جامعة للذكاء الاصطناعي تستشرف المستقبل

مقابلة أجرتها مجلة فورتشن مع رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إريك زينغ

Thursday, June 09, 2022

تعد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي أول جامعة على مستوى العالم للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء .الاصطناعي، وتركز على تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي باعتبارها القوة الدافعة لتطور البشرية

في حديث له، يقول البروفيسور إريك زينغ، الباحث المرموق في مجالات الذكاء الاصطناعي ورئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: “في القرن التاسع عشر، استغرقت البحوث العلمية لفاراداي وماكسويل ومنديليف أكثر من جيل للوصول إلى اكتشافات سباقة في الفيزياء والكيمياء، كانت كفيلة بتغيير ملامح مختلف القطاعات حينها، ورسم معالم العالم الذي نعرفه اليوم. وعلى غرار ما سبق، تشهد عملية تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن مراحل مشابهة إلى حد ما، بانتظار ما ستُحدثه من نقلة نوعية في حياتنا”.

ويقول زينغ: “لا تزال عملية تطور الذكاء الاصطناعي في مراحلها الأولى، أي أننا في مرحلة لا نملك فيها حتى ما يشبه الجدول الدوري للكيمياء. وهذا بدوره يمنح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الأسبقية  لوضع أسس للذكاء الاصطناعي التي تحدد مساره لإحداث تغيير جذري في العلوم وعالم الأعمال والمجتمع”.

وتبرز جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي من موقعها في قلب مدينة مصدر في العاصمة أبوظبي كمحور عالمي لبحوث الذكاء الاصطناعي ومركز دولي لإثراء معارف مجتمع الذكاء الاصطناعي.

ويضيف زينغ: “إن الأثر بعيد المدى للذكاء الاصطناعي على العالم سيكون شاملاً كما هو حال الاكتشافات في الفيزياء والكيمياء. إلا أنه، وخلافاً لعلماء العلوم التقليدية كالفيزياء والكيمياء، يتعين على باحثي الذكاء الاصطناعي الدفاع باستمرار عن هذه التقنية الناشئة، والرد على التحفظات الكثيرة التي يبديها الناس حيال مدى موثوقية الذكاء الاصطناعي وأمانه وقدرة العالم على الاعتماد عليه.

تسعى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إلى تمكين جيل جديد من رواد الذكاء الاصطناعي

يقول زينغ: “عندما يبحث الفيزيائي أو الرياضي في مجاله، فإنه يركز على معرفة الحقيقة ولا يعير انتباهاً لاهتمامات الآخرين، أو مدى المنفعة التي يمكن أن تضيفها بحوثهم. إلا أن الأمر مختلف في الذكاء الاصطناعي، فهو ليس مجرد علم تجريدي، فنحن مطالبون بتلبية تطلعات المجتمع. وهذا يحتم علينا التفاعل أكثر مع علوم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لجعلها في متناول الجميع، مع الحفاظ على التزامنا بالمبادئ العلمية التي يقوم عليها الذكاء الاصطناعي”.

تعتبر جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مركزاً للمعرفة ومنبعاً للحرية الفكرية، وأنا على ثقة بأنه ستكون دائماً مقصداً للتواقين للعلم والبحث والابتكار من شتى أصقاع العالم في المستقبل.

البروفيسور إريك زينغ
رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
وفي إطار منصبه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يتولى البروفيسور زينغ مسؤولية الإشراف على خلق بيئة جامعية تعليمية وبحثية تتمتع بالشفافية العلمية والانفتاح الاجتماعي اللذان يحتاجهما العالم في عصر الذكاء الاصطناعي. جامعة تدفع باتجاه تبني الأفكار الجديدة، وتلهم طلابها لتنفيذ أبحاث مجدية وتؤسس لثقافة قائمة على الابتكار تمضي قدماً بالمجتمع والدولة نحو مستقبل أكثر إشراقاً. وحول جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يقول البروفيسور إريك زينغ: “تمثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وعبر منحها الحرية الفكرية التي يحتاجها كافة المبتكرين، منارة للأفكار الخلاقة التي ستغير العالم “.

ما هي رسالتك لأولئك القلقين إزاء تأثيرات الذكاء الاصطناعي؟

التكنولوجيا والعلوم حيادية بطبيعتها، فالكهرباء ليست جيدة أو سيئة، والشيء نفسه ينطبق على التكنولوجيا والعلوم، بل يتعلق الأمر بكيفية استخدامنا لها. وبصفتي باحثاً ورئيساً للجامعة، أرى أنه من المهم أن نبسّط مقاصدنا عند الحديث عن العلم، وأن نكون واضحين بشأن السياق، لا سيما عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي كعلم أو كتقنية أو كأداة، فضلاً عن فوائد ومزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي. كما ينبغي علينا تجنب الغموض والتحلي بالشفافية والوضوح عند الكشف عن المبادئ والخطط للجمهور. ويتمثل هدفنا في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بتبسيط المفاهيم والمحتوى المتخصص في مجالات الذكاء الاصطناعي بحيث يصبح الوصول إلى هذه التقنيات والتعامل معها سهلاً كما هو الحال مع الكهرباء، وبالتالي لن يُنظر إليه على أنه علم معقد وخطير، ما سيسهم في تلاشي المخاوف التي تساور الناس.

ما هي أهم التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي اليوم؟

لا يزال الذكاء الاصطناعي يتطور، ما يعني أنه ما زال من الصعوبة البدء بتحديد الأهداف وتحديد مقاييس الأداء وإرساء مبادئ التشغيل واعتماد المنهجيات المناسبة، لا سيما وأن الذكاء الاصطناعي يعتبر مجالاً متعدد التخصصات. علاوةً على ذلك، لا نطمح في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إلى إنتاج نماذج سباقة أو تطوير حلول مبتكرة فحسب، بل نريد التركيز أيضاً على تطوير المبادئ الهندسية وتحسين ممارسات السلامة للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى العمل على ابتكار حلول لمشاكل مثل توحيد المعايير والمساواة.

أرى أن دور جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يتمثل باستقطاب أبرز المواهب من مختلف المجالات، وألا يقتصر الأمر على العلماء ومبرمجي الحاسوب فحسب. ومن هذا المنطلق، أطمح إلى تسخير المفهوم الشامل للذكاء الاصطناعي بما سيساعد على تطوير وازدهار الجامعة. فإذا أردنا فهم القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياة الناس، سنكون بحاجة إلى توظيف أفراد يمثلون جميع مجالات العلوم بما في ذلك العلوم الإنسانية، نحن بحاجة إلى العمل مع أفضل الباحثين في العالم.

كيف يبدو العمل في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والانتقال إلى دولة الإمارات؟

إنها تجربة مميزة، فنحن جامعة جديدة تسعى إلى تطوير ثقافة راسخة قائمة على الابتكار العلمي، وقد بدأنا لتونا العمل بلا كلل لخلق تأثير بارز وتعزيز مفاهيم ريادة الأعمال التي تتمحور حول تلبية الاحتياجات المجتمعية، والتقدم التكنولوجي وخلق مزيد من فرص العمل. وهذا يتطلب منا إعادة النظر حول منظورنا عن دور الجامعة من جهة أطر العمل والعلاقات العامة. وبما أننا نتمتع بالمرونة، فنحن قادرون على  إجراء تحسينات وتعديلات بسرعة كلما اقتضت الحاجة. وأشعر بالفخر والسعادة كوني حظيت بهذه الفرصة للعمل رفقة هذه الكوكبة من العلماء والباحثين، ومساعدتهم في دفع نتاجهم العلمي والبحثي، ومنحهم حاضنة داعمة تتيح لهم الازدهار على الصعيد المهني.

أما دولة الإمارات العربية المتحدة، فتمتاز بسعيها الدائم نحو التطور، وبامتلاكها مجتمعاً شاباً يحتضن التكنولوجيا الحديثة والتوجهات الفكرية الجديدة. ولهذا، سيكون أمامنا فرصة فريدة لدعم مساعيها لتحقيق أهدافها بأن تصبح وجهة رائدة عالمياً في ابتكارات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يمثل مصدر إلهام كبير لنا. ومن هذا المنطلق، أتطلع لأن تتبوأ جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي دوراً ريادياً يدفع جهود تطوير الدولة وأن تصبح محوراً  للابتكار في المنطقة.

بعد 100 عام من الآن، أرجو أن نواصل الاحتفاء بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كمؤسسة عظيمة وقوة دافعة ومحفز للتغيير الإيجابي.

أخبار ذات صلة

thumbnail
Tuesday, January 21, 2025

"ستانفورد" الشرق الأوسط المقبلة

رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي إيرك زينغ، يعلن خلال فعالية نظمتها الجامعة تحت.....

  1. 2025 ,
  2. المستقبل ,
  3. استراتيجية ,
  4. برامج أكاديمية ,
  5. الابتكار ,
  6. البرنامج التنفيذي ,
اقرأ المزيد