إرينا غوريفيتش تفوز بجائزة ميلنر 2025 - MBZUAI MBZUAI

إرينا غوريفيتش تفوز بجائزة ميلنر 2025

الجمعة، 21 نوفمبر 2025

فازت الدكتورة إرينا غوريفيتش، الأستاذة المتعاونة في قسم معالجة اللغة الطبيعية بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بجائزة ومحاضرة “ميلنر” لعام 2025 المقدّمة من الجمعية الملكية البريطانية، وهي من أرفع الجوائز الأوروبية في مجال علوم الحاسوب.

وكانت الجمعية الملكية البريطانية قد أطلقت جائزة “ميلنر” في عام 2012 بدعم من “مايكروسوفت ريسيرش”. وهي تحمل اسم رائد الحوسبة روبن ميلنر، وتُمنح سنوياً لعالم حاسوب أوروبي قدّم إسهامات بارزة في مجاله ويُظهر إمكانات قوية لتحقيق إنجازات رفيعة مستقبلاً. وتُمنح الجائزة بقرار من مجلس الجمعية الملكية بناءً على توصية لجنة جائزة ميلنر، وتشمل ميدالية برونزية ومكافأة مالية قدرها 5,000 جنيه إسترليني (6,500 دولار أمريكي).

وحصلت غوريفيتش على الجائزة تقديراً لإسهاماتها في مجالي معالجة اللغة الطبيعية والذكاء الاصطناعي، التي تجمع بين فهم عميق للغة البشرية والقدرات الإدراكية وأحدث منهجيات تعلم الآلة.

تقول غوريفيتش معلقة على هذا الفوز: “هذه المرة الأولى التي تُمنح فيها جائزة ميلنر لباحث في مجال معالجة اللغة الطبيعية. أشعر بفخر كبير بهذا الإنجاز الذي يُحسب لمجتمعي العلمي بأكمله، ويسعدني أنني استطعتُ الإسهام فيه”.

وتتابع موضحة أهمية هذا المجال: “لقد أصبحت معالجة البيانات الضخمة والمجموعات متعددة الوسائط باستخدام أدوات معالجة اللغة الطبيعية والذكاء الاصطناعي أمراً سائداً اليوم. وسيُشكّل استخدام محركات البحث والنماذج اللغوية الكبيرة جزءاً محورياً من الإلمام بأساسيات الذكاء الاصطناعي. وأنا سعيدة جداً بأن أبحاثي ساعدت بشكل جوهري في تحقيق أثر إيجابي وملموس في العالم”.

وإلى جانب عمل غوريفيتش في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، فهي تشغل منصب أستاذة في جامعة دارمشتادت التقنية في ألمانيا، وأستاذة متعاونة في معهد علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا (INSAIT) في بلغاريا، وأستاذة متميزة في المركز الوطني للأمن السيبراني في ألمانيا (ATHENE). كما أنها زميلة في كل من رابطة جمعية اللغويات الحاسوبية والمختبر الأوروبي للتعلّم والأنظمة الذكية، وحصلت على منحة التميز المقدمة من المبادرة العامة لدعم التميز في العلوم والاقتصاد (LOEWE) بولاية هسن الألمانية في نسختها الأولى.

بحث رائد في معالجة اللغة الطبيعية

يتمثل أحد أبرز إنجازات غوريفيتش في عملها على حساب درجة التشابه بين الجُمل الذي نُشر عام 2019. وهي تشرح ذلك بقولها: “للمرة الأولى، أصبح بإمكاننا حساب التشابه بين الجُمل بكفاءة عالية في كمية ضخمة من النصوص اعتماداً على نماذج لغوية مُدرّبة مسبقاً. ويشكّل هذا الأساس لأساليب الاسترجاع الكثيف، التي تُعدّ جوهر منهجية التوليد المُعزز بالاسترجاع المستخدمة اليوم على نطاق واسع في النماذج اللغوية الكبيرة”.

وتُعدّ غوريفيتش أيضاً من الروّاد في مجال تحليل الحجج، وهي التكنولوجيا التي تتيح تحديد عناصر الحجة في النصوص (مثل الادعاءات والمقدمات والعلاقات). وتشمل أبحاثها الحالية معالجة اللغة الطبيعية، والتعاون اللغوي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي في المجالات المتخصصة، والأمن السيبراني، حيث تدرس كيفية عمل النماذج اللغوية وكيفية جعلها آمنة للاستخدام العام.

ويشكل اهتمامها بضمان الاستخدام الآمن للنماذج اللغوية الأساس لمحور آخر في أبحاثها، وهو المحتوى المضلّل، الذي يُعد أصعب فئة من فئات المعلومات الخاطئة، حيث تكون الحقائق صحيحة من الناحية الفنية، ولكن يجري تقديمها بطريقة تقود إلى استنتاجات خاطئة.

وتوضح غوريفيتش هذا الجانب قائلة: “نقدّم طرقاً جديدة للكشف عن المعلومات المضللة في النصوص والصور والرسوم البيانية. حتى وإن استحال الوصول إلى الحقيقة بشكل جازم في كثير من الحالات، فإن توفير الأدلة اللازمة للجمهور وللنماذج اللغوية الكبيرة كي تتمكن من التحليل والاستدلال هو عنصر أساسي في بناء القدرة على مواجهة المعلومات الخاطئة”.

أهمية السعي لبناء مسار بحثي فريد

في محاضرة “ميلنر” التي ألقتها غوريفيتش خلال حفل تسلّم الجائزة مؤخراً، تحدّثت عن كيفية اكتشاف المحتوى المضلّل وتفنيده. وقد شرحت كيف يعمل فريقها على محاكاة منهجية المدققين البشريين للحقائق، وذلك من خلال التدقيق في هوية مُطلِق الادعاء، والدوافع وراءه، وكيفية استخدام الأدلة أو إساءة استخدامها، وإعادة بناء الفرضيات الخاطئة الكامنة وراء العلوم المُحرّفة، وتطوير أدوات تساعد على وضع الصور في سياقها الصحيح. كما تناولت مشكلة الرسوم البيانية المضلّلة، حيث تُستخدم أساليب مثل المحاور المقطوعة، أو التدرجات غير المتساوية، أو المؤثرات الثلاثية الأبعاد لتشويه المعنى.

وقدّمت غوريفيتش نصيحة للجيل الجديد من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي قائلة: “توقفوا عن السعي لنشر الورقة البحثية التالية. لا أحد سيُخلَّد اسمه بسبب مجموعة من الأوراق البحثية البسيطة والمتتالية. ركّزوا على بناء مسار بحثي فريد، واسمٍ محترم، وسمعة مهنية طويلة الأمد. فكّروا في كيفية معالجة المشكلات الكبيرة والمعقدة وتقسيمها إلى خطوات قابلة للتنفيذ. فكّروا في كيفية تقديم إسهام حقيقي ودائم يذكركم الناس به”.

وعن رؤيتها للمستقبل، تعرب غوريفيتش عن حماسها لاستكشاف التعاون اللغوي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي في المجالات المتخصصة، قائلة: “النماذج اللغوية الكبيرة مبهرة، لكن لا يمكن استخدامها في البيئات المهنية المتخصصة ما لم يشارك الخبير مع الذكاء الاصطناعي في صياغة الحل”.

كما تبدي اهتماماً بدراسة دور المراجعات العلمية في تقييم الأبحاث، متسائلة: “كيف يمكننا تقييم المعرفة الحقيقية التي تضيفها الورقة البحثية بدلاً من الاعتماد على عدد الاقتباسات، وهو معيار يمكن التلاعب به بسهولة؟”.

لكن أكثر ما يشغلها هو مواصلة إحداث أثر فعلي من خلال عملها، حيث تقول: “السبب الذي دفعني لأصبح باحثة أكاديمية هو رغبتي في إحداث تغيير إيجابي في العالم. وهذا ما يحفزني حتى اليوم. فهناك فرص لا حصر لها في مجال معالجة اللغة الطبيعية والذكاء الاصطناعي لتحسين حياتنا، سواء في الرعاية الصحية الشخصية، أو الفرص التعليمية، أو الأمن السيبراني، وغير ذلك الكثير”.

أخبار ذات صلة

thumbnail
الاثنين، 24 نوفمبر 2025

جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون تستكشفان تأثير الذكاء الاصطناعي في الفنون خلال النسخة الرابعة من «مبادرة مَيْلس»

استضافت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون، النسخة الرابعة من مبادرتها.....

  1. HCI ,
  2. culture ,
  3. music ,
  4. Mailis ,
  5. art ,
  6. collaboration ,
  7. creativity ,
  8. partnership ,
اقرأ المزيد
thumbnail
الجمعة، 07 نوفمبر 2025

جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي و «GenBio AI» تفوزان بجائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي 2025

تم تقديم الجائزة إلى البروفيسور لي سونغ، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في GenBio AI وأستاذ تعلم.....

  1. research ,
  2. innovation ,
  3. large language models ,
  4. llm ,
  5. award ,
  6. biology ,
  7. foundation models ,
  8. genbio ,
اقرأ المزيد