة الخليج، السماء المشمسة على مدار العام تقريباً؛ إذ يعتقد جيجل أن إضافة الألواح الشمسية إلى منظومة الأنابيب سيولد طاقة كافية لنقل 45 مليون مسافر سنوياً دون الحاجة لأي مصادر طاقة أخرى.
وفي حين يحذر المشككون من أن نظام “هايبرلوب” سيكون عرضة للأعمال التخريبية ويشككون في صحة أوقات السفر المعلنة، لا يبدي جيجل أي تأثر بهذه الكلمات ويعتقد أن شبكات “هايبرلوب” ستنقل الركاب في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2035.
واختتم جيجل: “في الواقع، أنا أرحب بالانتقادات؛ إذ تستند قوتنا كفريق على النقد المستمر. كما أنها تعتبر بمثابة عامل محفز على التطور وتحقيق النمو. وقبل ست سنوات من الآن، أخبرني الناس أننا لن نكون قادرين على جمع الأموال اللازمة لتأسيس شركة كهذه، إلا أن هذا الأمر لم يثني عزيمتنا مطلقاً. وقبل أربعة أعوام من الآن، قالوا إننا لن نتمكن من بناء شيء كهذا وتشغيله بنجاح، ولكننا قمنا بذلك. وقبل عامين قالوا إننا لن نكون قادرين على بناء مركبة آمنة بما يكفي لنقل الركاب، لكننا قمنا بذلك أيضاً. وأرجو ألا تفهموا هذا الأمر بصورة خاطئة، إذ يعتبر هذا التحدي صعباً للغاية، لكن لهذا السبب نحن نخوضه”.
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة الضاد في لفتَتٍ يقف فيها العالم.....
فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....
اقرأ المزيدفريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يفوز بجائزة تقديرية عن دراسة بحثية تشجع الباحثين.....