من الحياة الطلابية إلى العمل كمهندس في مجال البحث والتطوير

ينضم يحيى إلى شركة ناشئة للتقنيات النظيفة

Saturday, June 24, 2023

عندما قرر يحيى دلبح تغيير مجال تركيزه من هندسة الكهرباء إلى العلوم البيئية، تفاجأ الجميع من هذا التحول ولربما كان يحيى أول المتفاجئين. فهو قرر مؤخراً الانضمام إلى شركة ناشئة تعمل في مجال العلوم البيئية وتسعى إلى خفض حرارة المدن والحفاظ على إمكانية العيش فيها في المستقبل.

وُلد دلبح، وهو أردني الجنسية، في الإمارات العربية المتحدة وحاز شهادة البكالوريوس في هندسة الكهرباء من الجامعة الأمريكية في الشارقة وحصل على شهادة الماجستير في الرؤية الحاسوبية من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في يونيو 2023.

ولأنه لم يحظَ بفرصة العمل في القطاع بين دراسات البكالوريوس والماجستير، يتطلع بشوق إلى استخدام مهاراته في مجال الذكاء الاصطناعي في سياق عملي لخدمة الجميع. ويقول: 'نمتلك كبشر القدرة على حل المشكلات التي يواجهها العالم اليوم وهذه حقيقة مؤلمة.' ويضيف: 'غير أنه بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يقدم لنا إجابة وفهماً جديدَين قد يبدوان مجرّدَين لكننا لم نستطِع التوصل إليهما من قبل وهذا أمر مشوق للغاية.'

شارك دلبح في برنامج تدريبي خلال دراساته في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وحصل على تدريبه في شركة “فورتي جارد” في أبوظبي، وهي شركة تختص في التقنيات النظيفة وتقدم التحليلات والمعلومات الجغرافية المكانية حول درجات الحرارة في المساحات الخارجية. ويستند عمل الشركة إلى أداة ذكاء اصطناعي تقوم على السحابة. وقد قبل دلبح منصب مهندس في مجال البحث والتطوير بدوام كامل في هذه الشركة.

ويفيد دلبح في هذا الصدد: “لم أتخيل أن أعمل في هذا المجال بكل صراحة، ولا أن أعمل في شركة ناشئة، لكنني لطالما أحببت العمل على أشياء جديدة والمشاركة في مشاريع متعددة المجالات. ولا شك في أنني متحمس جداً للعمل في (فورتي جارد).”

ويضيف: “نرى في (فورتي جارد) أنه لا يمكننا تغيير ما لا يمكننا قياسه، وهذه فكرة منطقية. تقدم الشركة أداة يمكنها قياس أي عامل يتعلق بالحرارة ودرجة الحرارة وما يؤثر فيهما. وبصفتي مهندساً في مجال البحث والتطوير، سأكون مسؤولاً عن خوارزميات تعلّم الآلة والرؤية الحاسوبية التي تملكها الشركة والتي تكيّفها هذه الأخيرة لتوفير هذه التحليلات إلى الحكومات والشركات وغيرها من المستخدمين.”

وسأتولى معظم جهود البحث والتنفيذ كما سأختبر الأدوات التي تستخدم تقنيات (فورتي جارد). وسأتعاون مع فريق التقنية لتطوير جميع الحلول التي تفتخر بها الشركة مثل تقنية المخطط الحراري لدرجات الحرارة، وتحليلات الصور/الفيديو، والتوصيات والمرئيات.”

غير أنه بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يقدم لنا إجابة وفهماً جديدَين قد يبدوان مجرّدَين لكننا لم نستطِع التوصل إليهما من قبل وهذا أمر مشوق للغاية

يحيى دلبح
خريج دفعة عام 2023
أما الموضوع الأساسي الذي يربط بين جميع أعمال الشركة فهو الاستدامة، ويسرّنا أن نكون من الجهات المساهمة الكبيرة في تحقيق رؤية تركز بصراحة على النتائج الصديقة للبيئة، ولكن بطريقة فريدة وأساسية جداً.”

وبرأي دلبح، تتوفر تطبيقات عدة للاستشعار القائم على الرادار بالرغم من أن هذا المجال البحثي لا يزال في بداياته. ويفسّر: “النتائج التي نحصل عليها واعدة وتبشّر بأن تكون تقنية الاستشعار هذه مقاومة للظروف الجوية، أي أنها قد تكون مفيدة جداً عند وضع معايير السلامة للمركبات ذاتية القيادة في السيناريوهات غير المناسبة مثل الضباب والمطر. هذا وإننا من أولى الجهات التي تتبنى تقنية الاستشعار هذه في بحوث الرؤية الحاسوبية، إذ تركز معظم الأوراق البحثية في هذا المجال على تقنيات استشعار أخرى مثل الكاميرات والليدار (الكشف عن الهدف وتحديد مداه باستخدام الضوء). وفي السياقات التي يكون فيها استخدام الطاقة لبطاريات السيارات وقدرات الاستشعار محدوداً، قد يضطلع الاستشعار القائم على الرادار بدور مهم جداً.”

والجدير بالذكر أن دلبح هو واحد من بين 59 طالباً في مجالات الرؤية الحاسوبية وتعلّم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعية الذين تخرجوا من برامج الماجستير في شهر يونيو، ليشكلوا دفعة عام 2023. هذا ونجح متخرجون آخرون من هذه الدفعة في الحصول على وظائف بدوام كامل على المستوى المحلي أو الدولي في شركات مثل أدنوك وسناب شات (المملكة المتحدة) وشركة أبوظبي للنقل والتحكم وشرطة أبوظبي والمعهد التأسيسي للذكاء الاصطناعي. وشارك 33 طالباً من طلاب الدفعة في برامج تدريبية اختيارية في الصيف الماضي من أجل اكتساب خبرة عملية وقيّمة في القطاع.

ويعطي دلبح الفضل لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في إكسابه المهارات البرمجية اللازمة لتوسيع طموحه المهني، فيقول: “شكلت خبرتي في هندسة الكهرباء تحدياً لي في بداية مسيرتي المهنية إذ يركز هذا المجال على الأجهزة وليس البرمجيات. ولكن بعد إنهاء دراسات الماجستير، أصبحتُ اليوم أمتلك فهماً عميقاً جداً للأجهزة كما البرمجيات في مجالات متعددة، وأظن أن هذا المزيج من الخبرات هو من أهم العناصر الضرورية للتميّز في المجالات العابرة للقطاعات.”

بالإضافة إلى ذلك، عمل دلبح على تحسين قدرته على إنجاز البحوث المؤثرة، وتمحورت رسالة الماجستير التي أعدها حول مهمة شائعة وهي اكتشاف الأشياء وتقسيم الدلالات في الرؤية الحاسوبية باستخدام إشارات الرادار الأولية بدلاً من الطرق الشائعة التي تستخدم الصور المُلتقطة بالكاميرا. وتشكل إشارات الرادار طريقة جديدة لفهم المشاهد من خلال الحصول بسرعة على البيانات، بالإضافة إلى أنها توفر المتانة في ظروف الطقس غير المناسبة ولها تكاليف تشغيلية منخفضة.

أخبار ذات صلة

thumbnail
Tuesday, January 21, 2025

"ستانفورد" الشرق الأوسط المقبلة

رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي إيرك زينغ، يعلن خلال فعالية نظمتها الجامعة تحت.....

  1. 2025 ,
  2. المستقبل ,
  3. استراتيجية ,
  4. برامج أكاديمية ,
  5. الابتكار ,
  6. البرنامج التنفيذي ,
اقرأ المزيد
thumbnail
Tuesday, November 26, 2024

النماذج اللغوية الكبيرة وفهم انفعالات الإنسان وعواطفه

فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....

  1. النماذج اللغوية الكبيرة ,
  2. التعاطف ,
  3. انفعالات الإنسان ,
  4. معالجة اللغة الطبيعية ,
  5. EMNLP ,
  6. البحوث ,
اقرأ المزيد