أوّل خريج من أيرلندا الشمالية من جامعة الذكاء الاصطناعي في أبوظبي

Friday, December 09, 2022

مقال بقلم ليام توني، نُشر في صحيفة “بلفاست تيليغراف” في 7 ديسمبر 2022

ها هو شاب من مقاطعة لندنديري على وشك أن يصبح الطالب الأول من أيرلندا الشمالية الذي يتخرج من جامعة مرموقة تُعنى بمجال الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.

إذ إن كيفن تونر هو أحد طلاب الدفعة الأولى من خريجي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التي تم تأسيسها مؤخرًا في أبوظبي.

فتونر، الذي ينحدر من بلدة لافي، سيحصل على شهادة الماجستير في مجال تعلّم الآلة في حفل التخرّج الذي سيُقام يوم الأربعاء المقبل. فقد أثار هذا المجال اهتمامه فيما كان يدرس علم الحاسوب في بلفاست.

في هذا السياق، قال تونر: “في السنة الأخيرة التي أمضيتُها في جامعة ’كوينز‘، كنتُ أحضر صفاً حول تعلّم الآلة، وهو مجال جذب انتباهي إلى حد كبير. فقد شعرت أن المهام التي كنّا نقوم بها في ذلك الصف أشبه بالسحر. ذات ليلة، كنتُ أقرأ كتاباً وردَ فيه كيف سيطال تعلُّم الآلة جوانب الحياة كلها. وضعتُه جانبًا، وصممت على الفور على الحصول على درجة الماجستير في مجال الذكاء الاصطناعي أو تعلُّم الآلة. في البداية، فكرتُ في الدراسة في أوروبا، لكن المواعيد النهائية كانت قد انقضت، لأعثر أخيرًا، بالصدفة، على هذه الجامعة التي أخذَتْ تجذبني أكثر فأكثر كلما تعمّقتُ في بحثي عنها. وقد استحوذ شعارها على انتباهي، فهي أول جامعة للذكاء الاصطناعي في العالم”.

مما لا شك فيه أن الانتقال إلى النصف الآخر من الكرة الأرضية أمر شاق حتى في ظل الظروف العادية، إلا أنه تعيّن على تونر، إضافة إلى ذلك، الانتقال إلى أبوظبي في ظل انتشار جائحة كوفيد-19، الأمر الذي زاد الأمور تعقيدًا.

يروي الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عاماً تجربته قائلاً: “وصلتُ في نوفمبر 2020، لذا اضطررنا إلى الالتزام بالحجر الصحي لمدة 14 يوماً، لكنهم وضعونا في فندق وأعطونا حقيبة فيها ما لذّ وطاب، فأثاروا إعجابي منذ اللحظة الأولى. عندما خرجتُ من الحجر الصحي، لفتتني طريقة تَعامُل الدولة مع الجائحة، إذ كانت الإغلاق العام كان لا يزال مفروضاً في بلادي”.

ويكمل تونر سرد تجربته قائلاً: “سُررتُ جداً أنه كان بإمكاني الخروج للتجول. وأذكرُ أنني تواصلتُ مع أهلي وأصدقائي عبر برنامج ‘زوم’ عند عودتي إلى المنزل بعد أن حلقتُ شعري. فافترضوا أنني طلبتُ من طالب آخر أن يقوم بهذه المهمة، فذهلوا من استمرار استقبال الحلاقين للزبائن. منذ البداية كنتُ سعيداً جداً بتلك الحرية لأنني كنت محتجزاً لفترة طويلة جداً”.

بالنسبة إلى كيفن، الذي درس سابقًا في الولايات المتحدة الأمريكية وقضى فترة تدريب في كلٍ من الهند وبولندا، لم يكن الانتقال إلى بلد آخر بالمهمة الصعبة. ومع أنه الطالب الأيرلندي الوحيد، إلا أنه وجد نفسه منصهراً في بوتقة التنوع في أبوظبي، بعد أن كان تلميذًا في مدرسة القديس باتريك في بلدة ماهيرا الأيرلندية.

إذ يشرح قائلاً: “ينحدر الطلاب من أماكن متنوعة جداً من حول العالم، وهو أمر مثير للاهتمام لفتني عند تقديم طلب الالتحاق بالجامعة. فأنا أستمتع بلقاء أشخاصٍ قادمين من بلدان مختلفة، وقد سُررتُ في البداية بمقابلة هؤلاء الأشخاص من جميع القارات. كما أنني ظننتُ أن اختلاف الثقافة قد يشكل عائقاً بالنسبة إليّ، لكنني لم أواجه أي مشكلات فعلية. فقد كانت تجربتي جيدة، وقد يكون ذلك بسبب رحلاتي المتعددة إلى دول مختلفة، إلا أنها ومن دون أدنى شك عززت من قدرتي على التكيّف. ففي أثناء إقامتي هنا، أصبحت أكثر تقديراً للثقافة وأسلوب الحياة المحلي. فانطلاقًا من أحاديثي مع الآخرين، ومن التعمق في العديد من الجوانب وفهمها، أصبحتُ أفهم الثقافة بشكل أعمق وأدرك تميّزها”.

أما بالنسبة إلى البرنامج الذي التحق به تونر، فهو يركز على استخدام البيانات السابقة لتدريب نموذجٍ ما على اتخاذ القرارات، وهو يعطي مثالاً حول تأمين القرض لتوضيح ذلك، فيقول: “أنتَ تحاول بشكل أساسي التنبؤ بالبيانات الجديدة. وستحمل البيانات السابقة تسميات، ومثال على ذلك الحصول على قرض. ستكون على علمٍ بجميع الخصائص، وربما ستعرف في النهاية إذا ما كان أحدٌ ما سيتخلف عن سداد قرضه. وكلما أتاك عميل جديد، ستدرّب الآلة على استخدام التسميات، فباستطاعتها دراسة الجنس والعمر والوظيفة، وأن تقرر مدى احتمالية تَخلُّف ذلك الشخص عن سداد قرضه”.

ويكمل تونر حديثه قائلاً: “عملت على العديد من المشاريع، منها الكشف عن ارتداء الشخص لقناع الوجه في الصور. وقد تمحورت مشاريعي حول جوانب مختلفة من الحياة اليومية، بما في ذلك محاولة التنبؤ بأسعار الأسهم في المستقبل”.

لقد أصبح مجال الذكاء الاصطناعي متقدماً جداً في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تسعى الحكومة جاهدةً إلى تطوير التكنولوجيا، وقد تأسست جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في إطار هذا المسعى الدؤوب.

إلا أن تونر أشرف على العودة إلى موطنه بعد أن أنهى دراسته. وهو يتطلع إلى العودة، قائلاً: “آمل أن أعمل في شركة ألعاب في موطني. فأنا أطمح للعمل في مجالَيْ تطوير الألعاب وعلم البيانات، لأنهما مرتبطان. فأنا أتطلع إلى الحصول على شهادتي وإلى تطبيق ما تعلمته في حياتي المهنية. إذ أرغب في استخدام الغاية من علم الحاسوب – أي البرمجة – واستخدام جانب العمل مع البيانات من مجال تعلُّم الآلة. لا أعلم ما هي الفرصة المتاحة أمامي، لكنني أخطط للعثور عليها، وهنا يكمن طموحي بعد التخرج”.

أخبار ذات صلة

thumbnail
Tuesday, November 12, 2024

نظام ذكاء اصطناعي يجمع بين التعلم العميق وخبرة الطبيب للتنبؤ بمآل مرض السرطان

محمد رضوان يشرح كيف يساعد نموذجه التنبئي، HuLP، الأطباء في تقييم كيفية تطور الحالات المرضية بالسرطان لدى.....

  1. الدكتوراه ,
  2. الرعاية الصحية التنبئية ,
  3. MICCAI ,
  4. الرعاية الصحية ,
  5. بحوث الطلاب ,
  6. تعلّم الآلة ,
اقرأ المزيد
thumbnail
Thursday, November 07, 2024

أخبار الخريجين: ذكاء اصطناعي متاح للجميع

بعد حصوله على الماجستير في الرؤية الحاسوبية، أحمد شرشر – طالب الدكتوراه – يسعى إلى تمكين الجميع.....

  1. الدكتوراه ,
  2. الوصول ,
  3. أخبار الخريجين ,
  4. كفاءة الطاقة ,
  5. الرعاية الصحية ,
  6. الخريجون ,
  7. الرؤية الحاسوبية ,
اقرأ المزيد
thumbnail
Thursday, October 31, 2024

أفكار ملهمة: تيسير الالتزام بنظام غذائي صحي

وفاء الغلابي وأومكار ثوكار، طالبا الدكتوراه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يتجهان نحو إحداث تحول.....

  1. مركز حضانة وريادة الأعمال ,
  2. أخبار الطلاب ,
  3. الابتكار ,
  4. IEC ,
  5. student highlights ,
  6. الصحة ,
  7. innovation ,
  8. health ,
  9. entrepreneurship ,
  10. ريادة الأعمال ,
اقرأ المزيد