تحدث رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي، البروفيسور إريك زينغ، عمّا وصفه بأنه “نهضة جديدة يقودها الذكاء الاصطناعي”، وذلك في سياق محادثة واسعة النطاق أجراها يوم الأربعاء وتطرقت إلى التطورات الأخيرة والمتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال زينغ إنه “حان الوقت لمناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي وتداعياته”، مشبّهاً الوقع الذي تحدثه هذه التقنية الجديدة بالابتكارات السابقة التي غيّرت معالم العصر الذي عايشته مثل ابتكار الورق والطباعة، وهما تطوران ساهما في نشر المعرفة بين جميع فئات الشعب ومهّدا الطريق لظهور ابتكارات وصناعات ووظائف جديدة غير متوقعة.
وفسّر أن صعود الذكاء الاصطناعي سيمهّد هو أيضاً الطريق لبروز “عصر جديد من التمكين”، نشهد فيه اكتشافات لم نكن لنتصورها في مجالات متعددة مثل علم الوراثة وصناعة الأدوية والرعاية الصحية بفضل القدرة التحليلية الرائعة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي.
وتابع الخبير في علوم الحاسوب قائلاً: “لا يكمن السؤال اليوم في كيفية الحصول على المعرفة، لأن المعرفة لم تعُد محصورة، بل في كيفية استخدام المعرفة لحل المشكلات المثيرة للاهتمام. ليس الذكاء البشري أمراً ساكناً لا يتغير. لا بل إننا نكتسب دائماً أدوات جديدة فيتطور بذلك الذكاء الاصطناعي.”
جاءت تصريحات البروفيسور زينغ إثر تلقيه دعوة لإجراء محادثة من معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع أبوظبي، التي أُسست لغرض الحفاظ على قيم النمو المستدام والتنمية الاجتماعية، وهي قيم تكمن في صلب المجتمع الإماراتي، بالإضافة إلى تحسين جودة حياة جميع سكان أبوظبي.
أشار البروفيسور زينغ إلى أن وسائل الإعلام اليوم تنشر عدداً متزايداً من القصص والمقالات حول النماذج اللغوية الكبيرة والمحولات التوليدية المدربة مسبقاً، والمعروفة عامةً باسم “جي بي تي”، وهي تقنيات تسبب عادة القلق والخوف لدى الجمهور بشكلٍ عام. ولذلك، دعا إلى متابعة مسار التفكير الاستراتيجي والانفتاح على الابتكار والتغير الذي مكّن الإمارات العربية المتحدة من إثبات دورها بسرعة كجهة رائدة عالمية في هذا القطاع.
وأفاد: “الإمارات العربية المتحدة هي دولة طموحة أرسلت الرواد إلى الفضاء ومسباراً إلى المريخ، وأظن أننا سنشهد أمراً مماثلاً في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو مجال علمي لا يزال حديثاً جداً. إنه مجال حديث الولادة بالطبع، شأنه شأن جامعتنا والإمارات العربية المتحدة نفسها.” وتابع ليصف الإنجازات التي حققتها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والتي جعلت منها في وقت قصير، يبلغ ثلاثة أعوام فحسب، مصدراً يُعترف به عالمياً لبحوث الذكاء الاصطناعي التحويلي وعلماء الحاسوب، ومركزاً للشركات الناشئة والابتكارات التقنية المتقدمة.
وتشمل إنجازات الجامعة إطلاقها مؤخراً لنموذج “جيس”، وهو نموذج لغوي كبير ثنائي اللغة طورته الجامعة بالتعاون مع مجموعة G42 المتخصصة بالذكاء الاصطناعي ومقرها أبوظبي، وشركة سيريبراس، وهي شركة لأجهزة الذكاء الاصطناعي مقرها في كاليفورنيا.
يستطيع المتحدثون باللغة العربية من حول العالم تنزيل نموذج “جيس”، الذي صُمم ليقدم فهماً أفضل وأدق للغة والثقافات في العالم العربي مقارنة مع النماذج اللغوية الكبيرة الأخرى المتوفرة حالياً والتي يتم تدريب معظمها باستخدام مواد تركز على دول الغرب أو الولايات المتحدة.
شاركت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أيضاً في جهود عالمية جمعت بين باحثين من جامعة كاليفورنيا في بركلي وجامعة كارنيجي ميلون وجامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا سان دييغو، وأدت مؤخراً إلى تطوير برنامج “فيكونا” وهو عبارة عن روبوت دردشة مفتوح المصدر وله بصمة كربونية منخفضة كلّف تدريبه 300 دولار أمريكي فحسب مقارنة مع “شات جي بي تي” الذي يُقال إن تطويره كلّف أكثر من 4 مليون دولار وأدى إلى انبعاث حوالي 500 طن من الكربون.
أضاف البروفيسور زينغ في هذا الصدد: “نظراً لخبرتنا البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما سبق وأثبتنا، شملتنا شركة ميتا أيضاً كعضو في الائتلاف الذي سبق إطلاق نموذج “لاما 2″ مؤخراً، وهو إلى حد كبير أفضل نموذج لغوي كبير مفتوح المصدر.”
وتعليقاً على المنافع التي اكتسبتها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وإمارة أبوظبي بفضل اضطلاعهما بدور ريادي في بحوث الذكاء الاصطناعي، شدد زينغ على القرار الاستراتيجي الفريد الذي اتخذته الدولة عندما شرعت في تأسيس جامعة بحثية وأشار إلى تأثير هذا الحدث في اتخاذه قرار الانتقال إلى أبوظبي للعيش والعمل.
وقال: “يجب تحقيق توازن ما عند الاستثمار في التعليم وبناء القدرات وإنتاج المعرفة، وهو توازن يختلف تماماً عن ذلك الذي يجب تحقيقه عند الاستثمار في منتج أو شركة ناشئة حيث يمكن توقع عائدات سريعة وقابلة للقياس. ولامتلاك قدرات محلية في مجال البحث والتطوير، تقودها جامعة حديثة وعصرية، أهمية أساسية لأن ذلك يمكننا من مواكبة الركب وفي الوقت نفسه تعزيز استقلاليتنا واكتفائنا الذاتي في قطاع تنافسي جداً.”
البروفيسور إريك زينغ يناقش – في حوار أجراه مؤخراً – ريادة الجامعة الأخلاقية، والتعاون الدولي، والشفافية في.....
اقرأ المزيدكلمة البروفيسور إريك زينغ رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التي ألقاها خلال فعاليات حفل تخرج.....
وقّعت دائرة الصحة أبوظبي مذكّرة تفاهم مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي و"كور42" التابعة لشركة جي42.....