أبوظبي تستضيف لأول مرة في الشرق الأوسط والمنطقة فعاليات المؤتمر الدولي الحادي والثلاثون للُّغويات الحاسوبية 2025

انطلقت في أبوظبي فعاليات واحدٍ من أبرز المؤتمرات العالمية في معالجة اللغة الطبيعية واللغويات الحاسوبية، والذي تستضيف فيه جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أكثر من 1,500 مشارك قَدِمُوا إلى الإمارات من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذا المؤتمر.

وينعقد المؤتمر الدولي الحادي والثلاثون للغويات الحاسوبية 2025 الذي ينظم لأول مرة في الشرق الأوسط في مركز أدنيك خلال الأيام من 18 إلى 24 يناير. وستتضمن فعاليات المؤتمر تقديم أوراق بحثية، وعروض توضيحية، وجلسات نقاشية، وورش عمل، ودورات تعليمية، وفعاليات متنوعة يقودها ويشارك فيها نخبة من أبرز الخبراء والباحثين في هذا المجال.

وعن انعقاد هذا المؤتمر المهم في أبوظبي قال البروفيسور بريسلاف ناكوف، رئيس قسم معالجة اللغة الطبيعية في الجامعة ورئيس اللجنة المنظمة المحلية أن: “المؤتمر الدولي للغويات الحاسوبية 2025 يجمع نخبة من ألمع الخبراء والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي واللغويات الحاسوبية، ويوفر منصة متميزة للحوار والابتكار”.

“كما نسعى – يضيف ناكوف – من خلال مثل هذه المؤتمرات إلى البحث في السبل الكفيلة بمساعدتنا على الاستفادة من التطورات المتواصلة لتكنولوجيات اللغة التي تعيد تعريف طرق تفاعل الإنسان مع الآلة، وتوظيفها لإيجاد حلول مبتكرة لتحديات إقليمية وعالمية – تشمل مجالات الرعاية الصحية والتعليم والأعمال وغيرها من القطاعات الأخرى”.

يذكر أن المؤتمر الدولي للغويات الحاسوبية الذي ينعقد مرة كل عامين منذ عام 1965، يستقطب مشاركين من مراكز بحثية مرموقة ومشاركين من جميع أنحاء العالم. كما يرحب بالإسهامات البحثية الأكاديمية، والبحوث من أقسام الأبحاث في القطاعات الصناعية مثل شركات التكنولوجيا الناشئة.

وعلى صعيد آخر، لقد ضمت اللجنة التنظيمية المحلية للمؤتمر برئاسة بريسلاف ناكوف من الجامعة كلا من: د. ألهم فكري آجي، ود. يوفا كيمنتشيدجيفا، ود. إيكاترينا كوتشمار، ود. مونوجيت شودري، ود. أحمد دباغ – الرئيس المسؤول عن الشؤون البحثية والتعاون البحثي في قسم معالجة اللغة الطبيعية – إضافة إلى تيريزا لين، ود. نزار حبش من جامعة نيويورك – أبوظبي.

مشاركة بحثية ملفتة

وصل عدد الأوراق البحثية التي توصل بها القائمون على المؤتمر في نسخته لهذا العام بشكل مباشر إلى 2,530 ورقة، و193 ورقة عبر مسار ACL Rolling Review (ARR)؛ قبل منها 853 ورقة من بينها 22 ورقة بحثية قدمها طلاب وأعضاء الهيئة التدريسية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. وقد غطت الأوراق التي شاركت بها الجامعة بحوثا عن أنظمة التحقق من المعلومات، وتقييم التحيزات، والمحتوى عبر الثقافات، وغيرها.

وفي ما يلي قائمة بأبرز الأوراق البحثية التي تشارك بها الجامعة:

• البحث في حدود التعرف على النصوص التي تم إنتاجها آلياً.
• OpenFactCheck: بناء ومعايرة نظم التحقق من المعلومات المخصصة وتقييم صحة الادعاءات وصحة ما تولده النماذج اللغوية الكبيرة.
• Loki: أداة مفتوحة المصدر للتحقق من المعلومات.
• ما الذي يجعل الكلمات المتقاطعة صعبة على النماذج اللغوية الكبيرة؟
• الفجوات بين الضبط الدقيق للنماذج وتعلمها من السياق في تقييم التحيزات وإزالتها.
• فك شفرة غرف الصدى: محاكاة مدعومة بالنماذج اللغوية الكبيرة تكشف الاستقطاب في الشبكات الاجتماعية.
• بين الأسلوب والمضمون: تقييم تحيزات النماذج اللغوية الكبيرة.
• قراءة وفهم المحتوى عبر الثقافات.

تضمن المؤتمر أيضاً فعاليات 22 ورشة عمل، و9 دورات تعليمية، وفعالية جديدة لمدة يومين، وهي المدرسة الشتوية الأولى لمعالجة اللغة الطبيعية الخاصة باللغة العربية.

يشار إلى أن المدرسة الشتوية، قد عُقدت في وقت سابق قبل انطلاق فعاليات المؤتمر وذلك خلال أيام 18-19 يناير. وقد هدفت المدرسة الشتوية إلى تعزيز المعرفة والمهارات في أبحاث وتطوير تكنولوجيات معالجة اللغة الطبيعية الخاصة بالعربية، إلى جانب تعزيز التبادل متعدد التخصصات والتواصل بين الطلبة والأكاديميين والمهنيين.

تم تنظيم اليوم الأول من المدرسة الشتوية في حرم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر، بينما شهد مركز  أدنيك للمعارض فعاليات اليوم الثاني. وقد تضمنت الفعاليات عرض مدخل في معالجة اللغة العربية، وجلسات نقاش حول العمل في مجال تطوير أدوات  معالجة اللغة بالعربية والتميز في هذا المجال، ومقاربات تطوير النماذج اللغوية الكبيرة بالعربية ومعايرتها. كما عرفت فعاليات المدرسة الشتوية تنظيم ورش عمل تطبيقية باستخدام أدواتCamel  وaiXplain، وجلسات توجيهية، وهاكاثون هلا! للغة العربية الذي نظمته شركة aiXplain.

تضمنت فعاليات برنامج المؤتمر لهذا العام أيضاً مشاركة ثلاثة متحدثين رئيسيين – هم: البروفيسورة كاترين إيرك، أستاذة اللغويات وعلوم الحاسوب في جامعة تكساس في أوستن؛ والبروفيسور إيمانويل دوبو، أستاذ علم النفس المعرفي في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس؛ والبروفيسور بارث تالوكدار، الباحث فيGoogle DeepMind India، حيث يقود مجموعة اللغات، وعضو هيئة تدريس في المعهد الهندي للعلوم في بنغالور.

أبوظبي.. مكانة عالمية متميزة

ليس غريباً على أبوظبي استضافة وتنظيم مؤتمرات مرموقة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ ففي ديسمبر الماضي، استضافت الإمارة المؤتمر الدولي لـ”معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات” حول استخراج البيانات (ICDM 2024)، بمشاركة أساتذة منتسبين إلى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بما فيهم: البروفيسور فخري كراي، والبروفيسور كون زانغ، والبروفيسور ماكسيم بانوف في اللجنة المنظمة. كما استضافت أبوظبي “مؤتمر الطرق التجريبية في معالجة اللغة الطبيعية” (EMNLP 2022) – الذي نظمته جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة نيويورك أبوظبي – بالإضافة إلى مؤتمر IEEE/RSJ الدولي 2024 لأنظمة الروبوتات الذكية (IROS)، وهو الحدث العالمي الرائد في مجال الروبوتات.

وعن تنظيم المؤتمر الدولي للغويات الحاسوبية 2025 ذكر ناكوف، العضو في اللجنة المنظمة المحلية، أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تفخر باستضافة هذا المؤتمر المرموق الذي يُعقد للمرة الأولى في المنطقة؛ مضيفا أنه يشكل محطة بارزة تعزز ريادة أبوظبي لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وخاصة في مجال معالجة اللغة الطبيعية الذي تميزت فيه الجامعة – يقول – من خلال “معهد النماذج التأسيسية” التابع لها الذي أسهم في تطوير نموذج جيس باللغة العربية المفتوح المصدر والرائد عالميا بالتعاون مع مجموعة جي42 وشركة سريبراس، وقام بتحسين الاستدلال لنموذج K2 الذي يتضمن 65 مليار متغير.

كما قام المعهد نفسه – يضيف ناكوف – بتطوير نموذج “ناندا” الذي يعد أفضل نموذج مفتوح خاص باللغة الهندية؛ ونموذج  LLM360الذي يعد أول نموذج لغوي كبير مفتوح بالكامل. كما تحتضن الجامعة “معهد التكنولوجيا والابتكار (TII)  الذي طور عائلة Falcon للنماذج اللغوية الكبيرة.

وتابع البروفيسور ناكوف قائلا أن أبوظبي تقدم مزيجا نابضا بالحياة يجمع بين الأصالة والحداثة، ويعكس قيم التواصل والرغبة في المعرفة والاستكشاف – وهي قيم تعني الكثير بالنسبة للمجتمع العلمي. وهدفنا – يقول ناكوف – هو توفير بيئة تمكن أفرادها من الانخراط في مناقشات بناءة، وإرساء جسور جديدة للتعاون، وتجربة الضيافة الإماراتية. كما أننا فخورون بالتزامنا في المنطقة بتعزيز مكانة الإمارات باعتبارها رائدة في تكنولوجيا اللغة والابتكار من خلال استضافة مؤتمرات عالمية مرموقة.

في عام 2024، احتلت الإمارات المرتبة الخامسة في تصنيفات قوة الذكاء الاصطناعي العالمية، مما يعزز مكانة أبوظبي كوجهة لجذب المواهب في هذا المجال. كما أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تعد واحدة من أفضل 25 جامعة في العالم في تخصصات الذكاء الاصطناعي، والرؤية الحاسوبية، وتعلم الآلة، ومعالجة اللغة الطبيعية، والروبوتات، وهي أيضاً واحدة من أفضل 85 جامعة في علوم الحاسوب وفقاً لتصنيف .CSRankings

يذكر أن مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض (ADCEB) التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، قد ساهم في تنظيم المؤتمر الدولي للغويات الحاسوبية 2025.