بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم الذي يوافق 11 فبراير من كل عام.
يسعى “نادي المرأة في الذكاء الاصطناعي” نحو تعزيز مكانة المرأة ومشاركتها في قطاع الذكاء الاصطناعي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بوجه خاص، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة بوجه عام. وجرى تأسيس النادي من قبل طالبتين ضمن برنامج ماجستير العلوم في تعلم الآلة، وهن: أسماء هاشمي، من باكستان، والتي تشغل منصب رئيس النادي، وأميرة باوزير، من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تشغل منصب نائبة الرئيس.
ويوفر النادي بيئة إيجابية تهدف إلى تمكين وإثراء معرفة المرأة التي تطمح لأن تكون جزءًا من مجتمع الذكاء الاصطناعي. وتتماشى أهداف ومساعي النادي مع اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم الذي يجمع العلماء البارزين والقادة العالميين والأكاديميين والرواد للاحتفال بالمساهمات الرائعة والمتنوعة للنساء والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وعلى الصعيد العالمي، حققت النساء في مجال العلوم نسبة تقدر بين (45-55٪) في التكافؤ العددي على مستويي البكالوريوس والماجستير، بينما وصلت نسبة النساء اللاتي يسعين للحصول على درجة الدكتوراه إلى 44%. ووفقًا لتقرير اليونسكو لعام 2018: “لا تستفيد النساء بشكل كامل من فرص العمل المتاحة للخبراء ذوي المهارات العالية والتعليم العالي في المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، حيث نجد امرأة واحدة فقط من بين كل خمسة متخصصين في هذا المجال (أي حوالي 22%)”.
وكجامعة جديدة، تأمل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مواصلة جهودها نحو زيادة عدد الطالبات، حيث تشكلن النساء 31٪ من العدد الكلي لأولى دفعات الجامعة.
توفير منصة خاصة للنساء
تتسع الفجوة بين الجنسين مع تقدم النساء في وظائفهن الأكاديمية، وتنخفض مشاركتهن كلما تقدمن في مسيرتهن العملية في كل درجة من السلم الوظيفي، من طالبة الدكتوراه والأستاذ المساعد إلى مدير البحث أو درجة الأستاذ. يوجد في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أستاذة واحدة، وهي د. نجوى الأعرج، وهي نموذج يتطلع إليه “نادي المرأة في الذكاء الاصطناعي”، حيث تواصل د. الأعرج دعمها لعبر تشجيع المزيد من الإناث للدخول إلى مجال التكنولوجيا.
وعلى الرغم من نقص المهارات اللازمة في معظم المجالات التكنولوجية التي تقود الثورة الصناعية الرابعة، لا تزال النساء يمثلن 28٪ فقط من خريجي الهندسة، و40٪ من خريجي علوم الكمبيوتر والمعلوماتية، وفقًا لتقرير اليونسكو المذكور أعلاه.
ويسعى “نادي المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي” نحو توفير منصة للنساء لعرض مهاراتهن في هذا المجال الحيوي والواعد، إضافة إلى منحهن فرصة لنقل خبرتهن ومعرفتهن إلى طالبات أخريات. وتتضمن أنشطتهم دعوة النساء العاملات في مجال الذكاء الاصطناعي لإلقاء محاضرات حول مسيرتهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتقديم نصائح للطالبات الطامحات نحو تحقيق النجاح والازدهار عبر هذه المجالات.
ولإلقاء نظرة أكثر عمقاً، تحدثنا إلى أسماء هاشمي وأميرة باوزير، حول دراستهن وتطلعاتهن للمستقبل، بالإضافة إلى قصة تأسيس النادي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
ماهي خطتك بعد التخرج في نهاية هذا العام؟
أميرة: أسعى إلى أن أكون جزءًا من تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأتطلع إلى نشر معرفتي ومهاراتي كباحث في مجال تعلم الآلة.
أسماء: لم أقرر بعد. لدي بعض الخيارات للاستكشاف والعمل على تأسيس شركة ناشئة، أو العمل مع شركة في قطاع التكنولوجيا لاكتساب خبرة عملية في هذا المجال من أجل صقل مهاراتي وإثراء خبرتي المهنية، أو لمتابعة التعليم العالي والبحث في الذكاء الاصطناعي.
أين كانت دراستك الجامعية؟
أسماء: لقد أتممت دراستي الجامعية في جامعة ماساتشوستس في بوسطن، بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تخصصت في الرياضيات.
أميرة: درست تخصص الرياضيات التطبيقية والإحصاء مع تفرع في مجال الأحياء بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.
تبلغ نسبة الطالبات في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي 31٪، هل فاقت هذه النسبة توقعاتك قبل الانضمام إلى الجامعة؟ وهل كان بإمكانك بناء صداقات في الجامعة خلال فترة دراستك القصيرة؟
أسماء: نسبة الطالبات في الجامعة كانت أعلى بقليل مما توقعته قبل انضمامي. حين نفكر بالأرقام، فإن 27 إلى 30٪ فقط من النساء يشكلن القوة العاملة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ ونجد ذات النسبة حين ننظر إلى عدد الطالبات ممن يدرسن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ونسبة النساء ذوات البشرة الملونة تقدر بحوالي خمسة في المئة فقط من النسبة الكلية للنساء، وهذا أيضاً ما لاحظته أثناء دراستي وعملي في بوسطن.
ولقد أسعدني وفاجئني رؤية هذه المجموعة المتنوعة من الطالبات يعملن بجهد لترك بصمتهن في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. وأنا أعتبر نفسي محظوظة لأنني وجدت عائلة كعائلتي في بوسطن، حيث كنت أظن أن الحظ سيصادفني مرة واحدة، فأنا ممتنة للغاية لأن ظني قد خاب! لقد وجدت عائلة أخرى في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
أميرة: قبل انضمامي لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كنت متفائلة جداً بعدد الطالبات الملتحقات بهذه الجامعة. فمن تجربتي الخاصة كطالبة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن عدد كبير من طلبة التعليم العالي في هذه المجالات هم من الإناث. لذلك أؤمن أن هذه النسبة قابلة للزيادة في الأعوام القادمة.
وأشعر بأنني محظوظة جداً لأنني – وخلال فترة قصيرة – قابلت طلبة استثنائيين من مختلف الجنسيات والثقافات، وبنيت صداقات وطيدة من خلال الصفوف التفاعلية في الجامعة، ومن خلال المشاريع المشتركة التي نقوم بها، إضافة إلى الفعاليات والأنشطة الخارجية.
ما مدى أهمية مشاركة النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؟
أميرة: عندما نتخلى عن جنس دون الآخر في أي مجال كان، فإننا نتخلى عن رأي ومشاركة نصف المجتمع، وهذا يؤدي إلى تطوير ابتكارات وتكنولوجيا غير عادلة ويبطئ من النجاح والإنجاز على المدى الطويل.
وحين نتحدث عن مجال الذكاء الاصطناعي بالتحديد فسنجد أن الكثير من المؤسسات تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات، فهنا تصبح مشاركة المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي أمراً ضرورياً لمنع هذه الخوارزميات من تعلم التحيز ضد النساء، والتي – للأسف – سنجدها بالفعل في بياناتنا اليوم. وبالتالي، فإن مشاركة المرأة سوف تساهم في تطوير خوارزميات عادلة من الممكن أن تؤثر بشكل مباشر في أمن المرأة الاقتصادي والاجتماعي والصحي.
أسماء: يشهد العالم الآن الثورة الصناعية الرابعة، والتي تعتمد بشكل كلي على التقنيات والإمكانات الرقمية. ووفقًا لتقرير اليونسكو الذي صدر أخيراً، فإن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي ستحد من الفجوة بين الرجال والنساء. وهذا يعكس أهمية تزويد النساء بالفرص التي تتيح لهن الوصول إلى الموارد المناسبة والتعليم عالي الجودة الذي سيمكنهن من التنافس مع الرجال بعدل ومساواة. كذلك، يجب أن نتذكر أن النساء يدفعن حوالي 85٪ من السوق العالمية.
ولن نخطئ إذا قولنا أن النساء يمكنهن تمثيل نمواً سوقياً أكبر من أسواق الصين والهند مجتمعين! فمن المحتمل أن تقود المستهلكات الاقتصاد العالمي، ولكن ما هو عدد النساء الممثلات في المناصب القيادية في الساحة الاقتصادية العالمية؟ الرقم قليل للغاية بكل أسف. إذا تمكنا من بناء اقتصاد يثري معرفة المرأة بمجموعة من المهارات المطلوبة والضرورية، ويوفر لها فرص عمل ضمن القوى العاملة في الاقتصاد المدفوع رقميًا، فإن العالم سيشهد نمواً في الابتكارات التي ستعود بالفائدة على الجميع.
هل بدأ شغفك تجاه هذا المجال منذ الصغر؟ ما الذي جعلك تختارين هذا المسار الوظيفي بالتحديد؟
أسماء: لا. لم أكن حتى على دراية بهذا المجال حتى وصولي إلى المرحلة الإعدادية في الكلية عندما التحقت بدورة تعليمية إحصائية، حيث طُلب منا القيام بمشروع صغير في مجال تعلم الآلة. ووجدته مجال مدهش وممتع، خاصةً فيما يتعلق بإمكانية تطبيق الذكاء الاصطناعي على أي مجال تقريبًا. هذا يعني أن هناك دائمًا فرصة لتعلم شيء جديد أثناء استكشاف قدرات هذا المجال في عدد لا يحصى من القطاعات والتخصصات.
أميرة: لطالما كنت منبهرة جًدا بمجال الإحصاء والبيانات منذ مرحلة الثانوية وعند تخرجي، كنت أعلم أنني أود الالتحاق بجامعة خليفة لدراسة الرياضيات التطبيقية والإحصاء. وبعد تخرجي عملت في شركة “آيي بي إم” للتكنولوجيا في مركز التميز لعلوم البيانات. وكانت فرصة استثنائية حظيت خلالها بفرصة العمل مع مجموعة متنوعة من العملاء لتطوير العمليات المؤسسية باستخدام علوم البيانات والذكاء الاصطناعي. وبعد ذلك قررت الانضمام إلى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتطوير مهاراتي ودراسة الماجستير في تعلم الآلة.
ماذا ستقولين للنساء الأخريات اللاتي يفكرن في العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أو الذكاء الاصطناعي؟
أميرة: أود أن أشجعهن لخوض هذه التجربة، ليس فقط لأنهن قادرات على المنافسة فيه، ولكن لضرورة تواجدهن لتطوير هذا القطاع دون تحيز.
أسماء: كوني شجاعة، وخاطري! لا تسعين إلى الكمال، لأن السعي وراء الكمال والخوف من الفشل في الغالب هو ما يمنعنا من محاولة اكتشاف إمكاناتنا الحقيقية. وهي نفس الرسالة التي أذكر نفسي بها باستمرار. بالنسبة للنساء اللائي يختبرن بصمتهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أو الذكاء الاصطناعي، أود أن أقول لهن، اتبعن شعار ستيف جوبز، “ابق جائعًا. ابق أحمقاً”.
كيف يمكن ضمان أن تضيف أعمالنا اليوم إلى الأصوات الجماعية حول المساواة والتنوع؟
أسماء: نحن بحاجة إلى التفكير في العوامل الرئيسية التي تثير اهتمام النساء بموضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. هناك نقاط قليلة في ذهني:
أميرة: مشاركة المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والذكاء الاصطناعي هي إحدى الخطوات التي ستضيف الكثير إلى الجهود الجماعية الرامية نحو ضمان العدالة والتنوع في مجتمعاتنا.
ما الذي تبحثين عنه وما هو التأثير الذي تأملين أن يحققه بحثك وعملك على العالم؟
أميرة: أنا عضو في “بيوميديا لاب” وهو أحد المراكز البحثية التابع لقسم الرؤية الحاسوبية في الجامعة، حيث يبحث في مشاكل الرعاية الصحية الواقعية باستخدام الذكاء الاصطناعي. ويركز بحثي على تطوير خوارزمية الذكاء الاصطناعي تقيس كمية وشدة تأثير فيروس كورونا على رئة المريض باستخدام الصور مقطعية ثلاثية الأبعاد للرئة. ونأمل أن تتعلم الخوارزمية من بيانات الطبية العامة الموجودة لهذا المرض للمدى الذي يؤهلها أن تصل إلى مستوى الأطباء الخبراء، بالتالي ستساهم في دعم الأطباء في أوقات الجائحة لتسريع عملية كشف وتشخيص المرضى للحد من انتشاره.
أسماء: تركز رسالتي على تطوير خوارزمية أو نموذج إحصائي/احتمالي من شأنه تقدير الحقائق الأساسية، وتحسين نتائج التجزئة في التصوير الطبي. في التصوير الطبي، نواجه عددًا لا يحصى من التحديات مثل محدودية البيانات. علاوة على ذلك، فإن البيانات التي نتلقاها متباينة أيضًا حيث يستخدم كل خبير طبي مجموعة التحيزات والخبرات الخاصة به لتحليل البيانات. ويصبح الأمر أكثر حدة عندما نتعامل مع تشخيص أكثر تعقيدًا، على سبيل المثال، الأورام والآفات.
فنجد أن هناك الكثير من الخلاف بين الخبراء الطبيين حول مكان وجود الورم أو الآفة. وينعكس هذا الخلاف في التشخيص أيضًا على التعليقات التوضيحية لبيانات التصوير الطبي. كما أنه يثير قلقًا نظرًا لوجود بيانات متباينة، فهذا يعني أنه ليس لدينا حقيقة أساسية لاستخدامها في تدريب نماذج تعلم الآلة الخاصة بنا. والتدريب على البيانات المتباينة يحد من أداء خوارزميات تعلم الآلة التي نعمل على تطويرها.
ما هو دورك في “نادي المرأة في الذكاء الاصطناعي” وماهي أسباب تأسيس النادي؟
أسماء: أشغل حالياً منصب رئيس “نادي المرأة في الذكاء الاصطناعي”. وتم تأسيسه للاحتفال بالنساء اللائي يسعين لدراسة أو للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، لمشاركة مسيرتهن لإلهام أقرانهن، فضلاً عن توفير منصة يمكن من خلالها مناقشة التحديات التي نواجهها في هذا المجال. كما نعقد ورش عمل تقنية لنقل المهارات للتعلم من بعضنا البعض.
أميرة: أشغل منصب نائب رئيس “نادي المرأة في الذكاء الاصطناعي” حيث نعمل على تخطيط وتنظيم فعاليات تسهم في تمكين وتشجيع وإلهام الفتيات في جامعتنا. وندرك أن نسبة الفتيات في مجال الذكاء الاصطناعي لازالت قليلة، لذلك نطمح لتشجيع عدد أكبر من النساء من أجل استكشاف قدراتهن وتعزيز مهاراتهن للوصول إلى مناصب قيادية ورائدة في هذا المجال.
يمكنكم التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: wai@mbzuai.ac.ae
محمد رضوان يشرح كيف يساعد نموذجه التنبئي، HuLP، الأطباء في تقييم كيفية تطور الحالات المرضية بالسرطان لدى.....
اقرأ المزيدبعد حصوله على الماجستير في الرؤية الحاسوبية، أحمد شرشر – طالب الدكتوراه – يسعى إلى تمكين الجميع.....
وفاء الغلابي وأومكار ثوكار، طالبا الدكتوراه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يتجهان نحو إحداث تحول.....