مواجهة انتشار الأخبار الزائفة بالذكاء الاصطناعي

Tuesday, June 11, 2024

شكَّلَ تزايد انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة على منصات التواصل الاجتماعي وتفاقم اتساع رقعتها أمراً مُثيراً للقلق لـ زين محمد مجاهد الذي ارتأى الانكبابَ على دراسة هذه الظاهرة كجزء من بحثه لنيل درجة ماجستير العلوم.

ويرى مجاهد الذي تَخَرّجَ في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بدرجة الماجستير المتخصص في معالجة اللغة الطبيعية أن “أثر تزايد انتشار الأخبار الزائفة أصبح يشكل مشكلة حقيقية لها آثار وخيمة على المجتمعات”.

وتابع موضحاً أن “الكثير من الناس أصبحوا في الآونة الأخيرة يصدقون أي شيء يقرؤونه على منصات التواصل الاجتماعي ويتأثرون بآراء وأفكارِ ما يقرؤونه سواء أكانت كاذبة أو متحيزة أو مضللة إلى درجة أن تداعيات ذلك تكون سيئة على الأفراد والمجتمعات، جعلتني أدرك ضرورة تناول الظاهرة بالبحث مع أساتذة رواد في هذا المجال البحثي”.

بعد التحاقه بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي عام 2022 لمتابعة دراسته فيها، تلقى مجاهد تعليمه وأشراف على بحثه البروفيسور بريسلاف ناكوف، رئيس قسم وأستاذ معالجة اللغة الطبيعية الذي يعد واحداً من بين أبرز الخبراء عالمياً في مجال البحث المتصل بالأخبار الزائفة.

ركز مجاهد بحثه لنيل ماجستير العلوم على دراسة سمة التحيز الإعلامي في وسائل الإعلام، بدلاً من دراستها فقط من خلال مواد إعلامية منفردة، موضحا أنه اعتمد في بحثه على تكنولوجيا النماذج اللغوية الكبيرة.

بَيَّن بحث مُجاهد أن “تحيز المنابر الإعلامية في تناولها للمواد الإعلامية قد يظهر بدراجات متفاوتة ويمكن أن يرتبط بالانتماءات السياسية أو بمواقف من قضايا اجتماعية”. ولكشف مثل هذه التحيزات وغيرها يقول مجاهد أنه “اعتمد 16 مقياساً مرجعياً للتنبؤ بتحيزات وسائل الإعلام تستخدمها النماذج اللغوية الكبيرة المتاحة مثل ’شات جي بي تي‘، جعلت عملية تحليل المواد الإعلامية أبسط وأكثر كفاءة مقارنة بالطرق التقليدية التي تتطلب جهداً كبيراً”.

ويسعى مجاهد إلى تطوير تطبيق قادر على التنبيه إلى الأخبار شديدة التحيز والمحتمل أن تكون مزيفة أيضاً – مع التركيز على كشف التحيزات والتحقق من مصداقية أخبار وسائل الإعلام الجديد. ويطمح مجاهد – يقول – إلى “تطوير تطبيق يُمَكِّن المستخدم من إدخال رابط المحتوى الذي يود اختباره، ثم يقوم التطبيق بمراجعة كاملة له تشمل التحيزات التي جاءت فيه”. ويرى مجاهد أن هذا التطبيق سيساعد الصحفيين والمنابر الإعلامية على فلترة المواد الإعلامية بناءً على موثوقيتها وبالتالي دعم جهود الحد من انتشار المعلومات المزيفة والمغلوطة.

يذْكر أن بحث مجاهد يركز حالياً على دراسة وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية، لكن ثمة مشاريع تعاون مع فُرُقٍ بحثية أخرى تنظر في إمكانات مقاربات تدخل فيها لغات متعددة، تشمل لغات مثل: العربية، والألمانية، والهندِية، والفرنسية، والإسبانِية، واليابانِية، والإيطالية، والروسية. وستساعد هذه المقاربة في إرساء إطار عمل يمكنه التكيف مع لغات وسياقات ثقافية مختلفة ستتيح التبادل السلس للمعرفة مما سيسهم في تعزيز دقة كشف الأخبار الزائفة.

كما يخطط مجاهد وزملاؤه أيضاً دمج عناصر أخرى تشمل الصور ومقاطع الفيديو من المقالات الإخبارية لزيادة قدرة خوارزميات النموذج التي طوروها على كشف التحيزات الإعلامية والإبلاغ عنها.

تجدر الإشارة إلى أن من بين الأسباب الرئيسية التي مكنت مجاهد من التعمق في بحوثه هي جودة التدريس في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي حيث نسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس تبلغ أربع طلاب لكل أستاذ. وتساعد هذه النسبة – يقول مجاهد – في دعم فعالية نقل المعرفة وسهولة وصول الطلاب إلى جميع أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة.

وأبدى مجاهد، إلى جانب هذا، إعجابه أيضاً بالفرص التي أتيحت له للمشاركة في مشاريع مختلفة في الجامعة، حيث إنه أسهم في تطوير منصة جيس – أكبر وأدق نموذج لغوي كبير باللغة العربية في العالم. كما أنه حضي بفرصة المشاركة ضمن فريق طلبة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الذي مثل الجامعة خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28).

يذكر كذلك أن مجاهد أشرف على توجيه فريقين من طلبة تخصص معالجة اللغة الطبيعية ضمن فعاليات “برنامج التدريب البحثي للطلاب الجامعيين” الذي عرف طوال مدة انعقاده خلال شهر يوليو 2023 مشاركة 34 طالباً جامعياً من الطلبة المتفوقين عالمياً في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). كما تجدر الإشارة إلى أن أحد مشاريع معالجة اللغة الطبيعية ضمن البرنامج شكلت موضوعاً لورقة بحثية تم قبولها ضمن فعاليات الفرع الأوروبي لجمعية اللغويات الحاسوبية عام 2023.

وبعيداً عن المختبرات والبحث، أشاد مجاهد كذلك بجودة الحياة الاجتماعية والمرافق الترفيهية التي تتوفر عليها الجامعة التي ساعدته في تحقيق توازن صحي بين دراسته وحياته الشخصية، حيث تتوفر الجامعة على صالة رياضية يواظب مجاهد على الذهاب إليها. كما أنه يستمتع بركوب الدراجات الهوائية في حلبة أبوظبي للفورمولا 1 مع أصدقائه من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التي تضم طلاباً ينتمون إلى أكثر من 40 جنسية.

كما استغل مجاهد موقع الإمارات جيداً للسفر إلى العديد من البلدان بما فيها: أذربيجان، والمملكة العربية السعودية التي زار فيها المدينة المنورة ومكة المكرمة.

وبالنظر إلى المستقبل، يخطط مجاهد مواصلة العمل في مجال البحث والتسجيل في برنامج دراسي للحصول على درجة الدكتوراه سواء في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أو إحدى جامعات أمريكا الشمالية.

“أود مواصلة إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة انتشار المحتوى المزيف والمضلل. وأعتقد أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي زودتني بالأدوات اللازمة للمضي قدما في تعزيز مسيرتي البحثية “.

زين محمد مجاهد

أخبار ذات صلة

thumbnail
Tuesday, November 26, 2024

النماذج اللغوية الكبيرة وفهم انفعالات الإنسان وعواطفه

فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....

  1. البحوث ,
  2. النماذج اللغوية الكبيرة ,
  3. EMNLP ,
  4. معالجة اللغة الطبيعية ,
  5. انفعالات الإنسان ,
  6. التعاطف ,
اقرأ المزيد