نبذة عن حياة الباحثة سيفيم جنكيز

Monday, March 07, 2022

تجسد النماذج النسائية التي يقتدى بها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مصدر إلهام للجيل التالي من النساء للتفوق في هذه المجالات، وهذا بالتحديد ما شجع سيفيم جنكيز على اتخاذ قرار تعلم البرمجة ودخول عالم الذكاء الاصطناعي بعد حصولها على شهادة الهندسة الطبية الحيوية.

سيفيم مرشحة لنيل شهادة الدكتوراه من “مختبر التصوير الحاسوبي” (CIL) في جامعة بوغازيتشي في اسطنبول بتركيا، وتعمل مساعدة بحوث غير متفرغة في مختبر تحليل الصور الطبية الحيوية (BioMedIA) بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، وهي أم لطفلين.

المرأة الناجحة قدوة ملهمة

تسعى سيفيم لنيل شهادة الدكتوراه تحت إشراف الدكتورة إيسين أوزتورك إيشيك من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وترى فيها مصدر إلهام لمواصلة تحصيلها العلمي وخوض مسار مهني ناجح في الأوساط الأكاديمية.

...ما زلت على يقين بانتمائي إلى مجال البحوث والأوساط الأكاديمية. وبينما يتطلب العمل في هذه المجالات ساعات دوام غير منتظمة، إلا أنها حافلة بالإنجاز.

سيفيم جينكيز
باحث مساعد في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
وعلى مستوى العالم، نجحت المرأة بتحقيق تكافؤ نسبي في معدلات الحصول على شهادتي البكالوريوس والماجستير مقارنة بالذكور (45-55٪)، أما على صعيد شهادة الدكتوراه، فتقترب النسبة من 44%. لكن ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة اليونسكو عام 2018: “لا تستفيد النساء بشكل كامل من فرص التوظيف المتاحة للخبراء الحاصلين على تعليمٍ عالٍ ويتمتعون بمهارات عالية في المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، حيث تبلغ نسبة النساء فيها واحدة لكل خمسة مهنيين (22%)”.

وتتسع الفجوة بين الجنسين كلما تقدمت النساء في مسيرتهنَّ المهنية الأكاديمية، حيث تقلُّ مشاركتهنَّ كلما تقدمن في السلَّم الوظيفي بدءاً من طالبة الدكتوراه إلى مساعدة الأستاذ ومديرة البحث وصولاً إلى الأستاذة الجامعية. وعادةً ما تحصل الباحثات على منح ذات قيمة أقل من تلك التي يحصل عليها أقرانهنَّ من الرجال، وعلى الرغم من أنَّ نسبة الباحثات تبلغ 33,3% من مجمل الباحثين، فإنَّ 12% فقط من أعضاء الأكاديميات الوطنية للعلوم هنَّ من النساء.

وتعبيراً عن فخرها بالعمل في أبحاث العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، قالت سيفيم: “عوضاً عن العمل في مجال لا يتيح لي تحقيق إنجازات قيّمة، اخترت مواصلة بحوثي التي تساهم اليوم بتحقيق نتائج إيجابية والبحث عن بيانات جديدة تسهم في تحسين المخرجات. وفي الواقع، أنا مسرورة بالحياة الأكاديمية وفخورة بكوني عالمة”.

داعمون من مختلف الجهات

ليس في أسرة سيفيم أفراد يعملون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فوالدها محاسب ووالدتها ربة منزل، لكنها نشأت في كنف أسرة داعمة. وقالت بهذا الخصوص: “لطالما كان والداي من أبرز الداعمين للخيارات التي اتخذتها طوال حياتي سواء في قبل الزواج أو بعده. وقبل التحاقي بالجامعة، قام والدي ببيع سيارته لتمويل رسوم أستاذي الخاص الذي واظب على زيارة منزلنا لمدة ساعة إلى ساعتين. كما أن والدي مؤمن بأهمية التحاق النساء بالدراسة الجامعية والسعي لتحقيق أحلامهن واستقلاليتهن الاقتصادية. كما يحرص والداي على السفر من تركيا لزيارتنا ورعاية أطفالي”.

واجهت سيفيم تحدياً كبيراً لدى انتقال أسرتها إلى دبي في عام 2017، لاسيما أن خيار الدراسة عن بعد لنيل شهادة الدكتوراه لم يكن متاحاً لولا الدعم الذي تلقته من الدكتورة إيسين أوزتورك إيشيك، المشرفة على رسالتها؛ والدكتور محمد يعقوب من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي؛ وزوجها؛ ووالديها ووالدي زوجها.

وبهذا الخصوص، قالت سيفيم: “كنت محظوظة بالعمل مع مشرفة رائعة تحرص على دعم النساء في مجالات البحوث والحياة الأكاديمية لكونها أماً، حيث مرت بذات التجارب التي أواجهها الآن. ونحن واثقتان بقدرتنا على تحقيق إنجازات لافتة وإدارة هذه المرحلة بكفاءة عالية”.

وأضافت: “يشجعني الدكتور يعقوب على نيل شهادة الدكتوراه باعتبارها الوسيلة الأمثل لخوض مسيرة مهنية حافلة في المجال الأكاديمي. وبصفتي مرأة باحثة، يتعين علي إدارة شؤون أسرتي وقضاء وقت مع أطفالي والعمل على البحوث، وكان تنفيذ هذه المهام في بلدي الأم تحدياً كبيراً. لكن الانتقال لدولة الإمارات العربية المتحدة عزز قدرتي على تحقيق التوازن بين الحياة اليومية والعمل”.

وقالت: “غالباً ما يسألني زوجي الذي يعمل مطوراً للبرمجيات عن سبب رفضي للعمل في القطاع والحصول على وظيفة بدوام ثابت من التاسعة صباحاً إلى الخامسة عصراً. وصحيح أنني تساءلت أيضاً عن صواب قراري، لاسيما أن حصولي على شهادة الدكتوراه تطلب مني ست سنوات، لكنني ما زلت على يقين بانتمائي إلى مجال البحوث والأوساط الأكاديمية. وبينما يتطلب العمل في هذه المجالات ساعات دوام  غير منتظمة، إلا أنها حافلة بالإنجاز. وآمل حقاً أن أتمكن من إحداث فارق في المجال الطبي لتحسين حياة الناس”.

البحوث بحد ذاتها هي المكافأة

تشكل البحوث محوراً رئيسياً في حياة سيفيم، فقد استكملت مؤخراً ورقة بحثية بالشراكة مع الدكتور يعقوب بعنوان: “التقدير التلقائي لعمر الجنين عبر فحوصات فترة الثلث الأول من الحمل” Automatic Fetal Gestational Age Estimation from First Trimester Scans.وأسهمت الورقة بتوفير تقديرات أكثر دقة للطول التاجي المقعدي (CRL) وعمر الحمل (GA) عبر الفحوصات خلال الثلث الأول من فترة الحمل، ويعود الفضل في ذلك إلى تطبيق خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي من تطوير سيفيم والدكتور يعقوب.

وحول الورقة البحثية، قالت سيفيم: “في العادة، تعتمد هذه الأنواع من القياسات على خبرة أخصائي الموجات فوق الصوتية. وفي بعض الأحيان، قد تفتقر صور الأجنة المأخوذة عبر الموجات فوق الصوتية للوضوح، وقد تكون حركة الجنين عند التصوير نشطة للغاية. لذا عملنا على إنشاء نموذج لقياس طول جسم الجنين وحجم رأسه لحساب الطول التاجي المقعدي بدقة أعلى وبالتالي تقدير عمر الحمل بشكل أدق”.

وسيفيم حاصلة على شهادة الماجستير في الهندسة الطبية الحيوية من جامعة بوغازيتشي (2013-2016)، وفي المراحل النهائية لنيل شهادة الدكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية من جامعة بوغازيتشي أيضاً. وتتمحور بحوثها الحالية حول تحليل بيانات التصوير الطيفي بالرنين المغناطيسي (MRSI)، وتوفير مخرجات عالية الدقة لعملية التصوير الطيفي بالرنين المغناطيسي بالاعتماد على أحدث تقنيات التعلم العميق.

ولدى سيفيم اهتمام واسع في المساهمات مفتوحة المصدر، حيث تعاونت مع الدكتورة إيسين أوزتورك إيشيك وآخرين لإنشاء Oryx-MRSI، برنامج تحليل البيانات المؤتمت بالكامل والذي يمكن استخدامه بسهولة لإجراء فحوصات شاملة للدماغ عبر تقنيات التصوير الطيفي بالرنين المغناطيسي. ويشتمل البرنامج أيضاً على العديد من المزايا الجديدة مثل تصحيح التحول الكيميائي، وتكوين مسارات أيضية مصححة للسائل الدماغي الشوكي، وتسجيل الخرائط الأيضية على نموذج MNI152 لأطلس الدماغ، وتحليل مناطق الدماغ.

وقالت: “عملنا بالتعاون مع قسم طب الأعصاب التابع لكلية الطب في جامعة إسطنبول بتركيا، ونجحنا بالحصول على بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير الطيفي بالرنين المغناطيسي لمرضى باركنسون بمراحل مختلفة، علاوة على مشاركة متطوعين آخرين بالتجارب. وقد أتاح لنا ذلك تقييم التغيرات الأيضية التي حدثت في أدمغة مرضى باركنسون ممن يعانون من ضعف إدراكي بسيط”.

وتحت شعار “كسر حاجز التحيز” (#BreakTheBias)، احتفت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بيوم المرأة العالمي 2022 وبدورها الحيوي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بداية من طالبتنا وباحثاتنا وصولاً إلى عضوة الهيئة التدريسية البروفيسورة نجوى الأعرج. ويشكل كسر حاجز التحيز مسألة بالغة الأهمية لتحقيق المساواة بين الجنسين في مجالات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، فالتمثيل المتكافئ سيسهم بالتأكيد بالحد من التحيز في مجالات البحوث والتطوير.

 

أخبار ذات صلة

thumbnail
Tuesday, November 26, 2024

النماذج اللغوية الكبيرة وفهم انفعالات الإنسان وعواطفه

فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....

  1. التعاطف ,
  2. انفعالات الإنسان ,
  3. معالجة اللغة الطبيعية ,
  4. EMNLP ,
  5. النماذج اللغوية الكبيرة ,
  6. البحوث ,
اقرأ المزيد