لطالما اعتُبرت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، منذ تأسيسها، رائدة في حلول الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر. وليست النسخة الجديدة من نموذج “لاما 2” التي طرحتها مؤخراً شركة ميتا سوى دليلاً آخر على التزام الجامعة النشط بتطوير واختبار موارد الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر والمركبة والقابلة للتوسيع في الصناعة والقطاع الأكاديمي وغيرها من المجالات.
هذا لأن الجامعة أصبحت مؤخراً أحد الشركاء العالميين الذين ساهموا في طرح “لاما 2″، إلى جانب مؤسسات أخرى مثل آي بي إم وخدمات أمازون ويب ومايكروسوفت وإنفيديا. في الواقع، طلبت شركة ميتا قبل إطلاق النموذج الجديد من شركائها تقديم تعليقاتهم في مرحلة مبكرة من المشروع والالتزام بالعمل كمجتمع دولي للمساهمة في تطوير البرنامج. ومن المتوقع أن تمهّد مشاركة الجامعة في هذه المبادرة الطريق لجيل جديد من الإنجازات والتطورات في الذكاء الاصطناعي التي تنشأ من داخل الإمارات العربية المتحدة وتقوم على منظومة “لاما 2”.
الجدير بالذكر أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تعمل بشكلٍ نشط مع المؤسسات المحلية والدولية على تطوير نماذج لغوية كبيرة، ابتداءً من النموذج اللغوي الكبير المستدام “فيكونا” الذي تم تدريبه باستخدام نموذج “لاما 1” التابع لشركة ميتا، وصولاً إلى تعزيز البنية التحتية وتطوير منصات تقييم برامج الدردشة للنماذج اللغوية الكبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، انضم رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي إريك زينغ إلى العشرات من أفضل الخبراء من الصناعة و القطاع الأكاديمي لتقديم دعمهم علناً لإطلاق نموذج “لاما 2″، وهو دعم قدمه أيضاً معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي في الإمارات العربية المتحدة، وسعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي. وعبّر هؤلاء الخبراء عن دعمهم عبر التوقيع على البيان التالي، الذي تضمن دليلاً للاستخدام المسؤول:
“ندعم اتباع نهج مفتوح للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. ويعني الابتكار المسؤول والمفتوح أن الجميع يمكنه أن يستفيد من عملية تطوير الذكاء الاصطناعي، ما يضيف مستوى من الشفافية والتدقيق والثقة إلى هذه التقنيات. ومن شأن تحويل نماذج لاما إلى موارد مفتوحة أن يسمح للجميع بالاستفادة من هذه التقنية.”
لا شك في أن القدر الكبير من الاهتمام الذي جذبه نموذج “لاما 2” بشكلٍ خاص، والذكاء الاصطناعي التوليدي بشكلٍ عام، والدعم الذي حصلا عليه من الشخصيات المؤثرة في القطاع قد نتجا عن الانتشار السريع للأنظمة المعروفة عالمياً مثل “شات جي بي تي” و”بارد” و”ستابل ديفيوجن” وغيرها. ومن المتوقع أن يكون أداء “لاما 2” أفضل بكثير من أداء لاما 1، بفضل الابتكارات التقنية التي تقدمها النسخة الجديدة، وذلك من دون زيادة حجم النموذج ما سيساهم في تقليص بصمته الكربونية.
نشر مؤخراً نائب رئيس قسم معالجة اللغات الطبيعية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والأستاذ فيها البروفيسور بريسلاف ناكوف، وزملاؤه من جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا وجامعة نانيانغ التكنولوجية وجامعة سنغافورة الوطنية، ورقة بحثية برهنوا فيها أنه يمكن استخدام “شات جي بي تي” لإثبات حقائق المعلومات المنشورة بسرعة، علماً أن هذا المحرك هو الأداة نفسها التي تلجأ إليها الجهات المسيئة لإنشاء الأخبار الزائفة بوتيرة هائلة.
ويقول ناكوف في هذا السياق: “اتطلع بشوق لرؤية ما يمكن لنموذج لاما 2 تحقيقه لدعم عملية إثبات الحقائق ومكافحة الأخبار الزائفة، أكانت من إنتاج الإنسان أو الآلة. تستلزم طرق الذكاء الاصطناعي التي تكتشف الأخبار الزائفة كميات كبيرة من البيانات، ولكن بسبب الافتقار إلى بيانات التدريب الكافية، تم اقتراح توليد الأخبار الزائفة المصطنعة ومن ثم استخدامها لأغراض التدريب. غير أن هذا النهج لا يأخذ في الاعتبار إحدى الخصائص الأساسية للأخبار الزائفة التي ينتجها الإنسان، وهي أن هدف هؤلاء الأشخاص ليس الكذب فحسب بل أيضاً إقناع الآخر. وهم يحققون غايتهم هذه من خلال استخدام الأساليب البلاغية، أي تقنيات الدعاية والبروباغندا. نسعى في عملنا إلى توليد الأخبار الزائفة التي تستخدم تقنيات الدعاية هذه عن قصد من أجل تحسين جهود محاكاة الأخبار الزائفة التي يكتبها الإنسان. نتيجة لذلك، يساهم استخدام مخزون البيانات هذا للتدريب في تطوير نظام للذكاء الاصطناعي يستطيع اكتشاف الأخبار الزائفة التي يكتبها الإنسان بشكلٍ أفضل.”
شارك البروفيسور إريك زينغ في أوائل عام 2023 في مشروع تعاوني عالمي، إلى جانب باحثين من جامعة كاليفورنيا في بركلي وجامعة كارنيجي ميلون وجامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، لتطوير نموذج لغوي كبير مستدام أعطي اسم “فيكونا”. تم تدريب نموذح “فيكونا”، الذي يتمتع بكفاءة الطاقة، استناداً إلى نموذج “لاما 1” التابع لشركة ميتا، وهو النسخة الأولى من نموذج “لاما 2” مفتوح المصدر الذي طُرح مؤخراً.
هذا ويتميز “فيكونا” بنسبة منخفضة من الحجم مقابل القوة، ما يعني أنه يمكن تكييفه بسهولة ليتناسب مع مسرّع وحدة معالجة رسوميات واحد مقارنة مع عشرات وحدات معالجة الرسوميات الضرورية لعمل “شات جي بي تي”. ويولّد النموذج إجابات تصل جودتها حتى 90 في المئة من جودة إجابات “شات جي بي تي” بحسب المستخدمين، ولكن باستعمال جزء صغير ليس إلا من الطاقة والذاكرة مقارنة مع هذا الأخير. والأهم هو أن هذا النموذج الجديد مفتوح المصدر ويستطيع الجميع استخدامه لتحسين وتطوير وسائل جديدة لتوليد المحتوى تكون أكثر صديقة للبيئة.
يتوفر نموذج “فيكونا” للجميع على الرابط التالي: https://vicuna.lmsys.org/
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة الضاد في لفتَتٍ يقف فيها العالم.....
فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....
اقرأ المزيدفريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يفوز بجائزة تقديرية عن دراسة بحثية تشجع الباحثين.....