تصدرت نماذج اللغات الكبيرة المشهد العالمي بفضل روبوت الدردشة الذي طورته شركة “أوبن إي آي” المعروف باسم “شات جي بي تي”، والذي يمكنه إنشاء محتوى مكتوب غني ونابض بالحياة يحاكي أسلوب كتابة الإنسان. لكن للأسف، فإن بناء مثل هذه الروبوتات وصيانتها يُعتبران غير مستدامين من الناحية المالية والبيئية، حيث تصل تكاليف الحوسبة إلى عشرات ملايين الدولارات سنوياً، فيما تُعتبر البصمة الكربونية التي تنتج عنها مماثلة لتلك التي تنتج عن مدينة صغيرة.
بناءً عليه، بدأ التعاون العالمي بين الباحثين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة كاليفورنيا بيركلي وجامعة كارنيجي ميلون وجامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا سان دييغو، بهدف معالجة مشكلة التكاليف غير المستدامة لروبوتات الدردشة، وذلك من خلال إنشاء “فيكونا“، وهو روبوت دردشة مفتوح المصدر بتكلفة وانبعاثات كربون أقل بـمئة مرة عن “شات جي بي تي”. إذ يتمتع “فيكونا” بقدرة تنافسية عالية مع “شات جي بي تي” وروبوت الدردشة “بارد” من غوغل، حيث سجل حوالي 90٪ في تقييمات اللغة الشخصية، مما يجعله أقوى بديل معروف ومتاح للجمهور لروبوتات الدردشة.
فنظراً إلى أن نسبة الحجم للطاقة صغيرة جداً، يمكن لروبوت الدردشة “فيكونا” أن يعمل بسهولة مع مسرّع واحد حديث لوحدة معالجة الرسوميات، مقارنة بالعشرات من وحدات معالجة الرسومات التي يحتاجها “شات جي بي تي”. لذا، ليس من المستغرب أن يلقى “فيكونا” هذه الضجة الكبيرة بين عشية وضحاها نظراً إلى سهولة استخدامه. إذ حصل موقع “غيثوب فيكونا” مفتوح المصدر على أكثر من 12,000 نجمة في أسبوعين فقط، فيما استغرق “ستيبل ديفيوجن” 15 شهراً للوصول إلى 50,000 نجمة.
لا بد من الإشارة إلى أنه تمت تسمية روبوت الدردشة “فيكونا” على اسم حيوان قريب من اللاما. إذ تم إنشاؤه باستخدام نموذج برنامج الذكاء الاصطناعي “لاما”، الذي أطلقته شركة “ميتا” في فبراير 2023، كقاعدة، ثم تم ضبطه وفقاً للمحادثات التي يشاركها المستخدمون. ويقدم “فيكونا” إجابات تصل جودتها إلى 90٪ من الجودة الشخصية لـ “شات جي بي تي”، وذلك بجزء بسيط من ميزانية الطاقة وبصمة الذاكرة. والجدير بالذكر أن “فيكونا” مفتوح المصدر، بحيث يمكن للجميع استخدامه للمساعدة في إنشاء المحتوى بطرق صديقة للبيئة، إذ إنه متاح للجمهور عبر الموقع الإلكتروني: https://vicuna.lmsys.org/
يُذكر أن “فيكونا” يحتوي على حوالي 13 مليار مُعامِل، مما يجعله يعمل مع مسرّع واحد حديث لوحدة معالجة الرسوميات، فيما من المقدّر أن “شات جي بي تي” يحتوي على ما يتراوح بين عدة مئات من المليارات وأكثر من تريليون مُعامِل (لم تنشر شركة “أوبن إي آي” أي تفاصيل حول الموضوع). وتكمن أهمية هذا الاختلاف في أنه من المتوقع أن تؤدي نماذج اللغة الكبيرة التي تحتوي على المزيد من المُعامِلات إلى نتائج أفضل، وهو ما تؤكد عليه شركة “أوبن إي آي” عند وصف النموذجين السابقين “جي بي تي-2″ و”جي بي تي-3”. لذا يأتي “فيكونا” ليدحض هذه المعلومة وليبيّن أنه يمكن إنشاء برنامج دردشة أرخص بكثير وأكثر استدامة، من دون المساس بعامل الجودة.
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة الضاد في لفتَتٍ يقف فيها العالم.....
فريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة موناش يبحث في مدى قدرة النماذج اللغوية.....
اقرأ المزيدفريق بحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يفوز بجائزة تقديرية عن دراسة بحثية تشجع الباحثين.....