نشر المقال الأصلي في مجلة “وايرد الشرق الأوسط” بتاريخ 18 يناير 2022
تعمل كريمة قضوي، إحدى طالبات جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، على تطوير خوارزميات تساعد المصابين باضطرابات النطق على توسيع آفاق التواصل مع الآخرين وتعزيز اندماجهم في المجتمع.
فخلال نشأتها، أدركت كريمة حجم التحديات التي تواجه شقيقها الذي يعاني من اضطرابات النطق. والآن، وبعد أن أصبحت طالبة تسعى لنيل درجة الماجستير من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تسعى كريمة إلى تسخير التكنولوجيا المتقدمة في سبيل إيجاد حلول للمشكلات التي لاحظتها أثناء طفولتها.
وقالت كريمة: “يواجه المصابون باضطرابات النطق تحديات أكبر على صعيد التواصل مع بيئتهم والإفصاح عن مكنوناتهم. وينطوي هذا على أهمية خاصة نظراً لأن هؤلاء غالباً ما يعانون من صعوبات أخرى تثقل حياتهم اليومية، كما أنهم بحاجة لتلقي المساعدة من الآخرين”.
وتعتمد كريمة على خبراتها في مجال تعلم الآلة لتطوير تطبيق يساعد المصابين باضطرابات النطق على التواصل مع الآخرين. وقالت كريمة: “تتمحور فكرة المشروع حول تمكين المصابين باضطرابات النطق من التحدث واستخدام تطبيق يترجم كلامهم بطريقة يفهمها الآخرون”. وهذا المشروع الفريد مصمم خصيصاً لمساعدة المصابين بجميع أنواع الحالات المسببة لمثل هذه الصعوبات، بما في ذلك السكتات الدماغية والشلل الدماغي. وفي بعض الأحيان، يواجه هؤلاء صعوبة في التحكم بالعضلات المستخدمة في عملية النطق، الأمر الذي يقوّض قدرة الآخرين على فهم كلامهم. ويمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي التي تطورها كريمة أن تساعدهم على تحسين قدرات التواصل لديهم وتمكينهم من الانخراط في المجامع بصورة أكثر سلاسة. وفي ضوء الأهمية المتنامية التي تحظى بها التقنيات الداعمة للأوامر الصوتية في حياتنا اليومية، تأمل كريمة أيضاً دمج هذا الحل ضمن أنظمة التعرف على الكلام مثل “سيري” و”مساعد جوجل”.
ولم تكن كريمة أول من تعرّف على الثغرات الكامنة في تقنيات التعرف على الكلام. فمنذ عام 2009، تعمل “جوجل” على تطوير خوارزميات لتكييف تقنيات التعرف على الكلام مع المصابين بسكتات دماغية أو حالات أخرى قد تتسبب بصعوبة النطق. وفي غضون ذلك، قامت “أمازون” بدمج التطبيق الذي طورته شركة “فويسيت” (Voiceitt) الإسرائيلية الناشئة ضمن خدمة “أليكسا” خلال شهر يونيو الماضي، لتتمكن بذلك من بناء نماذج مخصصة وقائمة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتمتع بالقدرة على فهم مجموعة من الطلبات والأوامر المحددة للمستخدمين المصابين باضطرابات النطق.
لكن تشخيص المشكلة ليس بصعوبة إيجاد الحلول لها، حيث ترتبط كفاءة الخوارزميات بمدى جودة البيانات المستخدمة في تدريبها، وغالباً ما تتحول العبارات التي تصادفها إلى أنماط تمكنها من تعلم الكلام. وأشارت كريمة إلى أن هذا قد يجسّد مشكلة بحد ذاته على صعيد مواءمة الخوارزميات مع المصابين باضطرابات النطق ويجدون في معظم الأحيان صعوبة في التحدث لفترات طويلة. لذلك يحتاج الباحثون إلى الكثير من العينات الصوتية (والنسخ المدونة يدوياً لهذه العينات) ليتمكنوا من إنشاء الروابط بين الأصوات والكلمات.
وعالجت “جوجل” هذه المشكلة عبر منح الأولوية للكلام المكتوب؛ إذ ترسل الشركة للمتطوعين حوالي 1500 عبارة لقراءتها وتسجيلها من أجل إضافتها إلى قاعدة بياناتها، بما في ذلك مزيج من وحدات الكلام الفريدة وأخرى مكررة لتدريب الخوارزميات بشكل أفضل. وحتى تاريخه، تقول الشركة أنها جمعت حوالي 1400 ساعة من البيانات التي قدمها أكثر من ألف متطوع، مما ساعد الباحثين على تطوير الخوارزميات لفهم أنماط الكلام المختلفة.
وتفكر كريمة وفريقها باتخاذ خطوة مشابهة، إذ تعتقد أن اعتماد مثل هذه المنهجية يساهم أيضاً في إضفاء المزيد من السهولة على عملية تقديم البيانات بالنسبة للمتطوعين المصابين باضطرابات النطق ويقدمون للفريق عينات صوتية. وقالت كريمة: “فكرنا بتطوير تطبيق يمكن للمستخدمين تدريبه في أوقات فراغهم عبر قراءة الجمل المرسلة إليهم ليقوم التطبيق بتسجيلها. وفي نهاية المطاف، سنحصل على هذه المجموعة المتنامية من البيانات الخاصة بالكلام”.
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة الضاد في لفتَتٍ يقف فيها العالم.....
مركز حضانة وريادة الأعمال بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يحتفي بمرور عام على تأسيسه ودوره الريادي.....
فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....
اقرأ المزيد