جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة بيركلي تستشرفان مستقبل تعلم الآلة

Monday, March 24, 2025

استضافت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مارس الماضي ورشة عمل مشتركة مع جامعة بيركلي بعنوان “الاتجاهات الناشئة في مجال تعلم الآلة” جمعت نخبة من الخبراء من الطرفين لاستشراف مستقبل تعلم الآلة من خلال استعراض أبحاث رائدة وأساليب متقدمة تُسهم في توجيه هذا المجال سريع التطور.

وقال الدكتور سامويل هورفاث، الأستاذ المساعد في قسم تعلم الآلة بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وأحد منظّمي الورشة، في سياق حديثه عن هدف هذه الورشة: “كان هدفنا الرئيسي من تنظيم هذه الورشة هو إطلاع طلبة الجامعة وأساتذتها على أحدث الأفكار، وتعزيز الحوارات حول سبل التعاون المشترك، والمساهمة في توفير بيئة محفزة للابتكار”.

وأضاف قائلاً: “من الضروري تنظيم ورش عمل من هذا النوع، لأنها تتيح تفاعلاً مباشراً بين خبراء عالميين وطلابنا، مما يعزز تبادل المعرفة، ويُلهم اتجاهات بحثية جديدة، ويفتح آفاقاً للتعاون”.

تضمّنت الورشة ثماني محاضرات وحلقة نقاشية، وشارك فيها عدد من أبرز الشخصيات المؤثرة في هذا المجال، وعلى رأسهم البروفيسور مايكل جوردان، الرئيس الفخري لبرنامج هيئة التدريس النخبوية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والأستاذ المتميّز في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب وفي قسم الإحصاء في جامعة كاليفورنيا في بيركلي.

وقد تحدث البروفيسور جوردان عن طبيعة مشاركته قائلاً: “يسعدني أن أكون هنا مجدداً في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. هذه ربما زيارتي السادسة أو السابعة، والنمو الذي تشهده الجامعة مذهل. كان موضوع محاضرتي هو التعلم عبر الإنترنت، وهو نهج يُتيح التعلم من تسلسلات بيانات عشوائية دون افتراضات مسبقة.  ويمكن تطبيقه على نماذج الصندوق الأسود، بحيث يعمل كطبقة تضبط خصائص النموذج”.

وتابع قائلاً: “هذا النهج يعكس اتجاه الأبحاث الحالية، حيث أصبح من الصعب التدخل في البنية الداخلية للنماذج الكبيرة والمعقدة، ما يدفع الباحثين إلى التركيز على ضبط مخرجات هذه النماذج وإضفاء سمات مرغوبة عليها، مثل الدقة والعدالة والرصانة. وهذا بالضبط ما تطرّقتُ إليه في محاضرتي اليوم”.

بحوث رائدة

في الجلسة الصباحية، وبعد محاضرة البروفيسور جوردان، قدّم علي رضا فلاح (من جامعة بيركلي) عرضاً تناول فيه بحثه المعنون “التخصيص العادل في تصميم الآليات الديناميكية”، حيث استعرض القيود المتعلقة بالعدالة في الأنظمة القائمة على المزادات.  ثم ألقى إيان وودبي-سميث (من جامعة بيركلي) محاضرة بعنوان “أسلوب استدلال صالح دائماً لنماذج السياق التكيفية”، قدّم خلالها أساليب إحصائية جديدة لتحليل سياسات التعلم التكيفي.

وقبل الاستراحة، تناول مينمينغ غونغ (من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي) الجوانب النظرية للاستدلال السببي في محاضرته “حول إمكانية التعرف على المعادلات التفاضلية العادية والعشوائية للاستدلال السببي”، مركزاً على كيفية استخدام هذه النماذج لاستخلاص العلاقات السببية من البيانات القابلة للملاحظة.

وفي الجلسة المسائية، استعرض ماكسيم بانوف (من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي) طرقاً جديدة لتحسين موثوقية التنبؤ في محاضرته “تحسين التغطية الشرطية لأساليب التنبؤ المطابقة”. وناقش نيلس لوكاس (من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي) التحديات الأمنية في النماذج اللغوية الكبيرة من خلال محاضرته “توظيف التحسين للهجمات التكيفية على المحتوى”، مستعرضاً كيفية تمكّن المهاجمين من التحايل على العلامات المائية.

أما مارتن تاكاش، نائب رئيس قسم تعلم الآلة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، فقد سلّط الضوء على دور الشبكات العصبية الرسومية في تسريع الاكتشافات العلمية من خلال محاضرته “الشبكات العصبية الرسومية لاكتشاف المواد”، حيث استعرض تطبيقاتها في أبحاث التحفيز الكيميائي.  كما قدّم سالم لحلو (من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي) لمحة عامة عن الشبكات التوليدية المتدفقة من خلال محاضرته “الشبكات التوليدية المتدفقة: مقدمة وتطورات حديثة”، مشيراً إلى إمكاناتها الواعدة في الاكتشافات القائمة على الذكاء الاصطناعي.

وقال تاكاش معلقاً على محاضرته حول استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع اكتشاف مواد جديدة: “آمل أن تكون محاضرتي قد شجعت الطلاب على استكشاف التطبيقات غير التقليدية للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.  بالنسبة لي، هذا يعني اكتشاف مواد جديدة أو مسارات كيميائية مبتكرة. أما بالنسبة لهم، فقد تكون هناك آفاق ابتكار مختلفة تماماً. عندما نجمع خبراء من مجالات متنوعة، كما فعلنا اليوم مع جامعة بيركلي، فقد يساعد ذلك الطلاب على توسيع رؤيتهم للذكاء الاصطناعي.  كثيراً ما يعمل الطلبة مع مشرفيهم في نطاق ضيق جداً، مما يعني عدم وجود ما يدفعهم إلى استكشاف مجالات خارج دائرة اهتمامهم،  لكن ورش العمل التي من هذا النوع تُتيح لهم التعرف على موضوعات متعددة في مكان واحد”.

توافق في الرؤية

شكّلت ورشة العمل أيضاً فرصة لتعزيز العلاقات بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة بيركلي، المصنفة في المرتبة التاسعة بين أفضل جامعات العالم بحسب مؤشر تايمز للتعليم العالي.

وفي هذا الشأن، قال الدكتور هورفاث: “إن التعاون مع جامعة بيركلي، وهي واحدة من أعرق الجامعات العالمية المعروفة بريادتها البحثية، يؤكد التزام جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالتميز والابتكار. هذه الشراكات تعزز من قدراتنا البحثية، وتزيد من حضورنا العالمي، وترتقي بسمعتنا الأكاديمية.  كما أنها تسلط الضوء على مكانة جامعتنا بين نخبة المؤسسات التعليمية حول العالم، وتعكس المستوى الرفيع لأبحاثنا، والتزامنا المشترك بالارتقاء بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة نحو آفاق جديدة”.

من جانبه، أكد البروفيسور مايكل جوردان على توافق الرؤية بين الجامعتين قائلاً: “هناك رسالة واضحة هنا في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أجد نفسي منسجماً معها بشدة، حيث يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كفرع من فروع الهندسة، يُطوَّر على يد أشخاص حقيقيين، ليخدم ازدهار الإنسان، ويعزز فرص العمل، ويوفر حلولاً للتحديات الكبرى التي تواجه البشرية في هذا القرن، بما في ذلك الاستدامة والقضايا الاجتماعية. هذه أيضاً هي رسالة فريقي البحثي في جامعة بيركلي، وهدف زملائي هناك، مما يعني وجود توافق في الرؤية حول كيفية تطوير هذه التكنولوجيا. من الرائع أن نتبادل الأفكار، وأن نُسهم في تسريع هذا التوجه الواعد”.

أخبار ذات صلة

thumbnail
Wednesday, April 23, 2025

طريقة جديدة لتحديد العلاقات السببية في البيانات البيولوجية متعددة الوسائط

يويون سون، الباحثة ما بعد الدكتوراة، تسعى إلى تحديد كيفية تأثير المتغيرات الكامنة في الأنظمة المعقدة ضمن.....

  1. تعلّم الآلة ,
  2. علم الأحياء ,
  3. العلاقات السببية ,
  4. المتغيرات ,
  5. ICLR ,
  6. الوسائط المتعددة ,
اقرأ المزيد