يشكل التعامل مع المعلومات المضللة أحد أهم التحديات التي يواجهها مجتمع المعلومات، وهو يستلزم تزويد مستخدمي الحواسيب بأدوات فاعلة تساعدهم على التعرّف على المعلومات المضللة والكشف عنها. ولكن أنظمة معالجة اللغات الطبيعية الحالية، بما في ذلك بحوث تدقيق الحقائق التابعة لها، لا تلبي التوقعات في السيناريوهات الواقعية. نعرض في هذه الجلسة الأسباب التي حالت دون أن تؤدي الأعمال السابقة في مجال تدقيق الحقائق إلى تطوير أدوات مفيدة فعلياً لإدارة المعلومات المضللة ونناقش العمل الذي نقوم به للوصول إلى حلول واقعية. وتعتبر أنظمة معالجة اللغات الطبيعية باهظة الثمن من ناحية التكلفة المالية والحوسبة والقوى العاملة اللازمة لإنتاج البيانات التي تتطلبها عملية التعلم. لذلك، يسعى بحثنا إلى اكتشاف الموضوعات الناشئة للمعلومات المضللة من أجل حصر التركيز البشري على الأمثلة الجديدة والأكثر خطورة. تستند الطرق المؤتمتة للتحقق من الادعاءات على مجموعات البيانات الكبيرة وعالية الجودة. وبهدف تحقيق هذا الغرض، لقد طورنا أصلين نصيين لتدقيق الحقائق يأخذان في الاعتبار وثائق الأدلة الأكبر ويقتربان أكثر من مكافحة المعلومات المضللة على أرض الواقع. بالإضافة إلى ذلك، يقارن بحثنا بين قدرات الطرق المؤتمتة القائمة على معالجة اللغات الطبيعية من جهة وبين عمل البشر الذين يدققون في الحقائق لنكتشف التوجهات الأساسية للبحوث في المستقبل. وبهدف تصحيح المعتقدات الخاطئة، نتعاون مع خبراء في العلوم المعرفية وعلم النفس من أجل اكتشاف مواقف التردد في أخذ اللقاحات والاستجابة لها وتشجيع الأفراد المعادين للقاحات على تغيير مواقفهم باستخدام استراتيجيات تواصل فاعلة.
إرينا غوريفيتش (دكتوراه، 2003، جامعة دويسبورغ إيسن، ألمانيا) هي أستاذة في علوم الحاسوب ومديرة لمختبر معالجة المعرفة الكلية في جامعة دارمشتادت التقنية في ألمانيا. تركز اهتماماتها البحثية على تعلم الآلة لفهم اللغات على نطاق واسع وعلم دلالة الألفاظ للنصوص. وحصلت غوريفيتش على جوائز متعددة، منها جائزة الزمالة من جمعية اللسانيات الحاسوبية لعام 2020 وأول جائزة رئاسة متميزة من المبادرة العامة لتنمية التميز في العلوم والاقتصاد في ولاية هسن لعام 2021 (2.5 مليون يورو). وهي مديرة مشاركة لبرنامج معالجة اللغات الطبيعية في المختبر الأوروبي للتعلم والأنظمة الذكية، وهي شبكة أوروبية للتميز في مجال تعلم الآلة. وهي تشغل حالياً منصب نائب مدير جمعية اللسانيات الحاسوبية. حازت غوريفيتش مؤخراً المنحة المتقدمة من مجلس البحوث الأوروبي المرموقة جدًا وحصلت على 2.5 مليون يويو من المجلس لمشروعها بعنوان "بين النصوص - نمذجة النص كشيء حي في السياق العابر للوثائق".
واحدة من بين نقاط قوة تقنيةٍ مثل تكنولوجيا معالجة اللغة الطبيعية هي قدرتها على تنفيذ مهامَ تتسم.....
اقرأ المزيد