أخبار الخريجين: مسيرة نحو النمو والتمكين

Monday, December 30, 2024

عندما تخرجت أكبوبك أبيلكيركيزي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، كانت أمامها خيارات عديدة تشمل العمل في القطاع الصناعي وريادة الأعمال والاستدامة. وبدلاً من اختيار أحدها فقط، قررت أن تركب غمار تجربتها جميعاً.

جاءت أبيلكيركيزي من كازاخستان إلى أبوظبي كواحدة من أوائل الطلبة الملتحقين بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وتخرجت في عام 2022 حاصلةً على درجة الماجستير في تعلم الآلة؛ ومنذ ذلك الحين، طبّقت معارفها في مجالات متنوعة بهدف اكتساب أكبر قدر ممكن من الخبرة، بما في ذلك شغلها لعضوية المجلس الاستشاري لخريجي الجامعة.

تقول أبيلكيركيزي: “نصحني أحد الموجهين بالنظر للحياة على أنها عملية جمع أوسمة، فعندما تخوض تجربة معينة وتُنجز شيئاً محدداً، تضيف إلى رصيدك وساماً جديدا – ثم تنتقل إلى تجربة أخرى وتحصل على وسام آخر – وهكذا كان الحصول على درجة الماجستير بمثابة وسام، واكتساب مهارات بحثية وسام آخر، وتقديم المشورة بمثابة وسام ثالث، ولهذا أود خوض غمار تجربة العديد من المجالات وجمع أوسمة كثيرة”.

ولكن الأمر بالنسبة إليها لا يقتصر على تزيين مسيرتها بمثل هكذا أوسمة، بل تسعى أيضاً إلى إحداث أثر إيجابي في كل محطة، وهو نهج تعلمته في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وتواصل تطبيقه في مسيرتها المهنية بعد التخرج.

الذكاء الاصطناعي لخدمة الصحة النفسية

أثناء دراستها للماجستير، وجدت أبيلكيركيزي شغفاً تجاه الصحة النفسية، فركزت في رسالة التخرج على تطوير روبوت دردشة لاكتشاف المشكلات النفسية. وقد صُمم هذا الروبوت لمساعدة الأشخاص في التعرف على حالتهم النفسية وتحديد مدى حدّتها، بالإضافة إلى مواجهة الوصمة الاجتماعية التي ما زالت مرتبطة بالصحة النفسية.

تعاونت أبيلكيركيزي في إطار هذا المشروع مع طبيب نفسي، وبعد استكمال رسالتها ونشر ورقة بحثية في مجلة معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، عملت على تطوير الفكرة بمساعدة ودعم من متخصصين آخرين في مجال الرعاية الصحية، ثم التحقت بمركز حضانة وريادة الأعمال بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي للانتقال بمشروعها إلى مرحلة أكثر تقدماً.

وكانت النتيجة تطبيقاً اسمه “WellRound” يجمع البيانات من ساعتك الذكية وتقويمك ومصادر أخرى، ويستخدمها للمساعدة في تحسين صحتك النفسية والبدنية.

تقول أبيلكيركيزي في سياق حديثها عن هذا التطبيق: “يستهدف “WellRound” الأشخاص الذين يولون اهتماماً كبيراً بصحتهم النفسية والبدنية، حيث يركز على جمع كل البيانات المتاحة وتحليلها، وتقديم توصيات ذكية وشخصية لكل مستخدم”.

وتضيف قائلة: “أصبح الناس أكثر وعياً بصحتهم العامة، والتطبيق “WellRound” يتعامل مع الصحة النفسية والبدنية بطريقة شاملة، فلا يكتفي بإعطاء معلومات، بل يقدّم نصائح للمستخدمين حول كيفية إجراء تغييرات مفيدة في حياتهم”.

وقد ساعد مركز حضانة وريادة الأعمال بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أبيلكيركيزي في بلورة فكرتها، وقدمت هي وفريقها تطبيق “WellRound” خلال مهرجان الصحة النفسية الذي أقامته الجامعة في وقت سابق من هذا العام.

تشير أبيلكيركيزي إلى أهمية دور المركز قائلة: “كنت أعرف أنني أريد أن أصبح رائدة أعمال في مرحلة ما، وقد ساعدني مركز حضانة وريادة الأعمال بالجامعة على تعلم كيفية وضع نموذج مبدئي، وتطوير فكرة المشروع، وإجراء الأبحاث السوقية، وغير ذلك من الخطوات الضرورية. وهناك وجدت فريقاً لديه الشغف نفسه بتسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتعزيز الصحة. ونحن نعمل الآن على تحسين التطبيق وجذب الاستثمارات وتوسيع الفريق، ونطمح في نهاية المطاف إلى تطوير أجهزة خاصة بنا”.

العمل من أجل مجتمعات مستدامة

وإلى جانب سعي أبيلكيركيزي لأن تصبح رائدة أعمال، فهي تنشط في مجال الاستدامة، سواء من خلال تعزيز معرفتها الشخصية أو المساهمة بتحقيق تأثير إيجابي مستدام.

وهي توضح ذلك بقولها: “أعلمتنا الجامعة عن وجود فرصة للانضمام إلى منصة ’السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة‘ التابعة لشركة مصدر، وهي تستهدف النساء فقط من الفئة العمرية 25-35 سنة ممن يعملن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقد تشرفت بالانضمام إلى هذه المنصة، وبقبولي في برنامج ’الرائدات‘ التابع لها في عام 2023”.

تقدم منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة ورش عمل وفرص تواصل مع شركاء من القطاع الصناعي، مما يساعد النساء الشابات على إيصال أصواتهن وتزويدهن بالمعارف والمهارات اللازمة لإحداث تغيير حقيقي. كما أنها أتاحت لأبيلكيركيزي فرصة السفر حول العالم للتعرف على مبادرات الاستدامة.

تقول أبيلكيركيزي في سياق حديثها عن هذه التجربة: “سافرتُ من خلال هذه المنصة إلى اليابان للتعرف على مبادرات الحياد الكربوني لدى عدد من كبريات الشركات اليابانية. كما خضعنا لتدريب في مجال القيادة والتفاوض على أيدي أفضل المدربين، وزرنا العديد من المصانع والشركات. وتم اختياري أيضاً للمشاركة في برنامج لدراسة قطاع الزراعة في المغرب، حيث تعرّفنا على مشكلة شح المياه وآليات تسخير التكنولوجيا لتحسين الوضع”.

وتؤكد أبيلكيركيزي أن هذه التجارب أوجدت لديها رغبة في المشاركة بشكل أكبر في تطوير حلول تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولهذه الغاية التحقت بمبادرة “رواد التغيير العالميين” (Global Shapers) التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي في أبوظبي، والتي تتيح للشباب منصة لإحداث تأثير إيجابي في المجتمع.

وهي تتحدث عن هذه التجربة قائلة: “أصبحت مؤخراً نائبة رئيس فرع أبوظبي، وأنا مسؤولة عن مجموعة من المبادرات الهادفة لتحفيز جهود الأعضاء في فرعنا. نعمل على عدة مشاريع تخدم مجتمعنا، مثل نشر الثقافة المالية، وجعل مجتمعنا أكثر خضرة، وتعزيز الاستدامة. لدينا أعضاء من خلفيات متنوعة وخبرات مختلفة، ولكننا جميعاً ملتزمون بتمكين بعضنا وإحداث تغيير إيجابي. إنها مبادرة رائعة، وقد لمستُ بنفسي مستوى الريادة الموجودة في أبوظبي، فجميعنا متطوعون نسعى لإحداث أثر إيجابي وبناء مستقبل أفضل”.

نقل الخبرة إلى القطاع الصناعي

ومما يضفي مزيداً من الإعجاب على جميع هذه المبادرات هو أن أبيلكيركيزي تقوم بها إلى جانب عملها بدوام كامل. فقد كانت تعمل مهندسة تحكم آلي في إحدى كبرى شركات تعدين النحاس قبل التحاقها بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وحرصت على العودة للعمل في القطاع الصناعي بعد نيلها درجة الماجستير، فقبلت وظيفة خبيرة بيانات في شركة “لايف جلوبال” المتخصصة في حلول الابتكار في مجال الخدمات اللوجستية.

وعن هذه التجربة تقول: “تسعى الشركات اليوم إلى مواكبة الذكاء الاصطناعي وتطبيقه في أعمالها اليومية، وهذا الأمر ينطبق على ’لايف جلوبال‘.  نستخدم البيانات لاستخلاص أفكار مفيدة لشركتنا وعملائنا، وبناء عمليات مؤتمتة لتحسين خدماتنا، مثل تحسين مسارات التوصيل”.

كُلِّفت أبيلكيركيزي بقيادة عدة مبادرات ومشاريع جعلتها تشعر في البداية ببعض الخوف من حجم المسؤولية، غير أن خوفها تبدد بمجرد شروعها في العمل – وعن هذه التجربة توضح خريجة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أن ارتباط أول وظيفة لها بالذكاء الاصطناعي أشعرها بأعراض متلازمة المحتال، غير أنها واصلت العمل رغم خوفها وضغط العمل الكبير الذي أحسنت التعامل معه بدعم من زملائها والإدارة التي قدمت لها كامل المساعدة.

بعد اكتساب كل هذه الخبرات، تنصح أبيلكيركيزي الطلبة الذين يفكرون في خياراتهم بعد التخرج قائلة: “لا تنشغلوا كثيراً باتخاذ القرار الصائب أو القرار الأفضل، لأن كل ما هنالك هي قرارات يتخذها المرء ثم يرى نتائجها التي تمكنه من تقييم ما إذا كانت قد قرّبته من أهدافه أم لا مع ضرورة الموازنة – في كل هذا – بين نداء القلب وصوت العقل”.

وتضيف أبيلكيركيزي مختتمة نصيحتها أن لكل شخص مساره ومسيرته في دروب هذه الحياة، ومقارنة مساراتنا بمسارات الآخرين تفوت علينا متعة الإنجاز، ولذا لا ينبغي لنا الانشغال بحجم ما حققه الآخرون لأن لكل منا ظروفه الخاصة، وعلى كل واحد منا اختيار الطريق الأنسب والمناسب له.

أخبار ذات صلة

thumbnail
Monday, January 27, 2025

أخبار الخريجين: رحلة مواصلة البحث عن الحقيقة

بعد نجاحه في تطوير أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد في الكشف عن المعلومات المضللة والخاطئة، يركز زين.....

  1. الأبحاث ,
  2. معالجة اللغة الطبيعية ,
  3. النماذج اللغوية الكبيرة ,
  4. الخريجون ,
اقرأ المزيد
thumbnail
Friday, January 17, 2025

منصة سِكيور+: قصة نجاح طالب إماراتي لمع اسمه في عالم الأمن السيبراني

أحمد الشامسي يفوز بالمركز الأول عن منصة "Secure+" المصممة لاكتشاف روابط التصيد الاحتيالي خلال فعاليات "هاكاثون الخليج.....

  1. جوائز تقديرية ,
  2. إنجازات الطلبة ,
  3. الطلبة ,
  4. الأمن السيبراني ,
  5. الشركات الناشئة ,
  6. الأمن ,
  7. الاستدامة ,
اقرأ المزيد
thumbnail
Friday, December 20, 2024

Alumni Spotlight: Gaining and sharing knowledge

From academia to entrepreneurship, MBZUAI alumnus Faris Almalik has used his knowledge, experience, and AI to make.....

  1. Alumni Spotlight ,
  2. finance ,
  3. الخريجون ,
  4. careers ,
  5. alumni ,
  6. applications ,
  7. entrepreneurship ,
  8. healthcare ,
  9. industry ,
اقرأ المزيد