المؤسس المشارك لشركة "كريم" يشارك نصائحه عن الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال مع الطلبة والباحثين في الجامعة - MBZUAI MBZUAI

المؤسس المشارك لشركة “كريم” يشارك نصائحه عن الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال مع الطلبة والباحثين في الجامعة

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025

تُمثل “شركة كريم” إحدى أبرز قصص النجاح التقني في الشرق الأوسط، وقد تأسست الشركة في عام 2012، ونمت من خدمة طلب سيارات الأجرة لتصبح أول شركة حاصلة على لقب اليونيكورن (تتجاوز قيمتها مليار دولار) في المنطقة، وتدير اليوم تطبيقاً شاملاً يقدم خدمات النقل وتوصيل الطعام والمدفوعات والمزيد لملايين المستخدمين ضمن 15 سوقاً.

تصدرت الشركة عناوين الأخبار العالمية في عام 2019 عندما استحوذت عليها شركة أوبر مقابل 3.1 مليار دولار، وهو ما يظل أكبر صفقة تقنية في الشرق الأوسط. وفي عام 2023، انفصلت أعمال التطبيق الشامل، مع دعم جديد من مجموعة إي آند (اتصالات والمزيد)، مما أبقى العلامة التجارية راسخة كبطل محلي ومصدر إلهام للشركات الناشئة لجيل كامل من رواد الأعمال بل إن المئات من موظفيها السابقين قاموا بتأسيس مشاريعهم الخاصة في جميع أنحاء المنطقة.

يمثل تطبيق  الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من رحلة شركة “كريم”، والرجل الذي يعرف هذه القصة أفضل من أي شخص آخر هو ماغنوس أولسون، المؤسس المشارك لـلشركة، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي فيها حالياً.

زار أولسون مؤخراً جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وقضى وقتاً مع الطلاب والباحثين في مركز الحضانة وريادة الأعمال، حيث شاركهم كيف يقود الذكاء الاصطناعي نمو شركة “كريم” وقدم نصائح عملية لرواد الأعمال الطموحين مع التركيز بشكل أساسي على أهمية حل المشكلات.

وحث الحضور خلال جلسة حوارية قائلاً “ابدأوا بالمشاكل الحقيقية، وليس بالتكنولوجيا نفسها فأحد أضمن طرق الفشل كرائد أعمال هو أن تمتلك تقنية أو حلاً، ولكنك لا تعرف حقاً ما هو الغرض منه لذا يجب أن تبدأ بتحديد هوية العميل بوضوح شديد وما هي المشكلة التي تحلها له”.

وأضاف أولسون موضحاً وجهة نظره بقصة شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بنت أداة مساعد شخصي عامة، لكنها لم تحقق النجاح إلا بعد تضييق نطاق تركيزها لمساعدة الآباء على إدارة الاتصالات المدرسية. “نفس التكنولوجيا، ولكن حالة استخدام محددة جداً”.

كما دعا أولسون الحاضرين الذين يعملون على نماذج وتطبيقات متطورة يمكن تحويلها إلى حلول تجارية على “التواجد مع المستخدمين المحتملين”، من أجل اكتساب فهمٍ حقيقي لاحتياجاتهم، موضحاً أنه “لا يمكنك معرفة ذلك من بعيد بل عليك أن تكون في قلب الحدث”.

كما تحدى الطلاب أيضاً للتفكير في دوافعهم، وبيّن أن “الخوف أو عقلية الندرة غالباً ما يدفعان الناس. بدلاً من ذلك، نصح رواد الأعمال الطموحين باستبدال الخوف بالفضول، والنجاة بالغاية.

وأضاف “أفضل شيء يمكنك فعله هو معرفة ما تهتم به حقًا، وما أنت شغوف به حقاً، وما هو هدفك. إذا عملت على ذلك، فستحدث أشياء سحرية.”

كيف يعزز الذكاء الاصطناعي شركة كريم

وفي حديثه عن رحلة “كريم” وكيف أن الذكاء الاصطناعي يشغل الآن كل جانب من جوانب عملياتها تقريباً، شرح أولسون نهج “ثلاثة دلاء زائد ثلاثة” الذي يقود الشركة داخلياً وخارجياً.

قال : “الدلو الأول هو المنتجات حيث نحتاج إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة السوق، وتحسين تجربة الدفع، وللحصول على توصيات أفضل، ولجعل التجربة أكثر تخصيصاً”.

أما “الدلو الثاني فهو أننا بحاجة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في طريقة عملنا. ونأخذ بعين الاعتبار التكنولوجيا وخدمة العملاء والتسويق، بالإضافة إلى الأدوات التي يستخدمها فريق المالية والفريق القانوني وفريق الموارد البشرية لدينا.

أمّا الدلو الثالث الرئيسي فهو استخدام الذكاء الاصطناعي لإحداث تحوّل جذري داخل الشركة نفسها. فنحن اليوم نعد تطبيقاً شاملاً، لكن من يدري كيف سيبدو المستقبل؟ من المرجح ألا نعتمد على التطبيقات كما نعرفها الآن، بل سيكون لدينا وكلاء أذكياء (نظم ذكاء اصطناعي مساعدة) يقومون بمهامٍ نيابةً عنّا، لذلك نفكر كثيراً في شكل المستقبل وما يمكن أن يحمله لنا”.

“ثم لدينا ثلاثة دلاء داعمة أوَّلُها البيانات إذ نستثمر كثيراً في بنية البيانات التحتية. والدلو الثاني هو الأدوات. وأخيراً نحتاج إلى وجود العقليات والمهارات المناسبة.

هذا هو إطار عملنا: الذكاء الاصطناعي في منتجاتنا، والذكاء الاصطناعي داخل منظمتنا، والذكاء الاصطناعي لإحداث تغيّر جذري داخل الشركة نفسها — وكل ذلك مدعوم بالبيانات والأدوات والعقلية المناسبة”.

ولإيضاح تأثير هذا النهج، قدّم أولسون مثالاً على استخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء، قائلاً: «يتم التعامل مع 85% من جميع التذاكر بواسطة الذكاء الاصطناعي، والمفارقة أنّ درجة رضا العملاء عن التذاكر التي أجاب عنها الذكاء الاصطناعي أعلى من تلك التي أجاب عنها البشر»، وهو أمرٌ صادم بالفعل”.

“وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته استراتيجية كريم في مجال الذكاء الاصطناعي، فإنّ الواقع الإقليمي كثيراً ما عقد الرحلة — ولا يزال يعقدها — خصوصاً عند التوسع في 15 سوقاً متباينة ومجزأة”.

قال أولسون: “حركة المرور في الرياض وأبوظبي والقاهرة مختلفة تماماً فترى القبطان (السائقون) يتصرفون بشكل مختلف، وكذلك يتصرف العملاء بشكل مختلف اعتماداً على الطقس أو العوامل المحلية الأخرى، وتتغير الأمور بمرور الوقت في كل مدينة. لذلك، يجب أن يتم تدريب الذكاء الاصطناعي الفعلي والتعلم المعزز بشكل محلي للغاية لأن الأسواق تتصرف بشكل مختلف تماماً.

الشركات الناشئة الناجحة بحاجة لمزيج من المواهب

ومن بين النصائح الصريحة التي قدمها أولسون خلال حديثه، كان هناك تحذير من تمجيد دور “المؤسس” فوق كل الأدوار الأخرى.

وأوضح أنه “لا يحتاج الجميع إلى أن يكونوا أو يجب أن يكونوا مؤسسين. إذا كان الجميع مجرد مؤسسين طموحين، فلن تكون هناك شركات”. واقترح أن “الغاية يمكن العثور عليها في العديد من الأدوار – سواء كنت خبيراً تقنياً، أو موظفاً مبكراً، أو شخصاً يطبق الذكاء الاصطناعي لحل تحدٍ تجاري ملح”. وقال: “أنت بحاجة إلى زملاء ينضمون إليك، ويصبحون زميلك الأول أو العاشر أو المائة، ويقولون: أنا أشعر أنني أتواصل مع هذه الغاية، وسأعطيها الأولوية، وسأجعلها غايتي، وسأبذل قصارى جهدي لتحقيقها”.

وخلال حديثه عن موضوع الفرق والمواهب، تحدث أولسون عن المهارات التي تبحث عنها شركة “كريم” مع توسعها في قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي. فمن ناحية، هناك المختصون بحل المشاكل التطبيقية الذين يمكنهم رسم خرائط للعمليات التجارية وتحويلها إلى سير عمل مدعوم بالذكاء الاصطناعي. ومن ناحية أخرى، هناك متخصصون تقنيون عميقون – علماء بيانات ومهندسو ذكاء اصطناعي يمكنهم بناء النماذج وتدريبها. وهذا يعكس برنامج البكالوريوس الجديد في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والذي يقدم مسارين متميزين – الهندسة والأعمال – وكلاهما ضروري، كما قال أولسون، ولا يمكن لأي منهما أن ينجح بمعزل عن الآخر.

وقال أولسون لطلاب البكالوريوس في الهندسة “بالنسبة لأولئك الذين يدرسون المسار التقني، حاولوا اكتساب بعض الحس التجاري حتى تتمكنوا من التواصل مع زملائكم في مجال الأعمال”. ونصح طلاب المسار التطبيقي (الأعمال)”. فقط اصقّلوا مهاراتكم في حل المشكلات. هذا هو كل شيء. لستم بحاجة إلى فهم التقنية – فقط طبقوا الذكاء الاصطناعي”.

بالنسبة لمجتمع الباحثين ورواد الأعمال الطموحين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، كانت الرسالة واضحة: التدريب عالمي المستوى، والفرصة الإقليمية، وخبرة الذكاء الاصطناعي كلها في متناول أيديهم بالفعال، وما يهم بعد ذلك هو الشجاعة والفضول والاستعداد لتحويل الغاية إلى فعل.

وقدم أولسون النصيحة الأخيرة التي سمعها من شريكه المؤسس – مدثر شيخة – والتي تلقاها من مدير مدرسته عندما كان طالباً.

 “أخبره مدير مدرسته إن الحياة تشبه قارب التجديف. أنت تجلس في هذا القارب وتمسك بمجذافين: أحدهما العمل الجاد، والآخر النِّعم والدعاء — أو أي معتقد روحي تؤمن به. وكل مجذاف يكمل الآخر. فإذا اكتفيت بالعمل الجاد فقط، ستجد نفسك تدور في نفس المكان. وإذا جلستَ تنتظر حدوث معجزة دون أن تبذل جهداً، فستدور في الاتجاه المعاكس.

أنت بحاجة إلى كليهما معاً، وأنا أؤمن بذلك تماماً. عليك أن تكون ملتزماً، وأن تدفع نفسك، وأن تُشمِّر عن ساعديك. وفي الوقت نفسه، تذكّر أننا جزء من شيء أكبر. ابحث عمّا في داخلك… ودعه يخرج إلى العالم”.

أخبار ذات صلة