حقق مشروع “الصفات الظاهرية للإنسان” البحثي، الذي يُعنى بدراسة التنوع العرقي للإنسان على نطاق واسع، إنجازاً علمياً جديداً نشرت أحدث نتائجه في دورية “نيتشر ميديسن” العالمية. ويلقي المشروع البحثي الرائد، الذي قاده باحثون من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، الضوء على العلاقة بين العوامل البيولوجية ونمط الحياة والتنوع الجيني وآثارها البعيدة الأمد على صحة الإنسان وحالات مرضه.
وقد شارك في إعداد هذه الورقة البحثية، التي يُتوقع لها أن تسهم في إحداث نقلة نوعية في فهمنا لصحة الإنسان وسبل تطوير الطب الدقيق والرعاية الصحية الشخصية، كل من البروفيسور إريك زينغ – رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي؛ والبروفيسور إران سيغال – أستاذ ورئيس قسم علم الأحياء الحاسوبي، بوصفهما مؤلفان مشاركان رئيسان.
يُذكر أن عدد المشاركين الإجمالي في هذا المشروع البحثي قد قارب حوالي مجموع 28 ألف شخص، أكمل من بينهم أكثر من 13 ألف شخص زياراتهم الأولية، الأمر الذي يُرشح هذا المشروع البحثي ليكون سَبَّاقاً في اكتشاف وتحديد سمات جزيئية مُمَيِّزةٍ جديدة ستفتح الطريق أمام تطوير نماذج تنبؤية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تساعد في رصد بداية الأمراض وتطورها.
وعن هذا المشروع البحثي – قال البروفيسور إريك زينغ: “لا يمثل مشروع ’الصفات الظاهرية للإنسان‘ مجرد مشروع بحثي آخر، بل يشكل ثورة حقيقية في فهمنا لصحة الإنسان. ونسعى من خلاله إلى رسم خريطة التفاعلات الدقيقة بين بيولوجيا الإنسان وأسلوب حياته ستُمكننا — بمساعدة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتطورة — من وضع خطط شخصية من شأنها تعزيز مستويات جودة حياة كل إنسان – إننا، حقاً، نعيش البداية الحقيقية لِلطِّب الدقيق أو الشخصي الذي لن يمكننا من عيش شيخوخة ونحن أصحاء أكثر، بل وستقربنا أكثر من مستقبل ستصبح فيه الرعاية الصحية الاستباقية والدقيقة واقعاً متاحاً للجميع”.
ما يتميز به مشروع “الصفات الظاهرية للإنسان” عن غيره من المشاريع البحثية هو نهجه الشامل والمتكامل الذي يأخذ في عين الاعتبار مقاييس بحثية متعددة ودقيقة تنظر في بيانات يدخل فيها: التاريخ الطبي، وأسلوب الحياة والتغذية، والمؤشرات الحيوية، والقياسات البدنية، وتحاليل الدم، ومراقبة مستويات الجلوكوز، والنوم، وأنواع مختلفة من التصوير الطبي، والتوصيف الجزيئي الشامل (بما في ذلك الترانسكريبتوم، والجينات، والميكروبيوم الفموي والمعوي والمهبلي، والتحليل الأيضي، والجهاز المناعي).
يهدف المشروع إلى توسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر دمج هذه البيانات في ملف رقمي متكامل لكل مشارك، مما يتيح محاكاة التدخلات الطبية والتنبؤ بمسار صحة الأفراد وحالات مرضهم فيما يُعرف بمفهوم “التوأم الرقمي” الشخصي.
وفي ذات الصدد – أوضح البروفيسور إران سيغال من جانبه قائلاً: “إن المقاربة الشاملة التي يتبعها مشروع ’الصفات الظاهرية للإنسان‘ ، والتي تجمع بين بيانات معمّقة وغير مسبوقة وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، تضعنا في موقع ريادي لتحويل مفاهيم الطب الدقيق والوقائي، حيث نتمكن من ابتكار نماذج رقمية مخصصة تحاكي الاستجابات الصحية للفرد وتتيح التنبؤ الدقيق بمسارات تطور وضعه الصحي المستقبلي”.
وأضاف: “إننا، من خلال هذا المشروع، نكتشف رؤى جديدة حول التنوع في الخصائص البشرية عبر الفئات العمرية والإثنية المتنوعة والمختلفة، ونعيد تقييم الطرق التقليدية للتشخيص من خلال وضع معايير أكثر دقة. كما تمكننا طبيعة البيانات التي نعتمد عليها من تتبع التغيرات والكشف عن العلامات المبكرة للتدهور الصحي؛ وهو ما يمثل ركيزة وأساساً قوياً لتطوير طب دقيق حقيقي”.
نظم قسم الحوسبة الحيوية في الجامعة ورشة عمل سعت إلى تطوير المهارات العملية للمشاركين وتعزيز حضور ودور.....
شهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة.....
دعوني هنا أقول – بل وأؤكد – أن البشرية لم تشهد منذ فجر الثورة الصناعية ولا منذ.....