ألقى تيموثي بالدوين، العميد المشارك للشؤون الأكاديمية وشؤون الطلبة ورئيس قسم معالجة اللغة الطبيعية بالإنابة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، الكلمة الرئيسية ضمن الاجتماع السنوي الستين لجمعية اللغويات الحاسوبية (ACL) الذي أقيم يوم الاثنين 23 مايو 2022 في العاصمة الأيرلندية دبلن. وترأس بالدوين المؤتمر العالمي بصفته رئيساً للجمعية إلى جانب مساهماته ومنشوراته الأكاديمية القيمة.
ونشر بالدوين ثلاث أوراق بحثية على هامش المؤتمر الذي عقدته الجمعية، واستعرض من خلالها معرفته الأكاديمية الواسعة في مجال معالجة اللغات الطبيعية، بالإضافة لشبكة علاقاته الوثيقة في القطاع حول العالم.
وحملت الورقة البحثية الأولى عنوان: “المريض أقرب إلى الموت من الحياة: الخوض في الحالة الراهنة لملخص الوثائق المتعددة في مجال الطب الحيوي” وتم نشرها بالتعاون مع باحثين من جامعة ملبورن ومركز ARC للتدريب في الحوسبة المعرفية للتقنيات الطبية. وعمل مؤلفو الورقة البحثية على اقتراح نهج جديد لتقييم مدى جودة تلخيص سلسلة من الوثائق الطبية، على سبيل المثال لإجراء مراجعة منهجية وتحديد أوجه القصور الحالية والرئيسية في أنظمة التلخيص متعدد الوثائق.
وفي هذا الإطار، قال بالدوين: “نتطلع إلى تحقيق فهم أفضل واقتراح طريقة فاعلة للحد من الأعباء الملقاة على كاهل المتخصصين في مراجعة الوثائق الطبية، وتيسير إجراءاتها الروتينية على المدى الطويل. ونسعى في نهاية المطاف إلى تحديد الروابط المهمة والمؤشرات المنذرة والفرص السانحة لتحسين الرعاية الصحية عبر تطبيق معالجة اللغات الطبيعية”.
وفي ورقته البحثية الثانية، ناقش بالدوين مع أحد عشر مؤلفاً مشاركاً من جميع أنحاء العالم التحدي الهائل المتمثل في تطوير التقنيات اللغوية والحفاظ على ارتباطها بالمشهد الرقمي، ضمن أكثر من 700 لغة أندونيسية سائدة بين السكان الأصليين. وقدمت الورقة البحثية لمحة عامة عن بحوث معالجة اللغات الطبيعية ذات الصلة باللغات الإندونيسية في الوقت الراهن، وخرجت بتوصيات للمساعدة في تطوير تقنيات معالجة اللغات الطبيعية على مستوى العالم.
وحققت الورقة البحثية الثالثة لبالدوين التي عمل عليها بالتعاون مع مؤلفين مشاركين من جامعة ملبورن في النصوص الإجرائية مثل الوصفات وبراءات الاختراع الكيميائية. وأوضح بالدوين وزملاؤه من الناحية التجريبية أن اللغة المرجعية مثل الضمائر التي تشير إلى الكيانات المقدمة سابقاً هي عنصر أساسي في ترجمة النصوص الإجرائية إلى عملية ذات هيكلية منظمة، وأن النماذج الحسابية يمكنها تحقيق نجاح جيد نسبياً في ملاحقة سير العمل بشكل فعال تلقائياً.
وأضاف بالدوين : “من السهل نسبياً أن تخبر طفلاً في الخامسة من عمره كيف يصنع شطيرة من زبدة الفول السوداني، لأنه يفهم ضمنياً أشياء مثل كيفية استخدام السكين أو طريقة تحضير الشطيرة، لكن من الصعب جداً إخبار الحاسوب بكيفية القيام بذلك بسبب مقدار المعرفة الضمنية الموجودة في النص الإجرائي. وقد وجدنا أن مصطلحات مثل ’التجسير‘ ضرورية لفهم اللغة الإجرائية التي نقوم بها بشكل طبيعي و تلقائي مثل تغيير حالة الخبز من رغيف إلى شريحة، واختيار جهة واحدة لتحضير الشطيرة”.
تنظم جمعية اللغويات الحاسوبية اجتماعات سنوية ومؤتمرات إقليمية وفعاليات خاصة، وتقدم رعايتها لمجلتي اللغويات الحاسوبية ومعاملات اللغويات الحاسوبية للجمعية التي ينشرهما معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وتميز حدث هذا العام بالجمع بين الحضور الشخصي والافتراضي في آن واحد، ما منح العديد من الباحثين في آسيا الذين لم يتمكنوا من السفر فرصة المشاركة واستعراض أوراقهم البحثية. وتخصص الاجتماع الذي أقيم في مدينة دبلن الأيرلندية في اللغات منخفضة الموارد، ومن بينها لغة البلد المضيف أيرلندا.
تتمتع جمعية اللغويات الحاسوبية بتاريخ طويل نسبياً في تنظيم مؤتمرات الذكاء الاصطناعي منذ عام 1962. وكانت الجمعية تسمى آنذاك بجمعية الترجمة الآلية واللغويات الحاسوبية، حيث تم تغيير اسمها إلى الاسم الحالي في 1968.
قد تبدو 60 عاماً بوقت طويل لمؤتمر يرتبط بالذكاء الاصطناعي، إلا أن بالدوين يرى أن نشوء الجمعية يعود جزئياً للحرب الباردة، وهي الفترة التي برزت فيها الحاجة إلى إجراء بحوث سريعة ودقيقة، وما نجم عنها من صعود تقنيات الترجمة الآلية.
وباعتباره المؤتمر الرئيسي ضمن أجندة جمعية اللغويات الحاسوبية، يحظى مؤتمر 2022 بدعم مجموعة من شركات التكنولوجيا الرائدة عالمياً، ومنها أمازون و بلومبرغ وجوجل وميتا و بايدو وأي بي أم ومايكروسوفت ودولينجو وأدوبي وغيرهم.
في وقت سابق من هذا العام، تم تعيين بالدوين في منصب العميد المشارك للشؤون الأكاديمية وشؤون الطلبة ورئيس قسم معالجة اللغة الطبيعية بالإنابة. وقبل انضمامه لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أمضى بالدوين 17 عاماً في جامعة ملبورن كأستاذ فخري و مدير لمركز ARC للتدريب في الحوسبة المعرفية للتقنيات الطبية (بالتعاون مع آي بي إم) وأيضاً مساعد العميد للتدريب البحثي في كلية ملبورن للهندسة ونائب رئيس قسم الحوسبة وأنظمة المعلومات.
وشغل بالدوين سابقاً منصب أستاذ زائر في كل من جامعة كامبريدج وجامعة واشنطن وجامعة طوكيو وجامعة سارلاند ومختبرات NTT لعلوم الاتصال والمعهد الوطني للمعلوماتية. وركزت أبحاثه بشكل أساسي على معالجة اللغات الطبيعية بما فيها التعلم العميق والعدالة الخوارزمية والعلوم الاجتماعية الحاسوبية وتحليل وسائل التواصل الاجتماعي.
وحظيت الورقة البحثية بعنوان: “التدريب متعدد اللغات للإجابة عن الأسئلة في اللغات منخفضة الموارد” بالقبول لعرضها شفوياً ضمن ورشة عمل تقنيات الكلام واللغة في اللغات الدرافيدية المقامة خلال اجتماع جمعية اللغويات الحاسوبية.
وسعى الفريق إلى استعراض سبل تعزيز أداء الإجابة عن الأسئلة عبر الضبط الدقيق لنموذج mBERT مع الترجمة من نفس العائلة اللغوية، بينما يضعف الأداء عند الترجمة من عائلات لغوية مختلفة. وتم اختبار ذلك في اللغات التاميلية والهندية التي ترجمت من التيلجو والماليالامية والبنغالية و الماراثية، وشارك عدد من طلاب جامعة محمد بن زايذ للذكاء الاصطناعي في تحضير الورقة البحثية مع الدكتور نانداكومار، وهم جوكول كارثيك كومار وأبيشيك سينغ وساهال شاجي مولابيلي.
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة الضاد في لفتَتٍ يقف فيها العالم.....
فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....
اقرأ المزيدفريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يفوز بجائزة تقديرية عن دراسة بحثية تشجع الباحثين.....