التكنولوجيا وريادة الأعمال ومستقبل الذكاء الاصطناعي

Tuesday, February 13, 2024

قبل عمله لدى شركة “أوبن أيه آي” التي تُعتَبَر واحدة من الشركات الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، سبق لمتحدثنا – مهندس البرمجيات وسام مناصرة الذي تخرج من “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” – العمل لدى شركتي “أوبر” و”مايكروسوفت”. كما سبق له الإسهام في تأسيس شركتين ناشئتين استحوذت على إحداهما شركة “فورسكوير”. مسيرة متحدثنا المهنية، التي لم تكد تتجاوز عقداً ونيّف، أكسبته زخماً حول ما يجب على الشركات فعله لتطوير منتجات قادرة على تغيير العالم وإحداث الفارق.

وسام مناصرة الذي حل ضيفاً على جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خلال شهر يناير الماضي، تحدث إلى طلبة الجامعة عن تجربته في مجال التكنولوجيا وتصوره لريادة الأعمال ومستقبل الذكاء الاصطناعي. يُذكر أن اللقاء التواصلي قد تم تنظيمه بالتعاون مع مؤسسة “ستارت إيه دي” وبرعاية من مركز حضانة وريادة الأعمال التابع للجامعة الذي يهدف إلى تعزيز “تطوير بيئة أعمال ملائمة لشركات التكنولوجيات المتقدمة الناشئة في الإمارات وخارجها وتمكين المبتكرين من تحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية ذات قيمة مضافة”.

مهارات مطلوبة

وسام مناصرة

لا شك في أن الخلفية التقنية القوية والقدرة على العمل لساعات طويلة متواصلة يُعدان من السمات الأساسية المطلوب توفرها فيمن يرغبون في أن يكون لهم موطئ قدم في قطاع أعمال التكنولوجيا العالي التنافسية، غير أنه بجانب هذه المميزات، يعتقد متحدثنا مَنَاصرة أن هناك مهارات أخرى غالباً ما يتم التغاضي عنها أثناء فترة الدراسة الجامعية، وهي مهارات 'بالغة الأهمية'.

ويَرى وسام أن مهارة التواصل هي واحدة من المهارات التي تحتاجها فرق العمل في قطاعات الأعمال، وأهميتها تصبح – في تقديره – محورية عندما يكون التواصل مطلوباً لتوضيح عدد من الأفكار المعقدة لأطرافَ أخرى معنية. كما أكد وسام أهمية الإصغاء إلى تعليقات وملاحظات الزملاء وأهمية فهم المنطلق والمنطق الذي تنبني عليه توصياتهم.

واعتبر مناصرة كذلك أن القدرة على التكيف الفعال والتعاون البناء مع الزملاء تُعتَبَر أمراً أساسيا لضمان نجاح فرق العمل عالية الأداء، مشيراً – في السياق ذاته – إلى أهمية بناء ثقافة عمل الفريق وأثرها الإيجابي.

وعلاقة بثقافة عمل الفريق شدد وسام على أهميتها بالنسبة لأي شركة تُطور تقنيات مبتكرة، موضحاً أن بناء ثقافة عمل إيجابية تعتبر ضرورية ومن شأنها مساعدة أي فريق على تجاوز أي خلافات محتملة. ويعد هذا – يضيف مناصرة – أمراً بالغ الأهمية لجميع الشركات وخصوصا منها الناشئة التي يتطلب بناؤها العمل لساعات طويلة، وإدارات الضغوطات النفسية المتصلة بذلك.

تجربة عالمية

خلال فترة عمله لدى شركة “أوبر” اكتسب وسام تجربة مكنته من التعرف عن كثب على النهج الذي تتبعه كبريات الشركات للحفاظ على مرونة أعمالها وقدرتها على التأقلم مع ظروف الأسواق المختلفة. ويوضح وسام أن “أوبر” تشكل نموذجا مثيراً للاهتمام لأنها ورغم طابعها العالمي، إلا أن كل سوق دخلته أتى بتحدياته التي تتطلب القدرة على التكيف معها، وذلك على غرار أسواق أوروبا، والشرق الأوسط، والصين التي وسعت فيها الشركة أعمالها وفق مقاربات مختلفة.

وأشار وسام، في السياق ذاته، إلى أن شركة “أوبر” تولي اهتماماً خاصاً بتحليل البيانات، ومثال هذا بيانات الوقت المقدر للوصول إلى الوجهات المقصودة، موضحاً أن الشركة تقوم بتحليل هذا النوع من البيانات عندما تلاحظ تراجعاً في مؤشرات الأداء المتصلة به بهدف معرفة السبب من جهة وضمان حصول كل عملاء “أوبر” من جهة أخرى على تجربة قوية تمكنهم من توقع وقت وصولهم إلى وجهاتهم بدقة.

وعلى صعيد آخر فإن “أوبر” رغم أنها شركة عالمية كبيرة، إلا أن كل منتج تقوم بتطويره تتم إدارته من منطلق اعتباره منتج لشركة ناشئة، وهذا النهج سهل على مناصرة اتخاذ قرر ترك الشركة وخوض غمار تجربة جديدة في عالم الشركات الناشئة.

وشركة “أوبن أيه آي” تشبه شركة “أوبر” من حيث اعتمادها على المقاربة نفسها لتطوير منتجاتها الجديدة باعتبارها شركات ناشئة تتم إدارتها داخل هيكل الشركة الأكبر. ويقول وسام أن “كل شيء تتم إدارته مثل شركة ناشئة في ’أوبن أيه آي‘”، مضيفا أن “الشركات الناشئة الناجحة تكون قريبة من عملائها وتبني استراتيجياتها على المعلومات التي تحصل عليها منهم”.

فريق المنتج الجديد “DALLE” الذي يعمل مناصرة على تطويره مع فريق عمله في شركة “أوبن أيه آي”، هو نظام ذكاء اصطناعي ينشئ صوراً اعتماداً على مدخلات اللغة الطبيعية، ولضمان أعلى مستويات الكفاءة لهذا المنتج “يتحدث – مناصرة – باستمرار مع المبدعين والفنانين حول الميزات التي يرغبون فيها وأيضاً مخاوفهم المتعلقة بانتهاك حقوق الملكية والنشر وموضوعات أخرى”.

وأهمية التواصل المستمر مع العملاء من شأنها أن تساعد في تجربة المنتج وإعادة ضبطه بسرعة كما أنها تعد جزءاً أساسياً لضمان نجاح الأعمال. ويقول مناصرة أنه لم يصادف خلال مسيرته المهنية أي شركة ندمت على تواصل مع عملائها خلال مراحل تطويرها لمنتجاتها”.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

عندما نفكر في تطبيقات الغد التي ستعتمد على النماذج اللغوية الكبيرة، يعتقد مناصرة أنها ستستخدم في مجالات عدة مثل التعليم، حيث ستساعد – على سبيل المثال – في وضع خطط تعليمية لكل طالب. كما يعتقد أنها ستساعد المبدعين في طرح أفكار جديدة، وإدخال التعديلات بسرعة على المسودات وتقديم اقتراحات بشأن الاتجاهات الجديدة التي يمكنهم اتباعها في عملهم.

وهناك أيضاً أنظمة البيانات الكبيرة التي ستحاول فهم النشاط البشري المتزايد باستمرار على الإنترنت، وأنظمة أخرى ستساعد في الحصول على رؤى حول هذه البيانات من خلال تحليلها. كما سيتم تطوير أدوات جديدة ستساعد في التنبؤ بالإضافة إلى مهام أخرى مثل إعادة التوازن بين العرض والطلب.

كما يرى ضيف الجامعة أن التطور التالي سيكون ما يسمى بتطبيقات ذكاء البيانات التي تدخل فيها عناصر أساسية سواء كانت أنظمة البيانات الضخمة، أو الذكاء الاصطناعي التنبؤي أو الذكاء الاصطناعي التوليدي والجمع بينها بما يمكن من الاستفادة منها في مجال معين أو لحل مشكلة ما، وهذا التوجه – يقول مناصرة – هو المجال الذي تركز فيه العديد من الشركات جهودها.”

ورغم ما تتيحه الابتكارات التكنولوجية من إمكانات، أشار مناصرة إلى أنه من المهم أن يرتكز كل منتج على حاجة حقيقية. وقال: “الذكاء الاصطناعي أداة مثل أي شيء آخر، ولتطوير منتج أو بناء شركة، يجب أن يكون الدافع هو إيجاد حل لمشكلة”.

وفي ختام لقائه التواصلي مع طلبة الجامعة، أكد ضيف الجامعة على الإمكانات الهائلة التي توفرها أدوات تطوير التطبيقات المختلفة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وفرص تطوير منتجات جديدة يمكنها خدمة الإنسان. وتابع قائلا إن “أفق ما يمكن تطويره باستخدام هذه الأدوات لا يحد إلا قدرات الشخص الذي يستخدمها”.

أخبار ذات صلة

thumbnail
Tuesday, November 26, 2024

النماذج اللغوية الكبيرة وفهم انفعالات الإنسان وعواطفه

فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....

  1. التعاطف ,
  2. انفعالات الإنسان ,
  3. معالجة اللغة الطبيعية ,
  4. EMNLP ,
  5. النماذج اللغوية الكبيرة ,
  6. البحوث ,
اقرأ المزيد