الروبوتات التي تتمتع بحاسة اللمس: بناء الآلة واكتشاف الذات

Wednesday, July 27, 2022

يُعتبر تطوير الروبوتات التي يمكنها تعلّم التفاعل مع العالم والتعامل مع الأشياء الموجودة فيه، أحد أكبر التحديات التي لم تُحل حتى الآن في علم الروبوتات. لذا، نناقش في هذه الجلسة ضرورة الانتقال من التصميم اليدوي الكلاسيكي الذي يشمل التحكم القائم على النموذج بشكل بحت إلى نموذج جديد، وذلك من أجل تطوير مثل هذه الروبوتات المتقدمة. إذ لا بد لنا من السماح للآلة بتطوير مخططها الخاص بشكل مستقل، وتوليد ذاتها على الصعيد الطبوبولوجي والحركي والديناميكي.

بناءً على ذلك، يجب على الآلة تطوير ضوابط لجسمها أثناء تحركها، وتعلّم التعامل مع الأشياء بطريقة منضبطة، والتفاعل بحساسية مع العالم. انطلاقاً من عملنا على الروبوتات خفيفة الوزن التي يتم التحكم بها بعزم الدوران، وصولاً إلى الروبوتات التي تتمتع بحاسة اللمس الآمنة للإنسان والتي يمكنها الطيران أو القيادة، أشرح في هذه الجلسة القفزات الكمية التكنولوجية التي شهدناها مؤخراً. فقد أصبح هذا التقدم ممكناً، بشكل خاص، من خلال التصميم الذي يركز على الإنسان، والتحكم الناعم والحساس للقوة، وردود الفعل على الاتصال، وتعلّم الآلة القائم على النماذج. فمن خلال تمكين التعايش والتعاون والتفاعل بين الإنسان والروبوت، أثبتت هذه التكنولوجيا الروبوتية لأول مرة أنها قادرة على تحويل طرق التصنيع التقليدية في جميع أنحاء العالم. ولا بد من الإشارة إلى أن هذه التكنولوجيا أصبحت تؤثر، على نحو متزايد، في الخدمات المهنية، والتطبيقات المنزلية، والطب، والرعاية الصحية.

بعد ذلك، سألجأ إلى عملنا الحالي لرسم الطريق نحو الجيل التالي من الآلات التي تتمتع بحاسة اللمس. فقد اتخذنا الخطوات الأولى نحو تصميم وبناء آلات مستقلة بشكل متزايد، تتمتع بالقدرة على اكتشاف نفسها، وبالتالي التكيّف مع التغيّرات في طوبولوجيا الجسم، وفي نهاية المطاف، مع ديناميكياتها بأكملها.

أخيراً، سأقدم النتائج التي تم التوصل إليها مؤخراً حول تصميم هيكليات معيارية للتحكم والتعلّم التي تحقق سلوكيات معقدة من أجل مواجهة مشكلات المعالجة من جهة، وتكون مستقرة بشكل يمكن إثباته من جهة أخرى.

المتحدث/المتحدثين

سامي حدادين هو مدير معهد ميونيخ للروبوتات والذكاء الآلي في جامعة ميونيخ التقنية، وهو يشغل كرسي الروبوتات وذكاء الأنظمة. تشمل اهتماماته البحثية الروبوتات التي تركز على الإنسان، والذكاء الجماعي، والتعايش بين الإنسان والروبوت. اشتهر بمساهماته في هندسة الميكاترونيات عن طريق اللمس، والروبوتات الواعية للاتصال، وطرق السلامة في التفاعل بين الإنسان والروبوت، وتعلم المعالجة المستقلة. قبل انضمامه إلى جامعة ميونيخ التقنية، ترأس معهد التحكم الآلي في جامعة غوتفريد فيلهلم لايبنيز هانوفر من العام 2014 إلى العام 2018. وقبل ذلك، شغل مناصب مختلفة كباحث في مركز الفضاء الألماني. يُذكر أنه حاصل على شهادات في الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب وإدارة التكنولوجيا من جامعة ميونيخ التقنية وجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ. حصل على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف من الجامعة الراينية الفستفالية العليا بآخن، ونشر أكثر من 200 مقال علمي في المجلات والمؤتمرات الدولية، حاز العديد منها الجوائز. كما حصل على العديد من الجوائز لعمله العلمي، بما في ذلك جائزة دكتوراه جورج جيرالت في العام 2012، وجائزة التميّز المهني المبكر من الجمعية الإحصائية الملكية  في العام 2015، وجائزة التميّز المهن المبكر من جمعية الروبوتات والأتمتة من مؤتمر معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في العام 2015، وجائزة ألفريد كروب للأساتذة الشباب في العام 2015، وجائزة الرئيس الألماني للابتكار في العلوم والتكنولوجيا في العام 2019 وجائزة ليبنيز في العام 2019.

أخبار ذات صلة