تمنحنا الأفلام وألعاب الفيديو فرصة استكشاف مفاهيم جديدة بعيدة عن قيود الواقع المألوف، حيث تنقلنا إلى أماكن مختلفة، وتضع أمامنا تساؤلات عدة، مثل ما هو الواقع؟ ماذا يعني الوجود؟ ومن قد أكون في وقت أو بعد آخر؟ إن تلك الأسئلة تشكل الدافع الحقيقي لأبحاث هاو لي، أحدث المنضمين للهيئة التدريسية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي للشركة الناشئة “بين سكرين” (Pinscreen).
وفي رؤيته للمستقبل، يثق لي بأننا سنعتمد بشكل متزايد على البشر الافتراضيين، النسخ الرقمية من أنفسنا، للتصرف نيابة عنا، والسفر إلى أماكن لا يمكننا الذهاب إليها جسدياً، والتفاعل على نطاق واسع مع البشر الافتراضيين الآخرين. ويؤمن لي بأن هذا التوجه سيغدو المحور الرئيسي للكثير من النقاشات التي سيتم التركيز عليها في وقتنا الحاضر.
وحول هذا الموضوع، قال لي: “أمضينا الأعوام القليلة الماضية في استخدام حلول وتقنيات الاتصالات على غرار (زووم) و(سكايب) و(تيمز) وغيرها، بهدف إجراء مقابلات افتراضية مع الآخرين دون التعرض لخطر نقل العدوى لبعضنا البعض. لكن هذه الاجتماعات الافتراضية لا تزال مقتصرة على مفهوم باتجاهين، المتصل والمتلقي فقط. لذلك ستكون النسخ الرقمية (البشر الافتراضيون) المحور الرئيسي لتغيير ذلك كله. فبوجود نسخة افتراضية عن أنفسنا، ستستغرق زيارة رؤسائنا في العمل أو زملائنا في مجالات الأبحاث أو مراجعة أطباء على الجانب الآخر من الكوكب دقائق فحسب، عوضاً عن استغراقها أياماً “.
وأضاف: “إن إتاحة حرية أكبر في الحركة، وتعزيز قدرتنا على التفاعل مع بعضنا البعض على نطاق أكثر اتساعاً، وبطرق تشبه طريقة تفاعلنا في العالم الحقيقي، هو أمر بالغ الأهمية ويستحق التجربة على الرغم من تحدياته. فدعونا نتخيل فقط أننا سنكون قادرين على الوقوف في نفس الغرفة والاستمتاع بالعديد من المزايا كما هو الحال في المحادثات الشخصية، دون الحاجة لتكبد متاعب السفر أو مخاطر الإصابة بالعدوى. وسنكون قادرين على القيام بذلك ضمن مجموعات كبيرة وفي بيئات جذابة وتفاعلية”.
ويتوقع لي أن تتجاوز أهمية النسخ الرقمية البشرية الاستخدامات العملية، حيث يعتقد بأنها وفي عدة ظروف، يمكن أن تكون أفضل منا وتساعدنا في تحسين وتطوير أنفسنا.
وأردف: “إذا كان بمقدوري بناء شخصية رقمية افتراضية من نفسي وتعمل في ذات المجال، فإن هذه القدرات التعليمية لهذه النسخة ستتفوق عليّ. فهذا الشخص الافتراضي سيكون سعيداً دوماً، ولن يشعر مطلقاً بالتعب، ويمكنه معرفة كل طالب بالاسم، تخيلوا روعة ذلك!”.
يمكن الاطلاع على جهود لي في الوقوف على تحديات تصميم وتطوير بشر افتراضيين عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الاحتمالات والمسؤوليات التي قد تتبلور مع تكوّن مجتمع رقمي من خلال الفيديو التالي من “أمازون ويب سيرفسيس” (Amazon Web Services).
عن هاو لي
يعمل الدكتور هاو لي أستاذاً مشاركاً في قسم الرؤية الحاسوبية بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وتشمل اهتماماته البحثية والمهنية كلاً من الرؤية الحاسوبية، والرسومات الحاسوبية، وتعلم الآلة، مع التركيز على أنظمة المحاكاة البشرية عبر الحاسوب، ومفاهيم محاكاة الواقع، وإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي. ويتمثل هدفه الرئيسي في تمكين مفاهيم الذكاء الاصطناعي الجديدة والتقنيات الغامرة والقادرة على إطلاق طاقات العوالم الافتراضية “الميتافيرس”؛ وإثراء حياتنا بتجارب رقمية غير مألوفة على أرض الواقع.
وقبل انضمامه إلى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، حصل الدكتور لي شهادة الزمالة المتميزة ضمن مجموعة الرؤية الحاسوبية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي؛ وعمل أستاذاً مشاركاً في قسم علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا الجنوبية (USC)، حيث كان أيضاً مديراً لمعهد جامعة كاليفورنيا الجنوبية للتقنيات الإبداعية. وعمل كذلك أستاذاً زائراً في “ويتا ديجيتال” (Weta Digital)، ومدير أبحاث لدى شركتي “إندستريال لايت آند ماجيك” و”لوكاس فيلم”، وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعتي كولومبيا وبرينستون.
وحاز لي على شهادة الدكتوراه من المعهد الفدرالي للتكنولوجيا بزيورخ؛ وعلى الماجستير في العلوم من جامعة كارلسروه. ومنذ عام 2019، تم تعيينه أيضاً في مجموعة الدراسة التابعة للوكالة الأمريكية لمشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA ISAT)، والتي تضم 30 من نخبة علماء الحاسوب الأمريكيين من كبرى الجامعات والشركات، وتهدف المجموعة إلى تحديد التقنيات المتقدمة التي يمكن أن تشكل إضافة نوعية للأمن القومي.
وفي عام 2013، اختارت مجلة “إم آي تي تكنولوجي ريفيو” الدكتور لي كواحد من أفضل المبتكرين تحت سن 35 عاماً، وظهر في الموسم الأول من السلسلة الوثائقية re:MARS Luminaries التي أنتجتها شركة “أمازون”. وكان أيضاً متحدثاً في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2020، وعرض خلال مؤتمر “ساوث باي ساوث ويست 2022” (SXSW)تجربة افتراضية متطورة تعتمد على الصورة الرمزية.
وحاز لي على العديد من الجوائز بما في ذلك جائزة أبحاث الهيئات التدريسية من جوجل 2013؛ (Google Faculty Award)، ومنحة أبحاث مؤسسة أوكاوا 2013 (Okawa Foundation Research Grant)؛ ومنحة مؤسسة أندرو وإيرنا فيتيرباي للإنجازات المهنية 2013 (Andrew and Erna Viterbi Early Career Chair)؛ وجائزة المستكشف الشاب 2018 (Young Investigator Award) من مكتب البحوث البحرية (Office of Naval Research)؛ وجائزة أفضل عرض 2020 ضمن فعالية “ريل تايم لايف”
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة الضاد في لفتَتٍ يقف فيها العالم.....
فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....
اقرأ المزيدفريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يفوز بجائزة تقديرية عن دراسة بحثية تشجع الباحثين.....