صرح البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والأستاذ الجامعي، بأن طموحَهُ هو رؤية جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تتحول إلى “ستانفورد الشرق الأوسط”، وذلك خلال الكلمة التي ألقاها أمام أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة والموظفين في الفعالية التي نظمتها الجامعة تحت شعار “عام جديد.. رحلة جديدة”.
وقد استعرض البروفيسور زينغ خلال كلمته التي ألقاها في حرم الجامعة بمدينة مصدر – أبوظبي ما حققته الجامعة من نجاحات خلال العام 2024. كما أطلع الحضور على خريطة الطريق لنمو الجامعة وتطورها خلال المرحلة القادمة.
وعن طموحه في أن تتحول جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إلى “ستانفورد الشرق الأوسط” – وهي الجامعة الأمريكية المرموقة التي احتلت بحسب “تصنيف مجلة تَايمز للجامعات العالمية” لهذا العام المرتبة الثانية عالمياً – أكد البروفيسور أن طموحه للارتقاء إلى مستوى هذه الجامعة ليس لمجرد أنها اسم أشهر من نارٍ على عَلَم، بل لأنها تشكل لأمريكا والمنطقة برمتها القلب النابض الذي يشهد ميلاد ابتكارات جديدة وتطوير الاقتصاد وقِبلَة للعلماء وطلاب العلم.
ويتابع البروفيسور “إننا بحاجة إلى صرح جامعي من هذا العيار لقيادة عملية تحديث العلوم والبنية التحتية – ليس فقط البنية التحتية للتجهيزات، ولكن أيضاً البنية التحتية للبرمجيات، وحتى البنية التحتية الفكرية لنتمكن من التفكير وفق رؤية طموحة وجديدة، وإرساء أسس ليس فقط لشركة واحدة أو جامعتين، بل بناء منظومة كاملة ومتكاملة غايتها خدمة نماء وتقدم المنطقة”.
“طموحنا لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أن تكون نقطة ارتكاز ومحركا لهذه الدينامية التي سنسعى من خلالها إلى إرساء دعائم منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي تكون حجر الأساس للخطوة التالية في تقدم اقتصاد دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم”.
ولتحقيق هذه الغاية، أعلن البروفيسور زينغ عن خطط الجامعة لتوسيع نطاق برامجها – بما فيها تلك التي تستهدف المستويات التنفيذية والقيادية، موازاة مع تعزيز موقع الجامعة كرائد عالمي في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وحول سبل تحقيق هذه الرؤية، أوضح البروفيسور “إننا بحاجة إلى تطوير مقاربات تعليمية جديدة لطُلابنا وأعضاء هيئتنا التدريسية نشجعهم بها وندفعهم من خلالها إلى البحث في إمكانات التكنولوجيا وحدودها وإرساء جسور للتعاون البناء والمثمر بين الأشخاص والنظم والحوسبة. كما أننا بحاجة إلى تجاوز فكرة كوننا مجرد مؤسسة جامعية للتعليم والبحث والابتكار وريادة الأعمال لنصبح قادة لفكر وفلسفة مؤثرة عالمياً تكون قادرة على إرساء منظومة فكرية ولما لا منظومة للحوكمة يمكن أن يكون لها تأثير أكبر”.
“نريد أيضاً الحفاظ على موقعنا كرواد عالميين للتكنولوجيا من خلال تعزيز جهودنا في مواصلة تركيز عملنا على بعض الفرص الاستثنائية والفريدة من نوعها في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، والنماذج الأساسية، والذكاء الاصطناعي المسخر لخدمة الاستدامة والطب والبيولوجيا”.
ستشكل المرحلة القادمة من مسيرة تطور وتقدم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي استمرارية لما تمكنت الجامعة من تحقيقه خلال عام 2024 الذي شهد إطلاقها لأقسام وبرامج جديدة، ونشر عدد قياسي من الأوراق البحثية، وبناء العديد من الشراكات القوية.
وقد تمكنت الجامعة، في سياق متصل، من تعزيز طاقمها التدريسي بانضمام 16 عضو جديد خلال 2024 ليصل إجمالي أعضاء هيئتها التدريسية إلى 84. كما التحق بالجامعة حوالي 209 طالب في العام نفسه، ليصل إجمالي الطلبة إلى 365 طالب يمثلون 49 دولة يشكل منهم الطالبات نسبة 31%، فيما يشكل الطلبة المواطنون 20% من مجموع الطلبة.
وعن أعضاء الهيئة التدريسية الجدد الذين تمكنت الجامعة من استقطابهم، ذكر البروفيسور زينغ أنهم مِمَن يحظون باحترام وتقدير عالميين ويسعى الجميع إلى ضمهم إلى فريقه، والجامعة – يضيف – كانت محظوظة لأنها تمكنت من إقناعهم بالالتحاق بها لدعم مواصلة مسيرة تطورها – طلابنا أيضاً هم متميزون ومثيرون للإعجاب، وإلى جانبهم خريجونا الذين يحملون معهم قيمنا واسم الجامعة يحدثون تأثيراً كبيراً في الدولة التي نعيش فيها.
تمكنت الجامعة إلى الآن من تخريج 213 طالباً من برامج الماجستير والدكتوراه في تخصصات الرؤية الحاسوبية، وتعلم الآلة، ومعالجة اللغة الطبيعية. كما قامت بإطلاق برنامجين جديدين في عام 2024 – علوم الحاسوب والروبوتات – والإعلان عن برنامج ماجستير جديد في الذكاء الاصطناعي التطبيقي بنهاية العام الهدف منه تعزيز مهارات المهنيين والقادة في مجالات الذكاء الاصطناعي.
كما عرفت، إلى هذا، خدمات التعليم التنفيذي خلال عام 2024 توسعا مع إطلاق جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي للبرنامج التنفيذي المكثف الذي تخرج منه بعد ستة أيام من التدريب 32 تنفيذياً، فيما تخرج 37 تنفيذياً من الدفعة الخامسة من البرنامج التنفيذي ليصل بهذا العدد الإجمالي للخريجين من هذا البرنامج إلى 203 متخرجين.
وفضلا عن هذا، أثنى البروفيسور زينغ بالمناسبة ذاتها عن المجهودات التي تبذلها الجامعة في سبيل تثقيف وتعزيز وعي المجتمع بالذكاء الاصطناعي وتدريب الكوادر من القطاعين الخاص والحكومي وتطوير مهاراتهم؛ مشيراً إلى أن “كل من تلقى تدريبه داخل حرم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يشكل قيمة مضافة في خدمة المجتمع واقتصاد الوطن”.
واصلت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خلال عام 2024 كذلك تعزيز مكانتها بوصفها مركزاً للتميز البحثي الذي ترجمه نشر 456 ورقة بحثية في الدوريات الأكاديمية والمؤتمرات المتخصصة. كما تم تكريم عمل أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة بعدد من الجوائز التقديرية.
ومن الإنجازات البحثية البارزة التي نالت اعترافاً دولياً نذكر فوز النموذج ثنائي اللغة للرعاية الصحية “BiMediX2″، بقيادة الدكتور هشام شولاكال – الأستاذ المساعد في قسم الرؤية الحاسوبية – بجائزة”Llama Impact Innovation Awards” من Meta في أول نسخة منها نظرا لما ينطوي عليه من إمكانات يمكنها الإسهام في حل تحديات الوصول إلى الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم.
كما فاز نظام التدريس الذكي الذي طورته الدكتورة إيكاترينا كوتشمار – الأستاذة المساعدة في قسم معالجة اللغة الطبيعية – بجائزة Google للأبحاث الأكاديمية، بينما فاز فريق بحثي تحت إشراف البروفيسور ورئيس قسم معالجة اللغة الطبيعية، بريسلاف ناكوف، بجائزة أفضل ورقة بحثية للموارد في المؤتمر الأوروبي لجمعية اللغويات الحاسوبية (EACL 2024) عن ورقتهم البحثية بعنوان: “M4: Multi-generator, Multi-domain, and Multi-lingual Black-Box Machine-Generated Text Detection“.
ودعماً منها لمسيرة إنجازاتها خلال عام 2024 أسهمت الجامعة أيضاً في تعزيز قاعدة الجيل القادم من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال برنامج التدريب البحثي للطلاب الجامعيين (UGRIP) الذي نجح في استقطاب أكبر دفعة من الطلبة منذ إطلاقه بمجموع 45 طالبا من جميع أنحاء العالم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) الذين تمكنوا من الاطلاع على آخر أبحاث الذكاء الاصطناعي المتطورة والتواصل مع نخبة من الأكاديميين والخبراء المرموقين عالمياً خلال تدريب استمر لمدة شهر.
واصلت الجامعة ريادتها للنماذج اللغوية الكبيرة خلال عام 2024 مع إطلاق نموذج “ناندا” – أكثر نماذج اللغة الهندية تقدماً في العالم، والذي طوره “معهد النماذج الأساسية” التابع للجامعة بالشراكة مع Inception وCerebras Systems حيث ساعد هذا الأخير في وصول أكثر من نصف مليار متحدث باللغة الهندية إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي بلغتهم الأم.
طورت الجامعة أيضاً نموذج Atlas-Chat — ضمن سلسلة النماذج اللغوية الكبيرة الخاصة باللهجة المغربية (الدارجة) — كما أطلقت نموذج LLM360 في إطار مبادرة تهدف إلى جعل النماذج اللغوية الكبيرة مفتوحة المصدر بالكامل، بما يعني إمكانية الاطلاع على كود التدريب الخاص بها والبيانات، ونقاط التحقق من النماذج، والنتائج الوسيطة. تعاون أيضاً فريق العمل الذي طور نموذج LLM360 مع Petuum لإطلاق النموذج اللغوي المفتوح المصدر K2-65B الذي يحتوي على 65 مليار متغير.
أطلقت الجامعة من خلال “معهد النماذج التأسيسية” التابع لها خمسة نماذج متخصصة بما فيها: BiMediX، وPALO، وGLaMM، بالإضافة إلى كل من نموذج GeoChat، ونموذجMobiLLaM ، والتي تستهدف مجالات الرعاية الصحية، والاستدلال البصري، والتطبيقات المحمولة.
وعلى صعيد آخر، نجحت الجامعة أيضاً في تعزيز نطاق شراكاتها خلال هذا العام، لا سيما في مجال الرعاية الصحية حيث وقعت الجامعة وCore42 مذكرة تفاهم مع دائرة الصحة – أبوظبي بهدف إطلاق “الأكاديمية العالمية للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية” بهدف تعزيز كفاءة التشخيص الطبي ورعاية المرضى.
كما عززت الجامعة حضورها كلاعب في مجال الذكاء الاصطناعي على المستويين المحلي والدولي من خلال روابط التعاون التي أرستها مع عدد من الجهات والمؤسسات بما فيها “صندوق الوطن”، و”برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، و”وزارة الطاقة والبنية التحتية”، و”صندوق خليفة”، و”المعهد الهندي للتكنولوجيا – دلهي”، و”منطقة إيل دو فرانس ووكالتها التنموية Choose Paris Region.
واحدة من النجاحات الأخرى التي طبعت مسار الجامعة المتميز خلال عام 2024، احتفال “مركز حضانة وريادة الأعمال” التابع لها بمرور عام على تأسيسه في نوفمبر، حيث تمكن المركز خلال هذه الفترة من دعم تسع شركات ناشئة رائدة بتمويل خارجي تجاوز حجم المنح التي تقدمها الجامعة بثمان مرات. ونذكر من بين هذه الشركات: شركة LibrAI المتخصصة في تقييم مستويات سلامة وأمن نماذج الذكاء الاصطناعي، وشركة Limb للعلاج الطبيعي المعزز بالذكاء الاصطناعي، وAudiomatic لإنتاج المواد الصوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يظهر نجاح الجامعة في تحويل الأبحاث إلى حلول عملية.
وضمن جهودها أيضاً لتعزيز موقعها على الخريطة الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، استضافت الجامعة سلسلة من الفعاليات وورش العمل والمؤتمرات وزيارات الوفود.
وقد استضافت الجامعة، في هذا الإطار، ورشة عمل AI4Bio التي شارك فيها أكثر من 30 خبيراً عالمياً بحثوا خلال فعاليات الورشة التقاطعات بين الذكاء الاصطناعي وعلم الأحياء. كما رحبت الجامعة بقادة مؤسسات تعليمية عالمية خلال فعاليات “مؤتمر مجلس تطوير ودعم التعليم 2024”. وشارك أيضاً وفد رفيع المستوى من الأكاديميين والباحثين في مجال الروبوتات في ندوة لمناقشة “التطورات الكبرى القادمة في مجال الروبوتات”، وذلك على هامش المؤتمر الدولي للأنظمة الذكية والروبوتات (IROS 2024). واستضافت الجامعة سلسلة”Palmside AI Chat” التابعة لمركز حضانة وريادة الأعمال التابع للجامعة قادة من شركات كبرى متخصصة في التكنولوجيا مثل: Microsoft، Amazon، Careem، وOpenAI للتواصل مع طلبة الجامعة.
استقبلت الجامعة كذلك وفوداً دولية رفيعة المستوى كانت لها لقاءات مع قيادات الجامعة وأعضاء هيئتها التدريسية والطلبة، وذلك بهدف الاطلاع على خطط الجامعة المستقبلية، مما يعكس مرة أخرى السمعة العالمية التي اكتسبتها الجامعة في مجال تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي المتقدم والتعليم والأبحاث.
مركز حضانة وريادة الأعمال بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يحتفي بمرور عام على تأسيسه ودوره الريادي.....
تيم بالدوين، عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يناقش كيفية إنشاء الجيل القادم من مبتكري الذكاء.....
في ورقة بحثية حديثة قدمت خلال فعاليات الاجتماع السنوي لجمعية اللغويات الحاسوبية 2024، تناولت الباحثة يوشيا وَانغ.....
اقرأ المزيد