حصل نموذج الرعاية الصحية متعدد الوسائط ثنائي اللغة (باي ميديكس 2) “BiMediX2“، الذي طورته جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، على جائزة ’مِيتَا‘ ضمن المشاريع الفائزة في مسابقة Llama Impact Innovation في نسختها الأُولَى. وقد نال المشروع استحساناً وتقديراً بالنظر إلى إمكانية رفع حَلِهِ للتحديات المرتبطة بالوصول إلى خِدمات الرعاية الصحية في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وخارجها.
يُذكرُ أن الجائزة التي تمتاز بالتنافسية العالية، تم إطلاقها لتحديد وتكريم جميع المؤسسات في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتركيا، ومنطقة آسيا، والمحيط الهادئ، وأمريكا اللاتينية التي تستخدم نموذج “Llama” [نموذج لغوي كبير طورته ’مِيتَا إيه آي‘ التابعة لـ ’مِيتَا‘] لمعالجة القضايا وحل التحديات المرتبطة بالتعليم، والخدمات العامة، والتنمية الاقتصادية، وغيرها من القضايا الأخرى.
وإضافة إلى الجائزة التي حصل عليها المشروع من ’مِيتَا‘، يشار إلى أنه نال التنويه والتقدير خلال عدد من الفعاليات الدولية الأخرى، بما فيها قبول الإصدار الأولي منه BiMediX ضمن فعاليات “مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغة الطبيعية للعام 2024”. كما تمت المشاركة بالمشروع خلال فعاليات إطلاق “منصة الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة” (AI4SD)، وهي فعالية عقدت على هامش أعمال “الجمعية العامة للأمم المتحدة التاسعة والسبعين” (UNGA79). وقد تم دمجه ضمن “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” للاستخدام في تطبيقات الطب عن بُعد.
تجدر الإشارة إلى أن نموذج “BiMediX2“ تم تطويره اعتماداً على إصدار Llama 3.1، وهو قادر على فهم الاستفسارات الطبية باللغتين الإنجليزية والعربية والرد عليها، فضلاً عن تفسير الصور الطبية مثل صور الأشعة السينية، وصور التصوير بالرنين المغناطيسي، وصور التصوير المقطعي المحوسب. كما تم دمج النموذج كروبوت دردشة آلي على منصة “تيليجرام”، مما يوفر وصولاً سلساً إليه عبر الهواتف الذكية بما فيها أجهزة أندرويد منخفضة التكلفة؛ هذا ويدعم روبوت الدردشة أيضاً لنموذج “BiMediX2“ وظيفة المحادثة الصوتية، وهي خاصية مفيدة لفئات المجتمع من غير المتعلمين حيث تمكنهم من “التحدث” إلى النموذج بلغتهم الأم.
وعن نموذج “BiMediX2“ يقول د. هشام شولاكال، الأستاذ المساعد في قسم الرؤية الحاسوبية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومدير المشروع: “يتمتع النموذج أيضاً بقدرة ممتازة على فهم السيناريوهات المختلفة، وطرح أسئلة المتابعة، وتقديم الإجابات على استفسارات المستخدمين”.
رعاية صحية في متناول الجميع
بعد ما حصده نموذج “BiMediX2“ من تنويه وتقدير في عدد من المحافل الدولية وحصوله على جائزة “مِيتَا”، ها هو اليوم د. شولاكال وفريق عمله يشاركون به خلال فعاليات معرض “جايتكس”، الذي يقام في دبي خلال الأيام من 14 إلى 18 أكتوبر، حيث سيتمكن زوار المعرض من مشاهدة العروض التوضيحية عنه وتجربته بأنفسهم من خلال طرح الأسئلة عليه.
ويوضح سهل شاجي مولابيلي ومحمد عرفان كورباث، مُؤلِفَين أَوَلَين لورقة بحثية عن نموذج “BiMediX2“، أن الجزئية الخاص بالمحادثة الصوتية تكتسي أهمية خاصة، حيث إنها – كأداة – ستمكن المستخدمين في المناطق النائية، من غير المتعلمين أو ممن يصعب عليهم صياغة أسئلتهم، من الوصول السهل إلى الخدمات الطبية.
وعن هذه الخاصية، يوضح المُؤَلِفَين: “أردنا تعزيز إمكانية وصول المجتمعات المهمشة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك فئة غير المتعلمين”؛ مضيفان أن “الآن أصبح بإمكان المستخدمين استعمال ميزة الصوت أو ميزة الرسائل الصوتية في برنامج ’تليجرام‘ والتحدث إلى النموذج، وشرح أعراض ما يشتكون منه، وتلقى رد صوتي على استفساراتهم باللغة الإنجليزية أو العربية، وتعد وهذا خطوة مهمة في اتجاه رفع التحدي الذي يطرحه حاجز اللغة والقراءة والكتابة”.
وإضافة إلى ما يستفيده المرضى في المناطق النائية أو المناطق التي تعرف نقصاً في خدمات الرعاية الصحية، فإن نموذج “BiMediX2“ يسهل على الأطباء مهمتهم، سواءً في العيادات أو منصات الطب عن بعد، ويقلل العبء عليهم من خلال التكفل بإجراء الفحوصات الأولية، وفلترة العديد من الأسئلة المتكررة أو الاعتيادية، وإجراء بعض الخطوات التشخيصية، ويمكن بالتالي أن يوفر وقتاً ثميناً للمهنيين في قطاع الصحة.
ويشير، في هذا الصدد، د. شولاكال: “معروفٌ أن هناك نقصاً في الأطباء والأطباء ذوي الخبرة في جميع أنحاء العالم”، مضيفا أن “هذه الندرة تزداد وتصبح أكثر حدة في المجتمعات التي تعاني نقصاً في هذه الخدمات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبإمكان نموذج ’BiMediX2‘سد هذا النقص من خلال إدارة الحالات البسيطة، وبالتالي تفريغ الأطباء وتمكينهم من توظيف وقتهم في الاهتمام بالحالات الأكثر تعقيداً”. ويتابع: “أما بالنسبة للحالات التي تستدعي فعلاً فحصاً سريرياً، فإننا نعمل حالياً على تطوير ميزة للمساعدة في حجز المواعيد في منشآت للرعاية الصحية تكون قريبة من المريض والعثور على الأطباء القريبين ذوي التخصص المطلوب للعلاج.”
جهودٌ دولية
بهدف التأكيد على مدى أهمية نموذج “BiMediX2“، شارك د. شولاكال في سبتمبر الماضي إلى جانب نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية ومسؤولون كبار آخرون من الجامعة ضمن وفد من دولة الإمارات في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. الدورة التي على هامشها أطلقت الإمارات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي منصة “الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة”AI4SD ، وهي عبارة عن منصة جديدة قد يدمج فيها “BiMediX2“ قريباً.
وبالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كشريك رئيس، ستوفر “منصة الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة” نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر، وحزم مجموعات البيانات، وموارد لتدريب النماذج، ومساحة للتعاون وتبادل الأفكار بين الخبراء حول كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة.
وبهذه المناسبة قال رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي، إريك زينغ، في مداخلة له: “نفخر في جامعتنا بإسهامنا في ’منصة الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة‘ من خلال إتاحة ستة نماذج لدعم جهود رفع بعض التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً”، مضِيفاً: “يعكس تركيزنا على الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة والتنمية المستدامة، التزامنا بريادة الجهود الرامية إلى إحداث الفارق في العالم من حولنا. وبصفتنا جامعة بحثية رائدة متخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي، فإننا ملتزمون بتسخير قوة الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول لتمكين صناع السياسات ورواد الأعمال الاجتماعية من دعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة”.
ويصب هذا النوع من المبادرات، بالنسبة للدكتور شولاكال، في صميم الهدف من وراء تطوير نموذج “BiMediX2“، وما يسعى إلى تحقيقه.
ويوضح الدكتور أن: “مقاربة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي متعددة الجوانب وتسعى إلى تحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية لسكان منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من ذوي الإمكانات المحدودة، وذلك من خلال توفير خدمات عن بعد منخفض التكلفة أو مجانية”.
ويتابع: “إننا في مناقشات مع الهيئة الأممية كي نكون جزءاً من هذه الجهود ودعمها بقوة في جميع أنحاء المنطقة، مما سيؤدي –بالتأكيد – إلى توسيع نطاق جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التي تهدف إلى تحسين الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية في المجتمعات التي تعاني نقصا فيها، فضلا عمَّا يشكله دعم النموذج للعربية من قيمة مضافة”.
ويضيف شولاكال أن هذه التطورات التي أحاطت بمشروع “BiMediX2“ إلى جانب فوزه بجائزة “مِيتَا”، وقبول الورقة البحثية عنه في “مؤتمر البرمجة اللغوية العصبية”، والتنويه به ضمن فعاليات “مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغة الطبيعية للعام 2024″، وإدراجه ضمن مشاريع الجامعة خلال فعاليات “جايتكس”، لا تسلط الضوء فقط على التأثير المحتمل لـ “BiMediX2“، وإنما أيضا تلقي الضوء على قيمة الجهود البحثية التي تبذلها الجامعة.
وعن البحث العلمي في الجامعة، أشاد الدكتور به مشيراً إلى أن: “فريق عمل ’BiMediX2‘ بالكامل – من الطلبة والباحثين – هم من الجامعة، ساهموا وخصوصا الطلبة منهم في هذا المشروع”. مضيفاً أن: “المشروع يعكس جودة العمل البحثي في الجامعة، وتطوير هذا النموذج تحت علامة ’صنع في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي‘ يشكل إنجازاً يجب أن نفخر به جميعاً”.
علماء من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يطورون طريقة جديدة ستساعد الأطباء على توقع مسار تطور.....
تشاو تشين يوضح كيف أن إعادة تدريب نماذج أساسية باستخدام محولات مكنه من تحسين أدائها، وما قد.....
طريقة الجديدة لتعلم الآلة تستطيع تحليل السجلات الطبية الإلكترونية، وقد تساعد الأطباء في تحديد المرضى المعرضين لخطر.....