ترأست ثامار سولوريو، مديرة شؤون طلبة الدراسات العليا والأستاذة في قسم معالجة اللغة الطبيعية بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، المؤتمر السنوي حول الأساليب التجريبية في معالجة اللغة الطبيعية الذي يُعد واحداً من أهم الملتقيات التي تجمع العلماء والباحثين في مجال معالجة اللغة الطبيعية.
وشارك مع سولوريو في المؤتمر الذي عُقِد مؤخراً في ميامي عدد كبير من الباحثين من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، حيث قدّم أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة ما يقرب من 50 دراسة وعرض تجريبي. كما قدمت سولوريو، بالاشتراك مع مونوجيت تشودري، الأستاذ في قسم معالجة اللغة الطبيعية في الجامعة، ورقة بحثية فازت بجائزة الورقة البحثية المتميزة في المؤتمر. واستعرض آخرون كيفية الكشف عن المحتوى المُنتج باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وطرق تعامل النماذج اللغوية الكبيرة مع التعاطف، وكيفية تمثيل الثقافات في النماذج اللغوية الكبيرة.
أجرينا حواراً مع سولوريو لتحدثنا عن تجربتها في رئاسة المؤتمر، وأبرز الاتجاهات برأيها في مجال معالجة اللغة الطبيعية، وشعورها وهي ترى هذه المجموعة الكبيرة من الباحثين من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يقدمون نتائج أبحاثهم في هذا المؤتمر المهم.
حدثينا قليلاً عن مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغة الطبيعية وبعض المواضيع التي تمت مناقشتها فيه.
كان مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغة الطبيعية أكبر اجتماع يركز على معالجة اللغة الطبيعية هذا العام، حيث سجل فيه أكثر من أربعة آلاف شخص، وحضره شخصياً أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وهو شيء رائع.
كان شرفاً عظيماً لي أن أُدعى لرئاسة المؤتمر. ولكن في الوقت ذاته كان الإشراف على تنظيم هذا الحدث مسؤولية كبيرة. تلقيتُ مساعدة كبيرة وعملت بشكل وثيق مع ثلاثة رؤساء برامج رائعين.
أثناء تنظيم المؤتمر، حرصنا أنا ورؤساء البرامج على أن يتضمن المؤتمر برنامجاً قوياً من الناحية الفنية وكلمات رئيسية جذابة ومحفزة للحضور. أردنا أن يشعر الحاضرون بالحماس بشأن اتجاه معالجة اللغة الطبيعية وأن يدركوا أنه جزء مهم من ثورة الذكاء الاصطناعي التي نشهدها حالياً.
ركزنا على المفاهيم والمهارات المهمة اليوم في معالجة اللغة الطبيعية ودعونا المتحدثين الذين يمكنهم الحديث عن هذه المواضيع وما يتعين علينا فعله لتطوير هذا المجال.
على سبيل المثال، كانت هناك حلقة نقاشية حول أهمية معالجة اللغة الطبيعية في عصر الذكاء الاصطناعي أدارها مونوجيت تشودري وشارك فيها نخبة من المتحدثين الذين قدموا وجهات نظر مختلفة حول معالجة اللغة الطبيعية، من بينهم باحثون يتمحور عملهم حول المهام والمشاكل التقليدية في معالجة اللغة الطبيعية، وآخرون تتركز خبراتهم بشكل أكبر على حل المشكلات الأساسية في مجال تعلم الآلة، وفئة ثالثة تجمع بين معالجة اللغة الطبيعية وتعلم الآلة. وقد نجح مدير الجلسة في إدارة الحوار بين المتحدثين ومناقشة هذا الموضوع المهم.
ما هي أهم المواضيع الرئيسية التي جرى مناقشتها في مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغة الطبيعية؟
من أهم المواضيع التي جرى مناقشتها في المؤتمر موضوع الوعي الثقافي، حيث قُدِّمت عدة أوراق بحثية تناولت كيفية تقييم أداء النماذج اللغوية البصرية في تمثيل التنوع. فعندما نطلب من هذه النماذج أن تعطينا صورة لوجبة إفطار، ما الصورة التي ستقدمها لنا؟ هل ستعطينا صورة لوجبة إفطار أمريكية تتضمن البيض واللحم المقدد أم شيئاً آخر؟
وكانت هناك دراسات أخرى تناولت موضوع الترجمة الإبداعية، أي ترجمة المحتوى من لغة لأخرى مع الحرص على توطين المشاعر والأحاسيس. وهذا يعني أن النموذج لا يركز في الترجمة على الحفاظ على المعنى الأصلي فحسب، بل يراعي أيضاً في النص المترجم أعراف اللغة المترجم إليها وثقافتها المحلية. وهذا يسلط الضوء على التحديات التي تواجه تكييف نماذج معالجة اللغة الطبيعية مع السياقات الثقافية المتنوعة.
هناك اهتمام متزايد في الوقت الحالي بالتنوع الثقافي، فنحن نريد صنع نماذج تمثل العالم كله وليس بعض البلدان فقط.
حدثينا أكثر عن أهمية الوعي الثقافي في معالجة اللغة الطبيعية وسبب الاهتمام بهذا الجانب.
لقد أصبحت النماذج اللغوية الكبيرة شيئاً أساسياً في عصرنا، وهي حاضرة في أجهزتنا التي نستخدمها كل يوم. وأصبح من المهم جداً الحرص على توافقها مع القيم الثقافية المختلفة. فمن الصادم والمزعج أن يرى المرء أن التكنولوجيا التي يستخدمها يومياً لا تمثله. لهذا أصبح هذا الأمر موضع اهتمام كبير وانعكس ذلك في الأبحاث.
ما هي بعض الطرق التي يمكن من خلالها للعاملين في مجال معالجة اللغة الطبيعية مواصلة دعم وتشجيع هذا النوع من الأبحاث؟
إحدى الطرق لتحقيق ذلك هي إيجاد محاور محددة تتعلق بهذه المواضيع في المؤتمرات. فقد يكون هناك مثلاً محور يركز على مواضيع تعدد اللغات، ومحور آخر يتناول اللغات ذات الموارد المحدودة، ومحور ثالث مخصص للترجمة الآلية، وهكذا.
هذا يمكن أن يساعد في إبراز أهمية هذه المواضيع وتشجيع الباحثين على تناولها. ومن الطرق الأخرى تنظيم مؤتمرات تركز بشكل كامل على محاور تخصصية محددة.
هل كانت هناك محاور أو مواضيع أخرى جديرة بالاهتمام؟
سلط بعض الباحثين الضوء على كفاءة الخوارزميات والتدريب والاستدلال، وهو أمر مهم اليوم، لأننا نرى توجهاً نحو نماذج لغوية أكبر، وهناك سباق لتدريب أكبر نموذج لغوي.
حتى الآن، غالباً ما يُقاس التقدم في النماذج اللغوية الكبيرة بناء على الحجم عن طريق إضافة المزيد من البيانات. ولكننا سنصل في مرحلة ما، وربما يكون قريباً، إلى نقطة لا نجد فيها بيانات لتدريب هذه الأنظمة، لأنها تعالج البيانات بسرعة أكبر من سرعة إنتاج البيانات. ما الذي يعنيه هذا عند حدوثه؟ وماذا نفعل عندها؟
ربما يساعد إنشاء البيانات الاصطناعية في حل هذه المشكلة، ولكن ما الذي يعنيه تدريب النماذج باستخدام بيانات غالبيتها بيانات اصطناعية؟ وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على التعلم وعلى النتائج؟
من المهم بالنسبة لنا، خاصة نحن الأكاديميين، أن نبتعد قليلاً عن هذا السباق ونفكر في التعلم الفعال. وهذا أحد المواضيع التي نوقشت أيضاً في المؤتمر.
بماذا شعرتِ وأنت ترين زملاءك من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في المؤتمر؟
شعرتُ بالسعادة وأنا أرى هذه المجموعة الكبيرة من المشاركين من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وقد التقطنا معاً بعض الصور الجميلة فعلاً.
سافر الكثير منا على نفس الطائرة من أبوظبي إلى ميامي، واتفقنا على ارتداء قمصان زرقاء أثناء الاستقبال بحيث نمثل الجامعة.
وكان من الرائع أيضاً رؤية هذا العدد الكبير من الباحثين من الجامعة يعرضون أبحاثهم. رأيتُ الكثير من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية والباحثين ما بعد الدكتوراه يشاركون في نقاشات مع شخصيات لا تتاح لهم عادة فرصة اللقاء معها خارج مؤتمر أكاديمي كبير كهذا.
كان لنا حضور قوي في المؤتمر وكان صوتنا عالياً وواضحاً.
هل لديكِ شيء آخر ترغبين بإضافته؟
أعتقد أننا نجحنا في تحقيق الهدف الرئيسي، وهو الخروج من المؤتمر بطاقة متجددة وحافز لمواصلة عملنا على تقديم بحوث مهمة ومفيدة في مجال معالجة اللغة الطبيعية.
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة الضاد في لفتَتٍ يقف فيها العالم.....
A team from MBZUAI created a fine-grained benchmark to analyze each step of the fact-checking process and.....
فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....
اقرأ المزيد