بداية، هلَّا قدمت لنا نفسك وأطلعتنا عن قصة تأسيس شركة LibrAI الناشئة؟
بكل تأكيد، معكم شُو دُونغ هَان، حاصل على الدكتوراه من جامعة ملبورن ومؤسس شركة LibrAI الناشئة المتخصصة في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات استخدام هذه التكنولوجيا. قبل تأسيسي لـ ’LibrAI‘، كرست خمس سنوات من حياتي لبحوث سلامة الذكاء الاصطناعي، وأسهمتُ بأوراقَ بحثية في مؤتمرات مرموقة عدة تُعنَى بمعالجة اللغة الطبيعية مثل مؤتمر ICLR، وACL، وEMNLP، و .NAACLكما أسهمت في تطوير FairLib، أول حزمة أدوات مفتوحة المصدر لتقييم وتعزيز عدالة تطوير الشبكات العصبية العميقة وتشغيلها.
تاريخ تأسيس شركة ’LibrAI‘ يعود للحظة فارقةٍ في ديسمبر من عام 2023 الذي شهد إطلاق أول إصدار لـ “شات جي بي تي”. لقد شكل هذا التاريخ بالنسبة لي منعطفاً جعلني أُدرك أن وتيرة التقدم السريعة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يقابلها بطء في وتيرة تطور مقاييس سلامة وأخلاقيات استخدام هذه التكنولوجيا. وقد دفعني اكتشاف هذه الفجوة إلى التحول من العمل البحثي والاتجاه نحو إيجاد حلول عملية لهذه المشكلة.
كانت البداية بفكرة طموحة اسمها ’LibrAI‘ شاركتها مع البروفيسور تيموثي بالدوين الذي لم يكتف بمباركتها، بل كان على استعداد لأخذها على عاتقه ضمن فريق عمل عرف بسرعة انضمام أعضاء جُدد إليه بما فيهم هونان ويوشيا؛ وهكذا انطلقت رحلة حلم تأسيس شركة ’LibrAI‘ التي تحولت شيئا فشيئاً إلى حقيقة بفضل رؤية واضحة وبالكثير من العمل الدؤوب. تَعزَّزَ أيضاً فريقنا بانضمام عدد من المواهب، ونحن الآن فريق عمل يتكون من سبعة أشخاص، كل منا يضيف لمسته في انسجام مع روح الفريق الواحد الذي يسعى إلى جعل استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي استخداماً مسؤولاً بقدر ما هي تقنية ثورية.
ما سر اهتمامكَ بسلامة الذكاء الاصطناعي ولماذا ترى أنها بالغة الأهمية في الوقت الحاضر؟
اهتمامي بسلامة الذكاء الاصطناعي لم يكن وليد لحظة إدراك فحسب، بل أتى إثر سلسلة ملاحظات ووقائع مثيرة للقلق؛ مثل واقعة آلية “أمازون” المؤتمتة للتوظيف التي تبين عام 2016 أنها تُمارس مَيزاً ضد النساء أو أداة “كومباس” في عام 2017 التي يستخدمها القضاة وضباط الإفراج المشروط لتقييم احتمالية عودة المدعى عليه إلى ارتكاب الجريمة، والتي تبين تحيزها ضد مجموعات معينة من المتهمين؛ وكل هذه الحالات شكلت بالنسبة لي ناقوس خطر.
ولمعالجة هذه التحديات التي يطرحها استخدام الذكاء الاصطناعي، أعتقد أنه يجب علينا التفكير في مقاربات جديدة بالكامل، وريادة استخدام تقنيات متقدمة، وتبادل الأفكار حول حلول مبتكرة لم نفكر فيها من قبل حتى نتمكن من ضمان أن مسيرنا في اتجاه المستقبل لا يكون فيه التركيز منصباً على تطوير أدوات أكثر ذكاء فحسب، بل كذلك أدوات آمنة أكثر.
طموحونا ليس مستقبل واعداً بالكثير فحسب، بل أيضاً نريده مستقبلاً آمناً للجميع.
يعد أداء نماذج الذكاء الاصطناعي وسلامتها وموثوقيتها من الجوانب البالغة الأهمية، فهلَّا شرحت لنا أوجه الاختلاف بينها وما سبب أهميتها بالنسبة لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟
شأن نماذج الذكاء الاصطناعي، شأن سيارات سباقات الرالي حيث الأداء يتطلب السرعة والدقة؛ والموثوقية تتطلب ضمان قدرة سيارتك على التعامل مع الأجواء المطيرة والصقيع وأي ظروف أخرى؛ فيما السلامة تعني ضمان أن سيارتك التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لا تقرر الانعطاف باتجاه المتفرجين.
هدفنا المثالي هو ليس النجاح في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي سريع وموثوق بدرجة كافية لسباق الرالي فحسب، بل الأهم من ذلك كله هو أن يكون النموذج آمناً عند استخدامه!
هلَّا قربت قراءنا من التحديات الأساسية التي تواجه سلامة نماذج الذكاء الاصطناعي وموثوقيتها وشرحت لنا السبب في ذلك؟
جوابا على تساؤلك، دعنا نتخيل معاً أننا نحاول تعليم روبوت طريقة تحضير الشاي بشكل مثالي. يبدو الأمر بسيطا، أليس كذلك؟ في الحقيقة الأمر أعقد مما قد يبدو عليه، وتحديات تدريب هذا الروبوت تشبه إلى حد كبير ما نواجهه اليوم في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي وموثوقيته، ويتعلق الأمر بمستويين:
ما نريده من الذكاء الاصطناعي هو أن يكون قادراً على التكيف والعمل بشكل جيد في ظل ظروف ومواقف متغيرة أو مستجدة، تمامًا على غرار الروبوت في المطبخ الجديد الذي يحتاج إلى التكيف معه.
هلَّا أوضحت لنا نهج شركة LibrAI في تعزيز سلامة الذكاء الاصطناعي وما يميز حلولها عن باقي الحلول المتاحة؟
ننظر في ’LibrAI‘ إلى نماذج الذكاء الاصطناعي باعتبارها مجموعة من الأطفال الذي يمتلكون قدرات خارقة، غير أنهم – مع الأسف – لا يفهمون تماماً ضوابط السياق الذي وُجِدُوا فيه. ولا يمكننا، على هذا الأساس، أن ننتظر من أطفال الالتزام بقواعد لا يمكنهم حتى فهمها – وأعني بهذا، القواعد التي تحكم حياتنا.
وللتحكم في هؤلاء الخوارق سنحتاج قواعد خارقة، ولذا نؤمن في ’LibrAI‘ بالتحكم في الذكاء الاصطناعي بالذكاء الاصطناعي. الحل الذي نقدمه هو ’TrustLib‘ الذي يشبه دوره دور “البروفيسور إكس”، حيث يلعب ’TrustLib‘ دور المعلم المتمرس الذي لا يُعَلِّم هؤلاء الخوارق فقط كيفية استخدام قدراتهم بشكل مسؤول، بل يزودهم أيضاً ببوصلة أخلاقية تساعدهم على فهم السياق الذي وُجِدُوا فيه.
هلَّا أطلعتنا باختصار عن استراتيجية ’LibrAI‘ للترويج لحلولها؟
لقد أنشأنا تطبيق ويب يوفر للمستخدمين وصولا سلسا إلى باقة منتجاتنا بأكملها. وسنعمل، قريبا، على إطلاق واجهة برمجة التطبيقات (API)، ستُمكننا من تحقيق التكامل السلس بين خدماتنا وعمليات التطوير والتشغيل لمنتجات ذكاء اصطناعي مختلفة تماما نوفرها.
هلا حدثتنا عن شراكات LibrAI في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي وقطاعه، وكيف تعزز هذه الشراكات نوم الشركة؟
لدينا شراكات مع أفضل الجامعات بما فيها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة ملبورن، بالإضافة إلى شراكات مع عدد من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي تشمل شركة “مون شوت” وشركة PuppyAgent التي تدعم وتعزز الحلول المبتكرة التي نطورها من خلال أحدث التقنيات وآخر مستجدات البحوث المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتمكننا هذه الشراكات فعلا من إحداث الفارق بالنسبة لعملائنا من خلال ما نوفره لهم من منتجات وحلول مبتكرة نضعها رهن إشارتهم وبين أيديهم.
ما الدور الذي لعبته جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في الدفع بعجلة تطور شركة LibrAI الناشئة؟ ولماذا اخترت أن تبدأ رحلة أعمالك معها؟
شهد مركز حضانة وريادة الأعمال في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ميلاد LibrAI وأول خطواتها بفضل دعم من الجامعة وكوادرها التي أسهمت إسهامات لا تقدر بثمن في بنائها بأفكار مبتكرة وتوجيه مسار تطورها خلال مراحل تأسيسها وتشغيلها.
اختياري تأسيس شركة LibrAI في مركز حضانة وريادة الأعمال في الجامعة كان اختياراً بديهيا لأسباب عدة من بينها احتضان الجامعة لبعض من ألمع الخبراء المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي الذين يمكنك مناقشة أفكارك معهم في بيئة تدور رحاها حول تعزيز الابتكار والسلامة في الذكاء الاصطناعي.
وبالإضافة إلى بيئة الجامعة الملهمة، فإن نشأة الشركة في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في الإمارات في حد ذاته يعد قيمة مضافة بحكم الاهتمام الخاص الذي توليه الدولة للتكنولوجيا والابتكار، وحرصها على توفير بيئة أعمال ملائمة للشركات الناشئة.
كيف تتصور آفاق تطور مجال سلامة الذكاء الاصطناعي وما هو الدور الذي ستلعبه في نظرك شركة LibrAI؟
أعتقد أن تقدم مجال سلامة الذكاء الاصطناعي، يجب التأسيس له من منطلق رؤية موحدة نسعى جميعا من خلالها إلى تطوير هذا المجال الجديد الذي سيظل النجاح فيه رهينا بنوعية وجودة فرق العمل التي سترفع تحدياته وستواجه تطوراته المتسارعة من خلال التنفيذ الفعال لاستراتيجيات عمل قوية. وبدورنا في LibrAI سنعمل جاهدا على بذل وضع بصمتنا الخاصة في هذا المجال، والإسهام الفاعل في تطوير معاييره موازاة مع التطورات التي تعرفها تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي.
ولدي ثقة كبيرة في فريق عملنا وفيما تمكنا من تحقيقه إلى حد الآن، وفي علاقات التعاون القوية التي تمكنا من إرسائها مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لدعم جهودنا لتخطي التحديات التي يطرحها مجال سلامة الذكاء الاصطناعي. كما أنني أعتقد أن شراكتنا مع الجامعة لا تشكل فرصة بالنسبة لنا للإثراء النقاش حول هذا الموضوع، بل تمكننا أيضاً من ريادة تشكيل مستقبل مجال سلامة الذكاء الاصطناعي.
وفاء الغلابي وأومكار ثوكار، طالبا الدكتوراه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يتجهان نحو إحداث تحول.....
بوجا خوسلا، مؤسسة شركة ’انتيليجنت‘، تتحدث عن كيف ساعدتها خلفيتها في علوم البيانات والاقتصاد القياسي والأكاديميا في.....
بدعم من مركز حضانة وريادة الأعمال في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، فازت الإماراتية شما الساعدي،.....