تثقل الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وفقدان البصر كاهل الأسر وأنظمة الرعاية الصحية في الإمارات إلا أن التقدم في الذكاء الاصطناعي يبعث أملاً جديداً.
كشفت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع أطباء “كليفلاند كلينك أبوظبي”، عن كيفية انتقال هذه الموجة الجديدة من الذكاء الاصطناعي من المختبرات إلى المستشفيات، بهدف إحداث تأثير جذري فهي تُشغِّل الروبوتات الموجهة جراحياً، وأنظمة الموجات فوق الصوتية المستقلة، والتشخيصات القائمة على العيون التي تكتشف الأمراض قبل ظهور أعراضها.
أقيم هذا العرض في “كليفلاند كلينك أبوظبي”، وأبرز تركيز الجامعة على الرعاية الصحية كأحد ركائز البحث الأساسية، وعلى رأسها مبادرات مثل “مشروع الصفات الظاهرية للإنسان“، وإطلاق “كلية الصحة الرقمية العامة”. تبني الجامعة نظاماً بيئياً متكاملاً لأدوات الذكاء الاصطناعي المصممة لدعم الأطباء والمرضى وصناع القرار في الإمارات وخارجها من خلال هذه الجهود والأبحاث التي تجريها كوادرها وطلابها.
قال سامي حدادين، نائب الرئيس للأبحاث وأستاذ الروبوتات في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: “طموحنا هو بناء نظام صحي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مصمم خصيصاً للإمارات، ويمكن أن يفيد العالم بأسره، نظام يتعلم من التركيبة الجينية وأنماط الحياة الفريدة لسكاننا، ليتنبأ بالأمراض ويقدم علاجاً مخصصاً لها ويمنع حدوثها، حيث أن الجامعة بالتعاون مع شركاء عالميين مثل “كليفلاند كلينك أبوظبي” تحول الأبحاث إلى رعاية واقعية وآمنة وواضحة محورها الإنسان”.
خلال الفعالية، عرض سيزاري ستيفانيني، أستاذ في قسم الروبوتات، أحدث التطورات في مجال الملاحة الروبوتية داخل الجسم، باستخدام الذكاء الاصطناعي مستعرضاً أنظمة روبوتية توجه الأدوات الطبية ذاتياً داخل الجسم وهو ابتكار مستوحى من الروبوتات الحيوية، ويهدف إلى جعل العمليات الجراحية طفيفة التوغل أكثر أماناً ودقة، مما يحسن النتائج الجراحية ويقلل أوقات التعافي في مستشفيات الإمارات.
عرض أنكينغ دوان، الأستاذ المساعد الزائر في علم الروبوتات، تطورات في مجال التصوير بالموجات فوق الصوتية الروبوتية. يجمع بحثه بين نماذج الإدراك والتحكم وإعادة البناء لتمكين المسح بالموجات فوق الصوتية المستقل. ونظراً للتفاوت في إمكانية الوصول إلى أخصائيي الأشعة المؤهلين حسب المنطقة في الدولة، فيمكن لهذه التقنية أن تساهم في تعميم التصوير التشخيصي عالي الجودة، خاصة في المناطق النائية أو الأقل وصولاً إلى الخدمات.
استكشف جيانينغ تشيو، أستاذ مساعد في قسم الطب الشخصي (الدقيق)، مجال “علم الجينوم العيني (الأوكولوميات)” القائم على الذكاء الاصطناعي. يستخدم هذا المجال الناشئ تصوير شبكية العين للكشف عن أمراض جهازية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والزهايمر. نظراً لارتفاع معدلات السكري في الإمارات، يمكن لهذا النهج غير الجراحي الكشف المبكر عن أمراض الأيض والأوعية الدموية، بمجرد تحليل العين. تتوافق أبحاث الدكتور “تشيو” مع الاكتشافات العالمية التي تؤكد أن شبكية العين تعكس علامات حيوية دقيقة لخلل وظائف الجسم، مما يجعل الإمارات مركزاً واعداً لأبحاث “علم الجينوم العيني” الدقيق.
لا يزال مرض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في الإمارات، وغالباً ما يرتبط بنمط الحياة والتشخيص المتأخر. قدم عمران رزاق، أستاذ مشارك في علم الأحياء الحاسوبي، عمله على استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية حيث دمج النظام تحليل الأوعية الدموية في شبكية العين، وبيانات تخطيط القلب، والتعلم متعدد الوسائط للكشف المبكر عن قصور القلب وتسرب الأوعية الدموية. يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي هذه أن تعمل كـ”مساعدين رقميين” للأطباء، وتحديد أنماط المخاطر الخفية قبل ظهور الأعراض، مما ينقذ الأرواح عبر التدخل المبكر.
مع تزايد عدد السكان المسنين والطلب على الاستشارات الطبية عن بعد، ناقش ثانه كونج هو، باحث مشارك ثان، وفخري كراي، أستاذ في قسم التعلم الآلي، نظام ذكاء اصطناعي مساعد لمراقبة المرضى عن بعد يستخدم عوامل ذكاء اصطناعي مستقلة تتعلم من تدفق بيانات المرضى المستمر لدعم الأطباء في اتخاذ قرارات مخصصة وفي الوقت المناسب وهو ابتكار يتماشى مع استراتيجية الإمارات الوطنية للصحة الرقمية التي تركز على الرعاية عن بعد المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين الوصول والكفاءة.
ناقشت ناتاسا برزولج، أستاذة علم الأحياء الحاسوبي، التحليلات التنبؤية للمرضى وعلم الجينوم المتعدد، من خلال دمج البيانات الجينية والجزيئية والسريرية لنمذجة تطور الأمراض وتوقع الاستجابة للعلاج. في بلد متنوع جينياً مثل الإمارات، يمكن لهذه التحليلات توجيه الاستراتيجيات الصحية للسكان وتمكين تدخلات مخصصة.
أكد العرض رؤية جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لبناء بنية تحتية صحية شاملة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تغطي الوقاية والتشخيص والعلاج واستراتيجية الصحة العامة. ومن خلال الشراكات مع مؤسسات رائدة مثل “كليفلاند كلينك أبوظبي”، تحول الجامعة الاكتشافات العلمية إلى واقع سريري، وتقدم أدوات ذكاء اصطناعي آمنة وفعالة ومصممة لتلبية الاحتياجات المحلية.
وفي ختام حديثه قال حدادين: “بينما ننتقل من الخوارزميات إلى التطبيق العملي، هدفنا هو تزويد الأطباء والمخططين الصحيين في الإمارات بأحدث التطورات في أنظمة الذكاء الاصطناعي التطبيقية، مما يتيح رعاية تنبؤية استباقية تقلص مدة الإقامة في المستشفى، وتخفف الضغط على العيادات، وتحقق حياة أكثر صحة في كل إمارة”.
تجسّد المشاريع البحثية الجارية تركيز الجامعة المميّز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في آفاق علمية جديدة، إذ تمتد.....
اقرأ المزيداستضافت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون، النسخة الرابعة من مبادرتها.....
تم تقديم الجائزة إلى البروفيسور لي سونغ، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في GenBio AI وأستاذ تعلم.....