استضاف البروفيسور فخري كراي، عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، حواراً تفاعلياً استعرض في خلاله نبذة عن تاريخ الذكاء الاصطناعي وأبرز التطورات في هذا المجال، وركز بشكلٍ خاص على الذكاء الاصطناعي التشغيلي. ويبشر الخبراء ببدء عصر تكنولوجي جديد قد يتزامن مع فجر الثورة الصناعية الرابعة، وهذا تحوّل يصبح واضحاً عند النظر في الإنجازات اللافتة التي تم تحقيقها في هذا القطاع.
ومن المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 15 بالمئة بحلول عام 2025، أي ما يتجاوز 15 تريليون دولار سنوياً. ونقف اليوم على أعتاب تطورات تكنولوجية ثورية يدفعها التقدم المحرز في مجالَي تعلُّم الآلة والذكاء الاصطناعي. ولقد أثرت هذه التطورات على الابتكارات التكنولوجية الأخرى المنجزة في مجال إنترنت الأشياء، والآلات ذاتية القيادة، والمساعدين الافتراضيين، والواجهة الذكية للتفاعل بين الإنسان والآلة، وفهم الكلام واللغات الطبيعية، وعلم الروبوتات الإدراكي، وأنظمة الرعاية الافتراضية، والصحة الإلكترونية، والتكنولوجيا المالية، وغيرها الكثير.
وفيما يشكل الذكاء الاصطناعي مظلة ينضوي تحتها العديد من التقنيات وثيقة الترابط، التي تهدف بمجملها إلى محاكاة السلوك البشري الذكي أو عملية صنع القرار إلى حد ما، تعتبر خوارزميات التعلُّم العميق القوة التي تدفع النمو الهائل للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في كل القطاعات العلمية والتكنولوجية تقريباً، من تشخيص الأمراض، إلى مراقبة الرعاية الصحية عن بعد، والتنبؤ بتغيرات الأسواق المالية، والمركبات ذاتية القيادة، والروبوتات الاجتماعية ذات المهارات الإدراكية، والتصنيع الذكي، والمراقبة، والأمن السيبراني، وأنظمة التنقل الذكية. وتسلط الجلسة الضوء على المحطات البارزة التي أدت إلى النمو الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتتناول عدداً من أهم الإنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي التشغيلي، بالإضافة إلى التوجهات المستقبلية. تسرد الجلسة أيضاً التحديات التي تحول دون جعل الذكاء الاصطناعي التشغيلي أداة نافعة للبشر وآمنة للمجتمع.
قبل انضمامه إلى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كعميد لها وأستاذ في تعلّم الآلة، شغل البروفيسور كراي منصب المدير المشارك في معهد واترلو للذكاء الاصطناعي التابع لجامعة واترلو في كندا، والذي كان من مؤسسيه، إضافة إلى منصب مدير بحوث الذكاء الاصطناعي المموّلة من شركة "لوبلوز" في قسم الهندسة الكهربائية والحاسوبية في جامعة واترلو في كندا. تتمحور اهتماماته البحثية حول مجالات الذكاء الاصطناعي التشغيلي، والآلات الإدراكية، والتفاعل الطبيعي بين الإنسان والآلة، والأنظمة الذكية وذاتية التحكم. وتشمل التطبيقات العملية لبحوثه: أنظمة الرعاية الافتراضية، الآلات/الروبوتات/المركبات المعرفية وذاتية الإدراك، والتحليلات الاستقرائية في إدارة سلاسل التوريد وأنظمة النقل الذكية. وتم مؤخراً نشر البحوث التي نفذها البروفيسور وفريقه حول فهم سلوك السائقين وتوقّعه استناداً إلى التعلُّم العميق في صحيفة "واشنطن بوست" ومجلة "وايرد" وصحيفة "جلوب آند ميل" وراديو "سي بي سي" وقناة "ديسكفري" الكندية. وكرّمت جمعية تكنولوجيا المركبات التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات البروفيسور كراي مؤخراً تقديراً لجهوده غير المسبوقة في مجال تحسين توقعات التدفق المروري من خلال معلومات الطقس في السيارات المتصلة بالإنترنت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلُّم العميق. كما منحته الجمعية جائزة أفضل ورقة بحثية حول النقل البري لعام 2021.
واحدة من بين نقاط قوة تقنيةٍ مثل تكنولوجيا معالجة اللغة الطبيعية هي قدرتها على تنفيذ مهامَ تتسم.....
اقرأ المزيد