كانت شما الساعدي تواجه صعوبة في الحديث أمام جمهور، والتحدث باللغة الإنجليزية قد يثير لديها نوبة ذعر. ولكنها تفوقت مؤخراً على أكثر من 300 مشروع تقدمت للحصول على جائزة تحدي روّاد الأعمال الذي نظمته وزارة التربية والتعليم من خلال تطبيقها العلاجي الجديد “Limb”.
تقول الخريجة الحاصلة على الماجستير من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: “كان أكبر نصر لي، إلى جانب الجائزة النقدية، هو قدرتي على تقديم شرح كامل عن تطبيق “Limb” والتحدث أمام لجنة التحكيم دون أن ينتابني الذعر. شعرت بفخر كبير بالتطبيق لدرجة أنني واصلت الحديث ولم أتوقف حتى قالوا لي إن الوقت المخصص لي انتهى”.
تحول في العلاج الطبيعي
طوّرت الساعدي تطبيق ” Limb” بهدف جعل العلاج الطبيعي متاحاً بشكل أكبر ومرونة أكثر وتكلفة معقولة. فقد كانت ترافق والدتها وجدتها للعلاج، وشهدت التحديات التي واجهتهما وتأثيرها على تعافيهما. مما دفعها لتطوير “Limb”، وهو تطبيق مدعوم بالذكاء الاصطناعي يسهل على المرضى تنفيذ تمارينهم، ويسهل على المعالجين مراقبة العلاج.
يقارن تطبيق “Limb” أداء المريض للتمارين مع نموذج ثلاثي الأبعاد لتصحيح وضعيته وإعطائه ملاحظات للتحسين والإشارة إلى أي مشكلات رئيسية. ويتميز النموذج الثلاثي الأبعاد في التطبيق بأنه قابل للتخصيص بدرجة كبيرة، بعكس التطبيقات الأخرى، حيث تهدف الساعدي لتجنب شعور المرضى الذين يعانون من صعوبات في الحركة بالإحباط مع مرور الوقت بسبب اتباع نموذج صحي عام.
يستخدم أخصائيو العلاج الطبيعي الواجهة البرمجية للتطبيق “Limb” لمتابعة تقدم مرضاهم، ورصد التنفيذ غير الصحيح أو مستويات الألم المرتفعة، وتعديل خطط تمارين المرضى بناءً على هذه البيانات.
من الفكرة إلى التطبيق
على الرغم من كل العمل الشاق الذي قامت به الساعدي، فهي تنسب الفضل للآخرين وتشكرهم على دعمهم الذي مكّنها من تحقيق هذا الإنجاز، حيث تقول: “لعبت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في اكتسابي الثقة بالنفس. وهي لم تقدم لي المعرفة فحسب، بل وفرت أيضاً جلسات حوارية وندوات ومحاضرات وفرصة للقاء مؤسسي شركات ناشئة.
أتمت الساعدي دورة ريادة الأعمال في مركز حضانة وريادة الأعمال بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، حيث شاركت في ورش عمل عن مواضيع مثل التفكير التصميمي والخطابة.
وبدعم من المشرف عليها، جعلت الساعدي نموذجها الثلاثي الأبعاد المخصص محور أطروحتها في الماجستير في الرؤية الحاسوبية، باستخدام تقدير وضعية الجسم ونموذج توليدي لتحويل النص إلى صورة.
ترى الساعدي أن فرص التعارف التي أتاحتها لها الدورة كان لها تأثير كبير على عملها أيضاً، مشيرة إلى أنها اكتسبت ثقة كبيرة بالنفس من خلال تبادل الأفكار مع أقرانها. في المقابل، أكد هاوشن صن من مركز حضانة وريادة الأعمال أن الفائدة كانت متبادلة، حيث قدمت الساعدي خبرتها لمساعدة مؤسسي الأعمال الآخرين في نفس المجموعة على صقل أفكارهم أيضاً.
عقلية رائد الأعمال
قدم المرشدون للساعدي دفعة قوية للبدء، خاصة جاي صادق من فورتي جارد، حيث حجز فريق الخدمات المهنية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي موعداً للساعدي مع صادق بعد أن ألقى محاضرة في الجامعة. وتوضح الساعدي أنها كانت مترددة في البداية: “قلت له إنني أريد تأسيس شركة، ولكنني لا أعرف إن كانت هذه خطوة صحيحة، لأنه ليس لدي خبرة كافية. فأقنعني أن هذا أمر طبيعي، حيث يشعر المرء أنه لا يعرف ما يفعل. ولكنه إذا كان يؤمن بما يريد تقديمه، فسيكون قادراً على القيام بذلك”.
وتابعت قائلة: “طلب مني أن أكون مستعدة ذهنياً، لأنني سأواجه أوقاتاً صعبة، وعلي تجاوزها. فقلت: حسناً، سأكون مستعدة. سأستعد، وسأفعل ذلك”.
بسبب لحظات كهذه، تعتقد الساعدي أن الوقت الذي أمضته في الجامعة ساهم في رسم مستقبلها، حيث تقول: “كان الالتحاق بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أحد أفضل القرارات التي اتخذتها على الإطلاق”.
وعند سؤالها عن أهم الخصال في رائد الأعمال الآن، أجابت: إيمان المرء بفكرته إيماناً كاملاً، والتفكير في المستخدم، والسعي “لتحسين المنتج للأشخاص الذين يحتاجون إليه مهما كانت العقبات”.
تؤكد الساعدي أيضاً على أهمية التواضع والحرص على الاستفادة من الملاحظات القاسية: “أنا أعمل على هذا الأمر. وأعتقد أنني أحقق تقدماً جيداً. في إحدى المرات شعرت بانزعاج شديد بسبب إحدى الملاحظات، ولكنني فكرت فيها ملياً فوجدت أنها في الواقع مفيدة جداً. فالإنسان يتعلم بشكل مستمر”.
الخطوة التالية:
تهدف الساعدي إلى إنشاء نموذج عملي لتطبيق “Limb” وواجهة برمجية للتطبيق في الأشهر الستة المقبلة، ثم إبرام شراكة مع إحدى المستشفيات لتجربته واختباره. ولكنها تدرك أيضاً القيود التي تواجهها باعتبارها المؤسِّسة الوحيدة، حيث يجب عليها أن تقرر الجوانب التي تستثمر فيها وقتها، والجوانب التي ينبغي فيها استثمار المال والاستعانة بأصحاب الخبرة.
تنصح الساعدي رواد الأعمال الطموحين الذين يلتحقون بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أن يخبروا أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة عن اهتمامهم بريادة الأعمال منذ البداية، وترجيح عقلية ريادة الأعمال على العقلية البحثية. كما توصيهم بحضور جميع المحاضرات والفعاليات المتعلقة بمجال اهتمامهم، والعثور على مرشدين مناسبين، وتكوين علاقات مهنية.
وطبعاً محاولة الموازنة بين العمل والأسرة والصحة، حيث تقول: “استمع إلى جسدك”. هذه رسالة مهمة فعلاً من مؤسِسة شركة “Limb”.
محمد رضوان يشرح كيف يساعد نموذجه التنبئي، HuLP، الأطباء في تقييم كيفية تطور الحالات المرضية بالسرطان لدى.....
اقرأ المزيدبعد حصوله على الماجستير في الرؤية الحاسوبية، أحمد شرشر – طالب الدكتوراه – يسعى إلى تمكين الجميع.....
وفاء الغلابي وأومكار ثوكار، طالبا الدكتوراه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يتجهان نحو إحداث تحول.....