تم نشر المقال في“وايرد” في 7 أكتوبر 2022
إذ إن الدكتور هاو لي أستاذ مشارك في قسم الرؤية الحاسوبية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وقد بذل جهداً كبيراً في إدارة مختبر الميتافيرس. يندرج مركز الأبحاث الجديد هذا ضمن رؤية الجامعة لدمج الرؤية الحاسوبية والرسومات الحاسوبية وتعلّم الآلة. وكان الدكتور لي قد أطلق رسمياً شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي “بين سكرين” في عام 2015، لتعزيز بناء النسخ البشرية الرقمية لتطبيقات الميتافيرس والمؤثرات البصرية فيها. وعملت الشركة مع معرض إكسبو 2020 دبي لإنشاء ملايين النسخ الافتراضية لتطبيق إكسبو إكسبلورر للحدث الذي استمر ستة أشهر.
أما حالياً، فتُجري جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي هذا البحث الرئيسي. إذ يقوم مختبر الميتافيرس بتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي لإنشاء نسخ بشرية افتراضية واقعية، ورقمنة البيئات الديناميكية، وإنشاء محتوى مكاني وثنائي الأبعاد. ويرى الدكتور لي أن الذكاء الاصطناعي سيصبح أكثر اندماجاً في حياتنا يوماً بعد يوم، قائلاً : “أعتقد أننا سنتواصل بشكل غامر ثلاثي الأبعاد وليس فقط باستخدام محادثات الفيديو ثنائية الأبعاد في المستقبل. باستخدام تطبيقات التواجد عن بُعد القائمة على الواقع الافتراضي والواقع المعزز، سنتمكن من التعاون مع بعضنا عن بُعد كما لو كنّا في نفس المكان. فنحن لن نستخدم النسخ البشرية الرقمية كشكلٍ من أشكال الاتصال فحسب، بل ستكون أيضاً واجهات للتفاعل مع الآلات.
ينصب تركيز الرقمنة البشرية على إنشاء نسخ افتراضية ثلاثية الأبعاد عن أنفسنا، وهو ما يتم تطبيقه بالفعل في ألعاب الفيديو لشخصيات أكثر واقعية تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب وأنظمة الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وحتى لإنشاء نسخ رقمية للممثلين في الأفلام. يقول لي: “النسخ البشرية الافتراضية هي أساس بناء عالم الميتافيرس المفتوح، لأنها تتيح لنا أن نكون في ذلك العالم كما نحن، وأن نتفاعل مع الأشخاص الذين نعرفهم. كما تشمل التطبيقات المهمة الأخرى القدرة على إنشاء محتوى إعلامي على نطاق واسع. تخيلوا مذيع أخبار يعمل بالذكاء الاصطناعي ويمكنه التحدث بأي لغة ويتم تحديثه دائماً عبر تزويده بآخر الأخبار، أو إمكانية إعادة الشخصيات التاريخية إلى الحياة والتفاعل معها في قاعات الدراسة”.
يمكن تحقيق ذلك من خلال دراسة الأداء، وهي تقنية لاستخراج حركات الوجه أو الجسم لشخص ما بشكل ثلاثي الأبعاد وتوليد الحركة من خلالها. ففي هذا السياق، يقول لي: “لقد أظهرنا كيف يمكن استخدام هذه النماذج التوليدية العميقة لإنشاء نسخ افتراضية ثلاثية الأبعاد بالكامل من الصور المُدخلة، بما في ذلك الشعر والوجه، وهو أمر بالغ الأهمية لتوليد النسخ الرقمية التي يمكن استخدامها في عالم الميتافيرس.” قد يكون التحدث مع النسخة الرقمية لألبرت أينشتاين أمراً غريباً، ولكن التكنولوجيا تشير إلى مستقبل أكثر سهولة في الاتصالات الرقمية.
تُعتبر حقول الإشعاع العصبي من أحدث تطورات تقنيات العرض العصبي، والتي تسمح برقمنة الأشياء والمشاهد أو المدن بأكملها في صور ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى معالجتها عبر نماذج أو رسومات ثلاثية الأبعاد. وبالتالي يمكن إنشاء بيئة كاملة في الوقت الفعلي، مما يعني أنه بدلاً من العروض النموذجية البانورامية أو البيئات ثلاثية الأبعاد، يمكن توفير تجربة متكاملة سداسية الأبعاد. إذ يقول لي: “ينصبّ تركيزنا بشك خاص على تحقيق الرقمنة الكاملة للمشهد في الوقت الفعلي، وتعزيز موثوقية تقنيات الالتقاط المتاحة للمستخدمين، مثل كاميرات الهواتف الذكية، وتحسين القدرة على الرقمنة البيئات الديناميكية واسعة النطاق“.
يتم أيضاً استخدام نماذج الانتشار التي تتيح للأشخاص إنشاء صور أكثر وضوحاً وواقعية من خلال النص. إذ يرى لي أنه “يمكن استخدام هذا النموذج الأكثر تعقيداً لإنشاء محتوى غامر، وكذلك لتوسيع نطاق إنشاء الأصول ثلاثية الأبعاد للميتافيرس“.
لا بد من الإشارة إلى أن المختبر يضم أبرز العلماء ويركز على الأبحاث التطبيقية لتطوير تقنيات غامرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. في هذا الإطار، يقول لي: “نأمل أن يصبح مختبرنا مركزاً لانطلاق منظومة بيئية محلية حيث يمكن لطلاب المستقبل العمل والتعاون مع أفضل الباحثين في هذا المجال، بالإضافة إلى استكشاف جوانب ريادة الأعمال الخاصة بهم من خلال الشركات الناشئة. سنستكشف كيف يمكن لتقنياتنا أن تؤثر في المجتمع ومجال الصناعة على نطاق واسع، وفي جميع المجالات الأخرى، من الترفيه وصولاً إلى الاتصالات مروراً بالصحة والتعليم والفضاء الدفاع”.
وعلى الرغم من إمكانية مواجهة بعض العثرات، إلا أن خيارات لا محدودة متاحة للبحث في كيفية تنفيذ هذه التقنيات بشكل أفضل لربط العالم الواقعي بالعالم الافتراضي. إذ يقول الدكتور لي لطلابه دائماً: “فكروا بالمستحيل ولا تخافوا من الفشل، فالتحديات التي تواجهونها هي الدليل على أنكم على الطريق الصحيح.”
علماء من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يطورون طريقة جديدة ستساعد الأطباء على توقع مسار تطور.....
تشاو تشين يوضح كيف أن إعادة تدريب نماذج أساسية باستخدام محولات مكنه من تحسين أدائها، وما قد.....
برنامج الروبوتات في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يقدم تجسيداً حياً للذكاء الاصطناعي عبر روبوتات قادرة.....